ذكرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية أن الرئيس الأوغندي يوري
موسيفيني (71 عاما) أثار عاصفة من النقد في الأوساط
الإسرائيلية، عندما ألقى خطابا في الذكرى الأربعين لاقتحام قوة كوماندوز إسرائيلية مطار عنتيبي في العاصمة الأوغندية كمبالا، التي حررت رهائن احتجزهم خاطفون
فلسطينيون وألمان، لافتة إلى أن موسيفيني أشار في خطابه المطول والمفكك، الذي حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، إلى إسرائيل بفلسطين.
ويشير التقرير إلى أن المناسبة كان من المفترض أن تكون فرصة لتوثيق العلاقات بين البلدين، واحتفالا بتحرير الرهائن، الذين اختطفوا من مطار اللد في تل أبيب، وحولوا الرحلة إلى
أوغندا، إلا أن الرئيس العجوز ظل يتحدث عن فلسطين، خاصة أن نتنياهو وزوجته سارة وعددا كبيرا من المسؤولين المرافقين له في جولته الأفريقية، كانوا من ضمن الذين استمعوا لخطاب الرئيس الأوغندي.
وتذكر الصحيفة أن نتنياهو حضر خصيصا لإحياء المناسبة، خاصة أن أن شقيقه يوناتان قتل في الغارة، حيث كان العضو الوحيد في وحدة الكوماندوز الذي قتل، مشيرة إلى أن موسيفيني قال في خطابه غير المترابط، موجها كلامه لنتنياهو:"أريد أن أشكره لتحويله هذ القصة الحزينة، التي حدثت قبل 40 عاما، إلى وسيلة لتوثيق الصلات بين الأرض المقدسة إسرائيل- فلسطين وأوغندا بشكل خاص، وأفريقيا بشكل عام".
ويعلق التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن "كلام موسيفيني كان مثيرا للدهشة، لكن الذين كانوا حاضرين، واعتقدو أنه سيتوقف، أو يصحح نفسه، خاب أملهم، حيث واصل الرئيس خطابه قائلا: (الحادث المؤسف قبل 40 عاما، تحول إلى رابطة قوية تربط فلسطين بأفريقيا، وأقول إنها رابطة بين
أفريقيا وفلسطين لوجود صلات سابقة)".
وتقول الصحيفة إن الكاميرات التي كانت تغطي كلام موسيفيني حولت انتباهها إلى نتنياهو، الذي بدا غير مكترث، حيث واصل الرئيس الأوغندي خطابه، مقدما رؤيته حول ولادة المسيح، ووصف "الملك هيرود بالرجل السيئ أو شيء من هذا القبيل"، لافتة إلى أن الرئيس الأوغندي دعا في مرحلة من خطابه إلى الوحدة بين فلسطين وإسرائيل، وعرض الوساطة، قائلا: "لم أتوسط أبدا في القضية الفلسطينية، لكن إن دعيت إلى ذلك فسأقدم لكم أفكارا واضحة وفي وقت قصير".
وينوه التقرير إلى أن موسيفيني أثنى بعد ذلك على اليهود، الذين قال إنهم تجنبوا تفاهات البريطانيين، حيث قال: "تعرفون أن أصدقاءنا البريطانين مغرمون بعمل التفاهات كلها"، ثم كشف موسيفيني عن مقته للاجتماعات الدولية، وقال إنه ينام أثناء الكثير منها، مشيرا إلى أن نتنياهو وصف عملية عنتيبي عام 1976 بأنها غيرت مسار حياته، وقال إن "الإرهاب تلقى فيها لسعة قوية".
وتفيد الصحيفة بأن تصريحات موسيفيني أثارت عاصفة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دعا مدير مكتبه الإعلامي دوم واناياما إلى التوضيح عبر صفحة الـ"فيسبوك" قائلا: "استمعت الآن إلى أن إشارة الرئيس للرقعة الجغرافية، التي كان اسمها فلسطين، قبل إنشاء إسرائيل عام 1948، أدت إلى إثارة غير ضرورية، تقف وراءها عناصر لا يعجبهم قول الرئيس الحقيقة حول نموذج حل الدولتين"، وأضاف واناياما: "حسنا هذا ما يقوم به القائد، وهو تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية".
ويورد التقرير أن الإسرائيليين استقبلوا خطاب موسيفيني بالازدراء والسخط، حيث قطعت إذاعة الخطاب، وقال المعلق فيها: "استمعنا بما فيه الكفاية"، وقال معلق آخر إن رحلة نتنياهو الأفريقية هي تبذير لأموال دافعي الضرائب، مشيرا إلى أن صحيفة "جيروزاليم بوست" شبهت موسيفيني بدونالد ترامب، حيث قالت إن الأخير يخوض معركة انتخابية، أما الأول فإنه يتمسك بالسلطة منذ 30 عاما.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن أيام موسيفيني في السلطة باتت معدودة؛ لأن الدستور ينص على أن يكون عمر الرئيس تحت سن الـ75، وبحلول الإنتخابات المقبلة عام 2021، فإن الرئيس سيكون في سن متقدمة، حيث يتوقع في هذه الحالة أن يقوم حزبه، وهو حركة المقاومة الوطنية، بتعديل الدستور، والسماح له بولاية أخرى.