سلط قرار اعتزال مفاجئ للاعب دولي أردني الضوء على معاناة اللاعبين
العرب، جراء الإهمال ونقص الدعم اللازم لهم في بلادهم لتحقيق إنجازات ونقلهم إلى مربع الاحتراف العالمي، بدلا من تعاملهم مع
الرياضة على أنها مجرد ترف وهواية.
وأحدث قرار اعتزال لاعب المنتخب الأردني لألعاب القوى عواد الشرفات، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد توضيحه أن قرار اعتزاله نابع عن شعور بالإهمال، وتسبب الرياضة بفقره لدرجة عدم مقدرته على "تأمين ثمن كيلو من الخبز" ليقتات عليه.
وقال الشرفات في حسابه على موقع "فيسبوك" إنه قرر إنهاء مسيرته الرياضية بعد خوضه مسابقات لمدة تسع سنوات حصل خلالها على 63 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية و 11 كأسا "لم أستفد منها بشيء.. حتى عندما تعرضت للإصابة كنت أتعالج على حسابي الخاص"، كما قال.
ولفت إلى أنه "استفاق" على نفسه بعد "تعب كل هذه السنوات وتحقيق المركز الأول في ماراثون عمان، لأجد أنني لا أملك ثمن كيلو خبز وأيقنت أني (بتعب على الفاضي).."، على حد قوله.
وفور نشر الشرفات قرار اعتزاله ضجت صفحته بمئات التعليقات من زملائه الرياضيين ومن المتابعين لمواقع التواصل، عبر جلها عن غضب على إهمال الرياضيين وتركهم فريسة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها في ظل انشغالهم بتحقيق بطولات رياضية.
وقال أحد المشاركين:
وأشار أحد اللاعبين الأردنيين إلى أنه تعرض لتجاهل مشابه لما مر به الشرفات وقال:
بدوره، قال الصحفي والناقد الرياضي عوني فريح، إن دعم الرياضيين في العالم العربي على آخر سلم الأولويات لدى الحكومات والجهات المختصة برعاية الرياضة.
وقال فريح لـ"
عربي21" إن الدعم اللازم من أجل صناعة الأبطال الرياضيين في العالم العربي ضعيف للغاية ولا يكاد يذكر، وموازنات الاتحادات العربية لا تكفي لدعم وتدريب واستقطاب كفاءات من أجل النهوض بالرياضة العربية وتمكينها من صناعة إنجازات وتحقيق بطولات عالمية.
وقارن فريح بين "الفتات" الذي يقدم للاعب في العالم العربي، وبين ما يقدم للاعبين في الغرب، وقال: "نحتاج إلى سنوات طويلة للوصول إلى ما وصلوا إليه من سد حاجات اللاعبين ودعمهم لصناعة أبطال".
وأضاف: "الرياضيون في الغرب متفرغون تماما للنشاط الرياضي ولا يطلب منهم أي عمل آخر، والاتحادات الرياضية هناك والحكومات توفر لهم معيشتهم وتجعل اهتمامهم منصبا على الرياضة فحسب".
وتابع: "لو فكر أحد الاتحادات العربية مثلا باستقطاب مدرب أجنبي فسنجد أن الموازنة المخصصة للاتحاد كاملة ستذهب لأجور هذا المدرب فقط، ولن يحصل أي لاعب على الدعم، وهذه إحدى أبرز المشكلات".
ولفت إلى أن اللاعب في العالم العربي يعاني الفقر والبطالة، والنشاط الرياضي بالنسبة له مجرد "ترف"، وهو في أغلب الوقت يطارد لقمة العيش بدلا من مطاردة الكؤوس والميداليات في ميادين الرياضة.
ورأى أن "اللاعب في العالم العربي بحاجة إلى ملاعب مجهزة بكافة الوسائل التدريبية، بحاجة إلى مدراء فنيين على مستوى عال واحترافي لإنتاج لاعب محترف، بالإضافة إلى النقطة الأهم: الدعم المالي الكافي وسد حاجات اللاعب الحياتية ليتفرغ لممارسة الرياضة".
وشدد على أن الاهتمام بالناشئة من أهم عوامل إنجاح الرياضة العربية، وقال: "المدارس هي المحضن الأول لكشف المواهب الرياضية لكن ما نشاهده هو أن الرياضة يخصص لها حصة أو حصتان في الأسبوع، وغالبا ما يتم الاستيلاء عليهما من قبل المواد الدراسية الأخرى كاللغة الإنجليزية أو العربية لتعويض غياب أحد المعلمين".
ولفت إلى أن عملية الاهتمام بالمبدعين رياضيا تبدأ في سن متأخرة بعد ضياع سنوات من الإعداد والرعاية الاحترافية للاعب ليحقق الإنجازات.