أظهرت النتائج الأولية التي توصل إليها مسؤولو الطيران أن
الطائرة التي تحطمت في
كولومبيا وقتل على متنها 71 شخصا من بينهم أغلب أعضاء فريق كرة القدم
البرازيلي لم يكن بها أي
وقود لدى تحطمها، مما دفع إلى التحقيق في أسباب طيرانها في تلك الظروف.
وكشفت التصريحات التي أصدرتها هيئة الطيران المدني في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، الكلمات الأخيرة التي قالها الطيار البوليفي ماجويل كيروجا لبرج المراقبة في مطار ميديين في تسجيل صوتي متقطع حصلت عليه وسائل إعلام كولومبية.
وقال فريدي بونيلا سكرتير السلامة الجوية في هيئة الطيران الكولومبية: "بعد وصولنا إلى موقع الحادث وتمكننا من فحص الحطام بات بإمكاننا أن نؤكد أن الطائرة لم يكن بها وقود وقت التحطم".
وتم سماع الطيار البوليفي ماجويل كيروجا وهو يبلغ برج المراقبة في مطار ميديين في تسجيل صوتي أذاعته وسائل الإعلام الكولومبية: "الطائرة لاميا 933 تواجه عطلا تاما..عطلا كهربائيا تاما ..بدون وقود". وطلب السماح له بالهبوط بشكل عاجل قبل أن ينتهي التسجيل.
ولم ينج سوى ستة أشخاص هم ثلاثة لاعبين وصحفي واثنان من أفراد الطاقم من هذه الكارثة التي وقعت عندما ارتطمت طائرة مستأجرة لفريق شابكوينسي لكرة القدم بجبل وهم في طريقهم لمباراة في مدينة ميديين بالدور النهائي لبطولة سودأمريكانا التي تعادل مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم.
وتطلب إرشادات الطيران الدولي تزويد الطائرة بوقود احتياطي كاف يمكنها من التحليق لمدة 30 دقيقة بعد الوصول لوجهتها تحسبا لاضطرارها للدوران حول المطار قبل الهبوط أو اضطرارها للتوجه لمطار آخر.
وقال بونيلا في ميديين: "في تلك الحالة للأسف الطائرة لم تكن مزودة بوقود كاف اتباعا لتعليمات الطوارئ... إحدى النظريات التي نعكف عليها هي أن عدم العثور على وقود في موقع التحطم ولا في أنابيب التغذية يعني أن الطائرة سقطت بسبب نقص الوقود".
وقال جوستافو فارجاس الرئيس التنفيذي لشركة لاميا أمس الأربعاء إن التزود بالوقود في الطريق أمر يعود للطيار، وأضاف أن الطائرة يجب أن تكون مزودة بوقود يكفيها لنحو أربع ساعات ونصف الساعة تزيد أو تنقص وفقا للطقس.
وقال فارجاس للصحفيين في سانتا كروز بوليفيا: "ظروف الطقس تؤثر على الكثير من العوامل لكن كانت لديه بدائل في بوجوتا في حالة تناقص الوقود. وكانت لديه صلاحية كاملة في أن يذهب لإعادة التزود بالوقود. هذا قرار يتخذه الطيار".
وقال بونيلا إن ظروف الطقس في ميديين في ذلك الوقت كانت مثالية لهبوط ناجح.
وتساءل البعض أيضا عن سبب استخدام نادي شابكوينسي لشركة طيران مستأجرة هي شركة لاميا بدلا من شركة طيران تجارية.
وسافر محققون من البرازيل للانضمام إلى نظراء لهم في كولومبيا لفحص الصندوقين الأسودين بعد انتشالهما من موقع الحادث في سفح تل موحل في مرتفعات تكسوها الغابات قرب بلدة لا أونيون.
وأرسلت أيضا بوليفيا وبريطانيا خبراء للمساعدة في التحقيق.
وقال لويز أنونيو بالاورو نائب رئيس النادي إن لاميا لها سجل في نقل فرق كرة القدم إلى أنحاء أمريكا الجنوبية وإن ناديه استخدم شركة الطيران من قبل.
وقال للصحفيين :"نحن نتعامل مع الجانب الإنساني للأسر والضحايا... بعد ذلك علينا أن نفكر في إعادة هيكلة الفريق وأيضا في الإجراءات القانونية المناسبة".
وقال أطباء إن من بين اللاعبين الباقين على قيد الحياة حارس المرمى جاكسون فولمان الذي يتماثل للشفاء بعد بتر ساقه اليمنى.
وما زال المدافع هيليو نيتو في غرفة العناية المركزة مصابا برضوض في الجمجمة والقفص الصدري والرئتين وزميله المدافع آلان روشل الذي خضع لجراحة في العمود الفقري.
وأصيب اثنان من أفراد الطاقم البوليفي بكدمات وليسا في حالة حرجة، بينما يرقد الصحفي رافاييل فالموربيدا في العناية المركزة بسبب كسور متعددة في الضلوع أدى لفشل جزئي في إحدى رئتيه.
وانتشلت فرق الإنقاذ كل الجثث التي سترسل للبرازيل وبوليفيا.
وقال سفير البرازيل لدى كولومبيا لرويترز إن الجثث تم التعرف عليها من خلال بصمات الأصابع بسبب عدم اندلاع حريق على متن الطائرة بعد تحطمها.
وأعلنت البرازيل المولعة بكرة القدم الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وطلب فريق أتليتيكو ناسيونال بميديين الذي كان من المقرر أن يواجه فريق شابكوينسي في المباراة النهائية منح البطولة للفريق البرازيلي تكريما للقتلى.
وأظهرت أندية دوري الأضواء البرازيلي تضامنا أيضا، وعرضت تقديم لاعبين لفريق شابكوينسي على سبيل الإعارة، وحثت الاتحاد البرازيلي لكرة القدم على إعفاء شابكوينسي ثلاث سنوات من الهبوط حتى يعود الفريق للوقوف على قدميه مرة أخرى.
وقدم نجوم كرة القدم العالميون ابتداء من ليونيل ميسي وحتى بيليه تعازيهم.