نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا؛ تحدّثت فيه عن الخليفة الجديد لبان كي مون، وهو رئيس وزراء اشتراكي سابق في
البرتغال، ومفوض سابق لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، فإن فوز غوتيريس بمنصب أمين عام للأمم المتحدة جاء خلال استفتاء غير رسمي بين الدول الأعضاء بمجلس الأمن حيث حصل على 13 صوتا من أصل 15.
كما أن ترشيح غوتيريس حاز على موافقة كل من الولايات المتحدة وروسيا، في حين أنهما يختلفان في عديد المواضيع، من بينها الملف السوري. وكان المندوب الروسي فيتالي تشوركين؛ قد قال سابقا في مؤتمر صحفي: "أنتم شاهدون على هذه اللحظة التاريخية".
وثالثا، فإن غوتيريس هو الأمين العام التاسع للمنظمة الدولية منذ تأسيسها سنة 1945. وتجمع هؤلاء الأمناء في نقطة تشابه واحدة، وهي أن جميعم من الرجال، في حين أن خمسة نساء تسابقن لخلافة بان كي مون لكن لم يقع اختيار أي منهن من قبل
مجلس الأمن، من بينهن رئيسة منظمة اليونسكو، البلغارية، إيرينا بوكوفا، التي كانت الأقرب بالفوز إلا أنها حصلت على المركز الرابع. في المقابل، علقت المرشحة الكوستاريكية، كريستينا فيغيريس، عبر موقع تويتر، أن فوز غوتيريس يعتبر بمثابة "الرضا المر"، حيث أن كلمة "مر" تعني أنه لم تفز أية امرأة وكلمة "رضا" تفيد أن غوتيريس هو بلا شك أفضل المرشحين.
والنقطة الرابعة في مسيرة غوتيريس؛ أنه التحق مبكرا، وتحديدا سنة 1974، بالحزب الاشتراكي في البرتغال، وشارك في ثورة القرنفل، حيث كان يبلغ من العمر آنذاك حوالي 25 سنة. وفيما مضى عمل مهندسا ثم تم تعيينه رئيسا ممثلا للدولة في قطاع الصناعة، إلى أن ترأس الحكومة البرتغالية سنة 1995. إضافة إلى ذلك، يعدّ من مؤسسي اتحاد البلدان الناطقة بالبرتغالية.
خامسا، يتقن غوتيريس أربع لغات من بينها الفرنسية، والإنجليزية والإسبانية. وقد أثنى عليه السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر قائلا: "إنه صديق حقيقي لفرنسا باعتباره فرانكفونيا، وهو ضليع بالأمور الدبلوماسية وبنظام
الأمم المتحدة".
سادسا، عُين غوتيريس نائبا في البرلمان الثوري في البرتغال لأول مرة سنة 1976، واشتُهر ببلاغته ودفاعه عن شعبه ووقع تلقيبه "بالمطرقة الثاقبة".
وسابعا، فإن الأمين العام الجديد، الذي سيتولى مهامه مطلع كانون الثاني/ يناير، صاحب خبرة في مجال عمل الأمم المتحدة، بما أنه تولى ملف اللاجئين مباشرة بعد توليه لمنصب رئيس الحكومة في البرتغال بين سنتي 2001 و2005. وقد عُين على رأس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من قبل الأمين العام السابق كوفي عنان، حيث ظل في منصبه مدة 10 سنوات. وفي هذا السياق، صرّح غوتيريس أنه "لا يمكنك أن تتخيل صعوبة مهمة أن تواجه هذه النوعية من الألم، خاصة عندما يتعلق الأمر باللاجئين".
وثامنا، فإن غوتيريس ينتمي إلى الكنيسة الكاثوليكية، على الرغم من انتمائه وتأييده للحزب الاشتراكي. ولم يخف الرجل معارضته لقانون الإجهاض حين كان رئيس الحكومة البرتغالية.
والنقطة التاسعة تتمثل في خوف بعض المراقبين من ترشيح غوتيريس، على رأسهم ممثل المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، ريتشارد غووان، الذي لا يخفي تخوفه من إمكانية تخلي غوتيريس عن مناصب عليا لصالح الروس نظرا؛ لأنها تمتلك حق النقض "الفيتو".
وأخيرا، فإن مهمة غوتيريس ستكون صعبة، نظرا للضغط الكبير الذي سيُسلّط عليه. وقد لخص عضو منظمة هيومان رايتس ووتش، لويس شاربونو، مدى صعوبة المهمة قائلا: "سيتم تقييم الأمين العام الجديد للأمم المتحدة من خلال إمكانياته والحلول التي سيوظّفها لمواجهة مشاكل كبرى، كالوضع في كل من سوريا واليمن وجنوب السودان، إضافة إلى أزمة اللاجئين والتغير المناخي".