نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا، يقول فيه إن مصادر مقربة من رئيس السلطة
الفلسطينية محمود
عباس، ذكرت أنه أصدر تعليماته لمستشاريه ومعاونيه بالتزام الصمت حول التسجيل المسرب لمكالمة هاتفية بين ضابط مخابرات
مصري كبير ومحمد
دحلان، حيث سخر الضابط المصري من عباس.
وبحسب مستشار لعباس تحدث إلى "ميدل إيست آي"، بشرط عدم الكشف عن اسمه، فإن عباس طلب يوم الاثنين من المقربين منه التوقف عن الحديث للصحافة حول الموضوع، وهو الطلب الذي تم رفضه مباشرة.
ويقول المستشار للموقع: "يريد الرئيس أن تموت القصة بسرعة، وقال دعونا نتجاوزها بأقل العواقب"، وأضاف أن الرئيس حريص على المحافظة على العلاقات مع مصر، التي تعد "الدولة العربية الأكبر والأكثر تأثيرا".
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن عددا من المستشارين أخبروا الموقع حول التوتر المتنامي بين السلطة الفلسطينية والحكومة المصرية، بخصوص المعاملة الخاصة التي يتلقاها دحلان من القاهرة، والتقارير حول محاولات الحكومة المصرية لإعادة دحلان إلى الساحة السياسية، حيث يقول المستشار: "يعرف عباس أن التسريبات صحيحة، لكنه غير مستعد أن يخسر مصر".
ويشير الموقع إلى أن الأشرطة المسربة، التي ظهرت خلال نهاية الأسبوع، تسجيل لمكالمة هاتفية بين دحلان واللواء وائل الصفتي، الذي يعمل في دائرة المخابرات العامة، تحدث خلالها عن كون عباس "معندوش ذكاء على الإطلاق في التصرف من دماغه"، ووصف حركة
فتح بأنها "منيلة ومتسخمة بنيلة".
ويلفت التقرير إلى أن اللواء الصفتي هو المسؤول عن الملف الفلسطيني لدى المخابرات العامة المصرية، مشيرا إلى أن دحلان رجل المنظمة في غزة قبل أن يشن حملة فاشلة للإطاحة بحركة حماس عام 2006، واضطر بعدها للهروب إلى الضفة الغربية، لكنه اتهم عام 2010 بمحاولة الإطاحة بعباس، وفي 2011 سحبت عضويته في حركة فتح، واضطر للخروج مرة أخرى للمنفى، حيث أنشأ علاقات مع أصدقائه في الخليج وفي مصر.
ويفيد الموقع بأن العلاقات بين عباس ونظيره المصري عبد الفتاح
السيسي تبدو في الظاهر دافئة، ويصر المسؤولون على أن اللقاء بين الاثنين أخيرا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك كان وديا، بالرغم من اتهامات لمصر بمحاولتها التدخل في الشؤون الفلسطينية.
وبحسب التقرير، فإن وزير الخارجية المصري سامح شكري أنكر التهم بأن مصر تحاول التلاعب في الشؤوون الفلسطينية، كما ورد في موقع "رام الله" الإخباري، وقال شكري إن مصر ليس لديها أي توجه لفرض أي رؤية على السلطة الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، لكنه أضاف أن مصر تشجع دائما على تعزيز العلاقة بين السلطة والشعب، وكذلك بين الفصيلين الرائدين، حركة فتح، التي تحكم الضفة الغربية، وحركة حماس، التي تحكم غزة.
ويتابع شكري قائلا للموقع إن اللقاء الأخير بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس في نيويورك شهد لغة حوار حميمية، مشيرا إلى أن هناك تفاهما متبادلا لدقائق الأمور.
ويستدرك الموقع بأن مصادر فلسطينية وأردنية قالت لـ"ميدل إيست آي" في بداية هذا الشهر، إن خطة مشتركة تم إطلاقها من مصر والأردن والإمارات، تهدف لتنصيب دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية، بعد انتهاء مرحلة عباس.
وينوه التقرير إلى أن عباس وافق على إعادة مؤيدي دحلان، لكنه قال إن إعادة دحلان نفسه سيكون صعبا؛ بسبب التهم القانونية الموجهة له في الضفة الغربية، بما فيها حكم غيابي عليه عام 2014، بتهمة التشهير بالدولة، ورفضت المحكمة قضية فساد في عام 2015، اتهم فيها دحلان بإساءة استخدام مبلغ 17 مليون دولار نفقات، في الوقت الذي يصر فيه دحلان على أن دوافع تلك التهم سياسية، لافتا إلى قول أحد مستشاري عباس سابقا إن "الرسالة للرباعية العربية واضحة: ليست هناك فرصة لعودة دحلان".
ويذكر الموقع أن المسؤولين الفلسطينيين أبرزوا يوم الاثنين ما وصفوه بالاجتماع الإيجابي بين عباس والسيسي، في الوقت الذي قللوا فيه من شأن التسريبات، بقولهم إن فلسطين ليست الدولة التي تهتم بادعاءات حول "أمور صغيرة" كهذه.
ويورد التقرير أن عددا من ناشطي حركة فتح انتقدوا ما ورد في التسريب على مواقع التواصل الاجتماعي، فاتهم المؤيد لحركة فتح منير جغوب، المسؤول في المخابرات المصرية، واصفا إياه بأنه "جزء من المؤامرة" على عباس، وقال "هذا يجعله (الصفتي) في الجبهة التي تقف في وجه المشروع الوطني الفلسطيني".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن الأحزاب السياسية الفلسطينية الأخرى تجنبت الخوض في هذا الموضوع المثير للجدل، وقال رباح مهنا، الذي يقود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة: "علاقتنا مع مسؤول المخابرات رائعة، ولطالما أعرب عن احترامه للجبهة الشعبية ولمواقفها".