طرأت تراجعات على الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة اليوم الأربعاء واتجهت للانخفاض متأثرة بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأسبوع المقبل.
وكانت الأسهم الأمريكية والآسيوية سجلت تراجعات بعد استطلاع الرأي الأخير الذي أشار إلى تقليص المرشح الجمهوري دونالد
ترامب الفجوة مع منافسته الديمقراطية هيلاري
كلينتون في سباق الرئاسة الأمريكية قبل التصويت الثلاثاء المقبل.
وسجل مؤشر ستوكس 600 هبوطا بنسبة 0.8 بالمئة مسجلا أدنى مستوياته منذ 11 تموز/يوليو وسط خسائر لكل القطاعات.
هبط مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوى في أسبوعين اليوم الأربعاء بعد أن سببت أجواء القلق بشأن انتخابات الرئاسة الأمريكية اضطرابا في الأسواق العالمية كما أدى ارتفاع الين إلى تنامي الحذر بين المستثمرين.
ونزل المؤشر 1.8 بالمئة إلى 17134.68 نقطة مسجلا أدنى مستوى إغلاق منذ 19 تشرين الأول/أكتوبر وأكبر خسارة يومية منذ أوائل آب/أغسطس.
وخسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.8 بالمئة لينهي اليوم عند 1368.44 نقطة وهبط مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بالنسبة نفسها إلى 12259.70 نقطة.
وفي السياق ذاته افتتحت هيلاري كلينتون حملتها للفوز في انتخابات الرئاسة بوعد أن تبذل كل ما هو مطلوب لكبح جماح وول ستريت معقل صناعة المال في الولايات المتحدة.
ولقيت كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي المساندة من اثنين من أشد الساسة انتقادا لوول ستريت وهما عضوا مجلس الشيوخ بيرني ساندرز وإليزابيث وارن فأعلنت أن الأوضاع مازالت في صالح من يتربعون على القمة وقالت إنها سترفع الرسوم البنكية وتشدد اللوائح المنظمة للأعمال المصرفية.
كما شجعت السلطات المسؤولة عن تنظيم أعمال القطاع على حل البنوك ذات المخاطر العالية.
ومع ذلك يبدو أن وول ستريت لا تأبه لاحتمال فوز كلينتون بالرئاسة بل إن الصناعة المصرفية دعمت كلينتون بالمال كما انخفضت أسعار الأسهم في الأيام التي تعثرت فيها حملتها الانتخابية.
ويقول مصرفيون في لقاءات خاصة إنهم يثقون أنها ستحتفظ بنهج عملي يبقي على النظام الحالي القائم على قانون دود-فرانك لإصلاح وول ستريت الصادر عام 2010.
وقال أحد العاملين بجماعة ضغط لصالح الصناعة المصرفية: "لا أعتقد أن كلينتون تستيقظ وهي تفكر في وول ستريت".
وثمة تلميحات في تسريبات يبدو أنها من مداولات عبر البريد الإلكتروني بين العاملين في حملة كلينتون تشير إلى أن المصرفيين لا يبعدون كثيرا عن الحقيقة عندما يعولون على ترفق كلينتون فيما تتخذه من خطوات.
ورغم الضغط الذي واجهته خلال الحملة من جانب الديمقراطيين التقدميين للدعوة إلى إحياء قانون جلاس-ستيجال القاضي بالفصل بين الجوانب التجارية والاستثمارية في العمل المصرفي فقد رفضت كلينتون ذلك.
وعلى صعيد جولات المرشح الجمهوري دونالد ترامب القسم الأكبر من الأسبوع الماضي في ولايات مؤيدة للديموقراطيين أملا منه في تحقيق تقدم فيها وتعزيز موقعه للفوز في السباق إلى البيت الأبيض في مواجهة منافسته هيلاري كلينتون.
لكن التاريخ واستطلاعات الرأي والتركيبة السكانية إلى جانب خطاب ترامب الحاد كلها عوامل لا تصب في مصلحته حتى وإن كان ينوي الاستفادة من المعلومات التي كشفها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) حول قضية استخدام هيلاري كلينتون بريدها الإلكتروني الشخصي أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.
