نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، قالت فيه إن الجهات الطبية أصبحت تنصح
النساء الباحثات عن طرق للحمل من خلال التلقيح الصناعي، بالابتعاد عن
السكر والمحليات الصناعية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الخبراء حذروا من أن بعض المواد المضافة إلى الأغذية والأشربة المصنعة قد تصعب من حصول
الحمل، بعد
دراسة علمية هي الأولى من نوعها، أشارت إلى احتمال تأثيرها السلبي في البويضات، وتقليل خصوبتها، لافتا إلى أن أثر المشروبات المخصصة للحمية، والمحتوية على
المحليات الصناعية، يبدو أكثر من تلك المحتوية على السكر العادي.
وتذكر الصحيفة أن الأطباء في ساو باولو في البرازيل قاموا بدراسة عادات الشرب لدى 524 أنثى، تخضعن لعلاج التلقيح الصناعي، وتبين أن بويضات النساء اللواتي يتناولن المشروبات الخالية من السكر، الملأى بالمحليات الصناعية، كان احتمال تردي نوعية البويضات لديهن أكبر من الطبيعي، أما النساء اللاتي يتناولن السكر العادي فكانت النسبة لديهن هي 39%.
ويلفت التقرير إلى أن الدراسة أظهرت بشكل عام أن فرص الحمل لدى النساء اللواتي يتناولن السكر أو المحليات أقل من الطبيعي بـ10%، بحسب النتائج التي ستعرض خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لطب الإنجاب في مدينة سولت سيتي، في ولاية يوتا.
وتكشف الصحيفة عن أن دراسة أخرى، ستقدم في المؤتمر ذاته، ستحذر من أن مخلفات المبيدات الحشرية المستخدمة على الخضار والفواكه، قد تكون لها آثار سلبية أكثر على فرص الحمل، حيث توصل الباحثون في جامعة هارفارد إلى أن الساعيات إلى الحمل عن طريق التلقيح الصناعي، اللواتي يتناولن المزيد من الأطعمة المحتوية على الكيماويات الزراعية، يحظين بفرص ولادة أقل بنسبة الثلث ممن يأكلن كمية أقل من تلك الفواكه والخضار.
وينقل التقرير عن أكاديمي أمريكي كبير، قوله إنه وفي ضوء نتائج الأبحاث، فإن على النساء الراغبات في الحمل عن طريق التلقيح الصناعي التخلي عن تناول السكر والمحليات، مشيرا إلى أن باحثين آخرين يلفتون إلى احتمال وجود آثار مشابهة للكيماويات على خصوبة النساء اللواتي يحاولن الحمل بشكل طبيعي، مع أن الأدلة على ذلك لا تزال غير مكتملة وظرفية.
وتورد الصحيفة نقلا عن رئيس الجمعية الأمريكية لطب الإنجاب، أوين ديفيس، وهو أحد رواد عمليات التلقيح الصناعي في نيويورك، قوله إن على النساء الراغبات في الحمل عن طريق التلقيح الصناعي تجنب المبيدات الحشرية، وتجنب مشروبات الحمية والخالية من السكر، لافتا إلى أن على النساء أن يستفدن من منشورات وزارة الزراعة الأمريكية في معرفة تصنيفات المبيدات؛ لشراء الفواكه والخضار بناء على المعرفة التي اكتسبنها لتحسين فرصهن في الحمل.
وينقل التقرير عن البروفيسور آدم بالن من جمعية الخصوبة البريطانية، وأستاذ طب الإنجاب في جامعة ليدز، قوله إن المشكلة قد تكون أبعد من كونها تؤثر في المتعالجات بالتلقيح الصناعي، مستدركا بأنه من المبكر نصح النساء بالتخفيف من مشروبات الحمية والسكر إن كن يرغبن في الحمل، ويضيف بالن: "إن هذه دراسة مثيرة فندت الدعوى الكاذبة للمحليات الصناعية.. من أن لها أثرا قويا في نوعية البويضات وقابلية تلقيحها، كما أن ذلك يمكن أن يؤثر في الحمل أيضا، ولذلك بجب التحقق من المواد المضافة للأغذية كلها، كما يجب توفير المعلومات حول تلك المواد للعامة".
ويتابع بالن قائلا إن "البيئة التي تتطور فيها البويضة حساسة جدا للآثار الخارجية، وعلينا ألا نقلل من الآثار المحتملة للمواد المضافة للأغذية على
الصحة التناسلية، ويجب على الأزواج -رجالا ونساء- الذين يسعون للإنجاب أن يدركوا أهمية التغذية الصحية".
وتستدرك الصحيفة بأن هناك خبراء يشككون في استنتاجات الدراسة، ويقولون إن مشكلة الدراسة البرازيلية هي أن النساء اللواتي يتناولن الكثير من مشروبات الحمية قد يكن مدخنات أيضا، وربما يملن إلى السمنة، التي قد تكون هي السبب الحقيقي لمشكلات الخصوبة، مشيرة إلى أن المسألة الأخرى هي أنه ليس من الواضح كيف يتسبب السكر والمحليات الصناعية بإتلاف البويضات، سواء في المبايض، أو في الرحم.
ويورد التقرير نقلا عن الأستاذ المساعد في قسم الولادة والنسائية في جامعة أكسفورد، ومدير عيادة الخصوبة في أكسفورد، تيم تشايلد، قوله إنه يجب اكتشاف المزيد عن كيفية تأثير السكر في الخصوبة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول تشايلد: "لا ندري إلى أي مدى أخذت الدراسة العوامل الخارجية، مثل الوزن والتدخين، بعين الاعتبار، وهي عوامل تؤثر في نتائج التخصيب الصناعي، لكن النتائج مثيرة، وتستحق الدراسة بشكل أعمق، فعدد الأبحاث العلمية الجيدة التي تدرس أثر التغذية في الخصوبة أو التلقيح الصناعي قليلة نسبيا".