نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافي بن وايت، يقول فيه إن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أعلن يوم الاثنين أن إسرائيل هزمت حركة
المقاطعة "بي دي أس".
ويشير التقرير إلى أن نتنياهو، الذي أخرج خريطة للعالم بالألوان؛ لإثبات تحسن العلاقات الخارجية، قال إن حركة المقاطعة "في حالة دفاع"، وإنها "تلقت ضربات في جبهات عدة".
ويلفت وايت إلى أن تصريحات نتنياهو جاءت خلال اجتماع للجنة مراقبة الدولة، الذي جاء على خلفية "تقريرين من مراقب الدولة، نشرا في 24 أيار/ مايو، ووردت فيهما قائمة من الإخفاقات الإسرائيلية ضد حركة المقاطعة، وفي نظام الدبلوماسية العامة"، بحسب "هآرتس".
وينقل الموقع عن مراقب الدولة يوسف شابيرا، قوله إن "وزارة الخارجية غير قادرة على تقديم أي إنجازات مهمة في معركتها مع حركة المقاطعة، حيث إن المشاريع التي تهدف إلى تحسين صورة إسرائيل في المجتمعات حول العالم فشلت في تحقيق أهدافها".
وينوه التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بيانا صحافيا على موقع الكنيسيت يوفر صورة أشمل لدفاع نتنياهو عن جهود حكومته، حيث قال نتنياهو: "هناك تزايد في اعتبار إسرائيل مكسبا ولاعبا مؤثرا في العالم؛ بسبب حربنا على الإرهاب، وإنجازاتنا التكنولوجية".
وأضاف نتنياهو: "حققنا تجارة حرة مع الصين، وزيادة بنسبة 30% في تجارتنا مع الهند، واتفاقية مع اليابان لحماية المنصات، (منصات الغاز في البحر)، وتنسيقا عسكريا مع روسيا، وعلاقات أولية مع عدد من الدول الأفريقية، حيث يزور رؤساؤها إسرائيل لأول مرة، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات مع تركيا، وألتقي كل أسبوع مع أربعة رؤساء دول، فالسياسة الخارجية الإسرائيلية ناجحة جدا".
ويكشف الكاتب عن أن نتنياهو اعترف بـ"بعض نجاحات" ما أسماه حملة نزع الشرعية ضد إسرائيل، إلا أنه قال: "لقد هزمنا حملة المقاطعة في ساحات عدة".
ويجد الموقع أن "نتنياهو محق بشكل ما، حيث صعدت الحكومة الإسرائيلية جهودها في تقويض، ليس حملة المقاطعة فحسب، بل التضامن مع فلسطين بشكل عام، ووجدت مساعدة في ذلك من أصدقائها والانتهازيين من السياسيين في أوروبا وأمريكا الشمالية".
ويستدرك التقرير بأن "قول نتنياهو إن حركة المقاطعة (هزمت)، سواء في (ساحات عدة) أو بشكل كامل، هو أمر مثير للضحك، حيث شهد عام 2016 استمرار النجاحات، الأمر الذي ميز تقدم الحملة في السنوات الأخيرة، ففي شهر آذار/ مارس مثلا، أعلنت شركة الأمن البريطانية (جي 4 أس) عن نيتها بيع فرعها الإسرائيلي، بعد حملة بارزة للمقاطعة، ولا يزال الناشطون يضغطون للتأكد بأن الشركة ستقوم فعلا بإنهاء دورها في نظام السجون الإسرائيلية".
ويذكر وايت أن ناشطي حملة المقاطعة نجحوا داخل المجتمعات الدينية، حيث أعلنت الكنيسة الميثودية في أمريكا أنها ستسحب استثماراتها من البنوك الإسرائيلية، التي تمول الاحتلال، في الوقت الذي صوّت فيه عدد من المؤسسات الطلابية، في كل من بريطانيا وأمريكا الشمالية، لصالح حملة المقاطعة.
ويبين الموقع أنه في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل "تنويع" علاقاتها التجارية والدبلوماسية حول العالم، فإن حملة المقاطعة تتمدد بشكل مشابه أيضا، حيث وعد أكثر من 200 أكاديمي برازيلي بدعم المقاطعة الأكاديمية، في الوقت الذي صوّت فيه الطلاب في جامعة تشيلي لدعم حملة المقاطعة.
ويفيد التقرير بأنه أقيم في الربيع "أسبوع الأبارتايد الإسرائيلي" في أكثر من 225 مدينة وحرم جامعة في أنحاء العالم، مشيرا إلى أن مجلس حقوق الإنسان في جنيف صوّت في آخر شهر آذار/ مارس، لإنشاء قائمة بالشركات المتعاونة في
المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، بالرغم من ضعوط كبيرة لعدم التصويت على ذلك.
ويقول الكاتب إن "حملة المقاطعة لم تستمر في النمو فحسب، بل إن عددا من محاولات المؤيدين لإسرائيل لتقويض الحملة، إما فشلت، أو أدت إلى عبارات تأييد بحق المقاطعة، ومن الأمثلة على الحالة الأولى القضية التي خسرتها منظمة (جويش هيومان رايتس ووتش) في المحكمة العليا في لندن ضد المجالس المحلية، التي صوّتت لصالح قرارات تدعم الفلسطينيين، وتؤيد المقاطعة، أما الأمثلة على الحالة الثانية فتتضمن الدفاع العلني عن حق المقاطعة من مسؤولين حكوميين سويديين وإيرلنديين وهولنديين، بالإضافة إلى منظمات، مثل منظمة العفو الدولية، واتحاد الحريات العامة الأمريكية".
ويضيف وايت أن نتنياهو مثل المجموعات المؤيدة لإسرائيل، التي تبحث عن تبرعات، فإنه يستفيد سياسيا من لعب ورقة الخطر الذي تشكله حملة المقاطعة، ولإثبات أنه يتعامل مع المشكلة ببراعة، مستدركا بأن الذين يصفون حملة المقاطعة بأنها غير مهمة، وأولئك الذين يصفونها بأنها تهديد خطير، فشلوا في فهم حقيقتها.
وبحسب الموقع، فإن حركة المقاطعة بدأت قبل عقد، وقامت بما تقوم به أية حملة شعبية نشطة، وهو الحصول على دعم الاتحادات، والكنائس، ومجموعات الضغط السياسي، والمؤسسات الحقوقية، والاتحادات الطلابية، وغيرها، مبينا أنها حملة بدأت على الهامش، وأصبحت الآن تؤثر في الحوار العام، وتؤثر بطرق لا تستطيع سوى الحملات الشعبية غير المركزية القيام بها، بالمقارنة مع مبادرات الدعاية الحكومية.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالقول إن "حركة المقاطعة لم تهزم، ولا يمكن هزيمتها، على الأقل بالطريقة التي يفكر فيها نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون والمجموعات الموالية لإسرائيل، ويعتمد تطورها وطبيعة نجاحها على عوامل مختلفة، لكن من المفارقات، أن حكومة نتنياهو اليمينية أثبتت أنها عامل فعال في تأثير الحملة ونجاحها".