لكن مع دخول الحملة أسبوعها الأخير، يبدو الملياردير الأمريكي مصمما على القيام بمحاولة أخيرة لتحقيق تقدم في ولاية أو اثنتين من الولايات المحسوبة على الديموقراطيين لتحقيق الفوز في حال استمر وضعه ثابتا في الولايات الجمهورية وفاز بمعركة فلوريدا الحاسمة.
والأحد زار كولورادو ونيومكسيكو اللتين صوتتا للرئيس باراك أوباما في 2008 و2012 ويميل ناخبوها للتصويت لصالح كلينتون.
والاثنين كان في ميشيغن ثم الثلاثاء في بنسلفانيا وهما ولايتان مؤيدتان أيضا لكلينتون وصوتتا للديموقراطيين في كل انتخابات رئاسية منذ العام 1992. كما زار ترامب الثلاثاء ويسكونسين التي يعود تاريخ تاييدها للديموقراطيين إلى العام 1988.
لكن فريق ترامب يبدي بعض التفاؤل بالنسبة لهذه الولايات.
وأظهرت استطلاعات الرأي على مدى أشهر أن كلينتون تتقدم في ويسكونسين، وحاليا تتقدم بفارق 5,7 نقاط مئوية بحسب آخر استطلاع لمعهد ريل-كلير-بوليتيكس.
واعتبرت روبرتسون أن استطلاعات الرأي غير جديرة بالثقة لأن غالبية صامتة ستعبر عن رأيها في ويسكونسين وأماكن أخرى، بحسب قولها.
وأضافت: "الناس خائفون من الاعتراف بدعمهم لترامب، لكنهم سيصوتون له حين يصبحون وراء العازل الانتخابي".
وفي إطار مساعيه للحصول على أصوات المندوبين الـ270 اللازمة للفوز بانتخابات 8 تشرين الثاني/نوفمبر، حاول ترامب استمالة ولايات متأرجحة لم تحسم أمرها مثل أوهايو التي صوتت مرتين لأوباما وحيث يعبر ناخبو الطبقة العاملة عن استيائهم من انهيار قطاع الصناعة.
لكن حتى إن فاز ترامب بكل الولايات المحسوبة على الجمهوريين والتي فاز فيها ميت رومني عام 2012 وحقق نصرا في أوهايو وفلوريدا، فستظل تنقصه أصوات. فهو بحاجة لتحقيق اختراق في ولايات ديموقراطية.
وقال عميد كلية العلوم السياسية في جامعة ويسكونسين-أو كلير جيفري بيترسون: "إذا نظرتم إلى الخارطة الانتخابية، من الواضع أنه على ترامب أن يفوز بولايات ديموقراطية لتغيير مسار الأمور".
وأضاف أن ولاية ويسكونسين "قد تكون هدفا منطقيا" بسبب قاعدتها العريضة من القطاع الصناعي والتي تقلصت في العقود الأخيرة.
كما أن عدد البيض فيها يعتبر إلى حد ما أعلى من المعدل الوطني، ما يعني قاعدة محتملة أوسع لترامب الذي يحظى بتأييد واسع بين ذكور الطبقة العاملة البيضاء.
لكن بيترسون قال إن الأمر الآن لا يتعلق بفرضية فوز ترامب بأصوات جديدة وإنما "دفع الناس إلى الخروج والتصويت".
وقال نائب مدير حملة ترامب، ديفيد بوسي إن الفريق يطرق أبواب ملايين المنازل في ويسكونسين وأوهايو وأمكان أخرى.
وقال رئيس هيئة الحزب الجمهوري في ويسكونسين براد كورتني: "سيكون سباقا متقاربا جدا، وهم بحاجة لكل شخص للذهاب للتصويت".
ويشدد مسؤولو الحزب الديموقراطي على أن الولاية ثابتة في موقفها.
وقالت المسؤولة في الاتحاد العمالي في الولاية "أيه إف إل-سي آي أو" ستيفاني بلومينغديل إن "ترامب يضيع وقته في ويسكونسين".