نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا حول تزايد الاعتقاد بين الأوروبيين بأن تدفق المهاجرين فاقم من خطر وقوع هجمات إرهابية، بحسب استطلاع لمركز "
بيو" للأبحاث.
ففي ثماني دول من 10، تم إجراء الاستطلاع فيها، اتفق أكثر من نصف العامة مع العبارة القائلة: "يزيد اللاجئون القادمون من احتمال وقوع هجمات إرهابية في بلدنا".
كما رأى نصف من تم استطلاع آرائهم أن وصول
اللاجئين سيضع "عبئا على بلدنا؛ لأنهم يأخذون وظائفنا ومساعداتنا الاجتماعية".
وقال مركز بيو، وهو مركز أبحاث أمريكي، في تحليل لنتائج الاستطلاع: "إن أزمة اللاجئين والتهديد الإرهابي ارتبطا ببعضهما في عقول الكثير من الأوروبيين. وبرز الارتفاع المفاجئ مؤخرا للاجئين إلى
أوروبا في أدبيات الأحزاب اليمينية في القارة الأوروبية، وخلال الجدل المستعر الذي صاحب التصويت في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
كما أن الأحزاب الشعبوية في كل من هولندا والسويد وفرنسا تستغل ازدياد عدد اللاجئين، الذين يصلون إلى أوروبا هروبا من الفقر والحرب، مطالبة باستفتاء يسمح لها بفرصة مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويقول تقرير مركز بيو إن المواقف تبدو كأنها تزداد تصلبا، ضد اللاجئين بشكل عام، والمسلمين منهم بشكل خاص، بعد وصول أكثر من مليون لاجئ العام الماضي.
ومنذ عام 2014، ارتفعت النظرة السلبية للمسلمين بنسبة 12 في المئة في اليونان، فوصلت إلى 65 في المئة، وبنسبة 9 في المئة في بريطانيا إلى 28 في المئة، وبنسبة 8 في المئة في كل من إسبانيا وإيطاليا إلى 50 في المئة و69 في المئة بالترتيب، وبنسبة 5 في المئة في فرنسا إلى 29 في المئة.
وفي ألمانيا، قال 61 في المئة من المستطلعة آراؤهم إن وقوع الهجمات الإرهابية أكثر احتمالا. وعلى غير ما حصل في بلجيكا وفرنسا، لم يقع في ألمانيا هجمات إرهابية باستخدام تدفق اللاجئين لتغطية السفر من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وتشكل البلدان العشرة -التي تم استطلاع الآراء فيها- ثلاثة أرباع عدد السكان في أوروبا.
وقد سجلت أقوى المخاوف في هنغاريا، دولة الاتحاد الأوروبي الأولى، التي أغلقت حدودها أمام المهاجرين الصيف الماضي، حيث قال 76 في المئة ممن استطلعت آراؤهم إنهم يعتقدون بأن وصول اللاجئين زاد من احتمال وقوع هجمات إرهابية. أي إن حوالي ثلاثة من كل أربعة أشخاص يحملون آراء سلبية عن المسلمين.
وكانت الأرقام في بولندا مشابهة؛ حيث يعتقد 71 في المئة بأن اللاجئين يجعلون وقوع عمليات إرهابية أكثر احتمالا، و66 في المئة لا يثقون في المسلمين. أما فرنسا، وبعد الهجمات عام 2015، فقال 46 في المئة ممن استطلعت آراؤهم إن خطورة وقوع هجمات تزيد مع وصول اللاجئين.
أما نسب من رأوا أن وصول اللاجئين يشكل "عبئا على البلد لأنهم يأخذون وظائفنا والمساعدات الاجتماعية"، فوصل إلى 82 في المئة في هنغاريا، و75 في المئة في بولندا، و72 في المئة في اليونان، و65 في المئة في إيطاليا، و53 في المئة في فرنسا، و46 في المئة في بريطانيا.
أما في ألمانيا والسويد، وهما الوجهتان المفضلتان للباحثين عن اللجوء، فلم تشارك الأكثرية في هذا الخوف، ويعتقدون بأن قضية اللاجئين تقوي من شعوبهما.