أثار الشعار التي تبناه فصيل "ألب رسلان"، الذي كان قد أعلن عن تشكيله في ريف
حلب الشمالي الأحد الماضي، جدلا واسعا في الأوساط المحلية، كون الشعار يمثل منظمة "الذئاب الرمادية"، القومية التركية، التي تشكلت في ستينيات القرن الماضي، والمصنفة على أنها منظمة تركية "يمينية متطرفة".
وجاء في بيان التشكيل، أن الفصيل الجديد "فصيل سوري ثوري"، يهدف إلى تحرير ريف حلب، من
تنظيم الدولة والوحدات الكردية الانفصالية، وأنه جزء من أي جسم عسكري وطني مستقبلي، يتم تشكيله بتوافق شعبي.
وللوقوف أكثر على تفاصيل هذا التشكيل الجديد، التقت "
عربي21" بالقائد العام لفصيل "ألب أرسلان"، حسن رسلان، الذي بين أن الفصيل جزء من الجيش الحر، ويتواجد في ريف حلب الشمالي، حيث يشارك في المعارك الحالية القائمة ضد تنظيم الدولة، والوحدات الكردية، في محيط مدينة الباب، وأن تعداد قواته يناهز 800 مقاتل من
التركمان والعرب.
وحول شعار الفصيل الذي كانت منظمة "الذئاب الرمادية" التركية تتخذه رمزا لها، قال رسلان: "ليس لدينا أي صلة بهذه المنظمة، نحن اخترنا هذا اللوغو للدلالة على فخرنا بالقائد السلجوقي، عضد الدولة"، عربا وتركمانا، والتسمية تعود إلى رابع حكام السلاجقة، ألب أرسلان، القائد الكبير المسلم الذي انتصر على الروم، في القرن الأول من الألفية الثانية".
وفيما يخص علاقة الفصيل بتركيا، وخصوصا مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، أوضح رسلان: "علاقتنا جيدة معهم؛ لأنهم ساعدونا كسوريين، لكن أعتقد أنهم غير راضين عن التسمية والشعار، لكن عموما الفصيل الجديد ليس لديه داعم خارجي، إذ أننا نعتمد على جهودنا وقوتنا فقط"، كما قال.
وعن سبب تحييد قتال النظام من قائمة أهداف الفصيل التي أعلن عنها في بيان تشكيله، أشار رسلان إلى أن "البيان تكلم عما يجري في ريف حلب الشمالي تحديدا، فنحن جزء من معركة "درع الفرات"، ولذلك نحن نسير وفق التصور الذي ترسمه قيادة المعركة، وهدفنا أولا محاربة القوات الانفصالية الكردية الإرهابية التي تسعى لتقسيم
سوريا، وبالتالي من يعلن أنه يريد الانفصال يجب ألا يعيش فيها، وكلامي هذا ليس موجها لكل الإخوة الكرد، بل أقصد به ميليشيات الوحدات"، على حد قوله.
وبالنسبة لرؤية قائد الفصيل تجاه الوضع في مدينة حلب، قال رسلان: "الفصائل المتأسلمة، التي لا ترفع علم الثورة السورية، تتحمل المسؤولية الكاملة لما جرى من خسائر للمناطق في المدينة، حيث أن هذه الفصائل هي نفسها تركت نقاطها عندما تعرضنا لاجتياح الريف الشمالي من قبل التنظيم، واليوم هم ذاتهم من ترك حلب وحيدة تقارع قوات النظام والمليشيات الشيعية"، كما قال.
وحول ما يقال عن التنسيق بين
الوحدات الكردية وقوات النظام في مدينة حلب، رأى رسلان أن الوحدات الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، "جماعة مأجورة منذ التأسيس، ولا غرابة في هذا التنسيق مع النظام؛ لأن الأخير هو من مهّد لتشكيلهم، وهو من ساندهم بالقوة والعتاد والمال، فهذا الحزب ينسق مع كل الأطراف، بما فيها روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"، على حد وصفه.