نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن عودة الرئيس السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إلى الساحة السياسية في
الجزائر، في الأسابيع الأخيرة، بعد إقصائه لنحو عامين.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد بضع ساعات من عقد بلخادم اجتماعا في 25 آب/ أغسطس 2014، مع زعماء المعارضة الجزائرية، من بينهم اثنان من رؤساء الحكومة السابقين، أصدر الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة مرسوما في غاية القسوة والإهانة ضد الرئيس السابق لجبهة التحرير الوطني.
وبموجب هذا المرسوم، تمت إقالة بلخادم فوريا من منصبه كوزير للدولة والمستشار الخاص لرئاسة الجمهورية. وفضلا عن ذلك، تم حظره من القيام بأي نشاط في ما يتعلق بهياكل الدولة. والأسوأ من ذلك، دعا بوتفليقة إلى إبعاد بلخادم من
جبهة التحرير الوطني، ومنعه من القيام بأي نشاط داخل الجبهة. وعموما، فقد تم استبعاده كليا من الساحة السياسية.
وتساءلت المجلة حول كون هذه الخطوة علامة على نهاية فترة عقوبة بلخادم، بعد أن تم استبعاده من دائرة الحكم لمدة عامين. وأضافت أنه حتى بعد هذه الفترة، لا يحتاج المسؤول السابق إلى إعادة تأهيل، فقد أكد في الأسابيع الأخيرة أنه يكثف من لقاءاته مع أنصاره في جميع أنحاء البلاد؛ لإعادة تنشيط علاقاته.
كما بيّن بلخادم أنه كانت له لقاءات مع مسؤولين تم استبعادهم من قيادة الجبهة، واستقبل كذلك العديد من الزوار من جميع الجهات في بيته في الجزائر. وبالإضافة إلى ذلك، كان له لقاء مطول مع عبد الرحمن بلعياط، قائد معارضي الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني.
ونقلت المجلة الرسالة التي بعث بها بلخادم للعموم، لكي يزيح الشكوك حول المناورات التي نسجت حوله. ويقول القيادي السابق في جبهة التحرير الوطني إن "معركة استعادة جبهة التحرير الوطني، ووضعها مرة أخرى على المسار الصحيح والمعتقدات السياسية النوفمبرية، هو حقل كبير، لا يمكن للفرد الواحد فينا السيطرة عليه دون مشاركة الآخر".
ويضيف: "يجب أن نعمل دائما بطريقة نكمل فيها بعضنا البعض؛ لسد الثغرات التي توسع من الهوة والانقسام بين أبناء الحزب".
ودون ذكر اسم سعداني، قال بلخادم مخاطبا أنصاره: "لنعمل معا من أجل توحيد الصفوف وإنقاذ الحزب قبل فوات الأوان". كما عبّر عن أسفه لحالة الانقسام بين مناضلي ورموز جبهة التحرير الوطني".
ونقلت المجلة قول بلخادم الذي نفى أي نية للسيطرة على الحزب القديم، الذي قاده لفترة طويلة، حيث قال إنه "لم يسبق أن قطعت علاقاتي مع مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، كما أنه ليس لدي نوايا لاسترجاع المنصب الذي فقدته. ولم يتغير شيء في التمشي السابق الخاص بي".
وأشارت المجلة إلى أن بلخادم كان دائما مقربا من الجبهة. وفي زلة لسان، صرح بأنه تربطه علاقة بأحد مستشاري الرئيس. وعلى الرغم من تأثر بوتفليقة بالاجتماع السري الذي شارك فيه بلخادم مع خصومه، إلا أن هذا لم يكن سببا لتواصل القطيعة بينهما.
وبيّنت المجلة أن بلخادم ما زال يحظى بثقة الريس، الذي لم ينس فضل المستشار السابق في دعم سياسة السلم والمصالحة الوطنية التي خدمت بوتفليقة في الحفاظ على منصبه طوال هذه الفترة.
وأوردت المجلة أنه في الأيام القادمة سوف تدور الحياة السياسية حول سباق الترشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية، وفي هذه المرحلة، فإن ترك زمام المبادرة لسعداني سوف يعرّض فرصة عودة بلخادم إلى الخطر؛ ولهذا السبب، لم يبق الكثير على بلخادم لحشد الأصوات حوله لتصدر مكان الرئيس الحالي لجبهة التحرير الوطني.
وقالت المجلة إن الصمت الذي يحتفظ به رئيس الجمهورية حول مستقبله السياسي لا يمنع البعض من المناورة وراء الكواليس والتحضير لخلافته. وعلى رأس هؤلاء المتنافسين يأتي بلخادم، الذي لا يخفي أي سر حول طموحاته الرئاسية. ومن هنا، فإن العودة على رأس جبهة التحرير الوطني ستكون فرصة للوقوف في هذا السباق، أو على الأقل للعب دور في ذلك، كما تقول المجلة.
وأشارت المجلة إلى أن بلخادم كان دائما يحلم بخلافة بوتفليقة. وفي كانون الثاني/ يناير 2014، عند اجتماع بوتفليقة بوزرائه، بينهم بلخادم،، اعتقد هذا الأخير أن بوتفليقة يدعوه من خلال حديثه للمشاركة في سباق الانتخابات، إلا أنه في نهاية المطاف تحطمت آماله عندما تم الإعلان عن ترشح بوتفليقة لخلافة نفسه.