ذكرت صحيفة "الغارديان" أن
فندق الدورشستر العريق، الموجود في قلب لندن، قد يواجه دعاوى قضائية؛ بسبب قائمة مطالب للعاملات فيه، بموجب
المساواة بين الجنسين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قائمة مطالب للزينة تم تسريبها هذا الأسبوع، بعدما قام مديرو الفندق بإرسالها للعاملين فيه، لافتا إلى أنه بناء على التسريب، طلب من النساء ألا يحضرن للعمل إلا وقد وضعن الدهون الزيتية على أجسادهن، أو لم يقمن بتنظيف أسنانهن بطريقة تمنع انبعاث الرائحة الكريهة من الفم، وعدم وضع مكياج بشكل صارخ وألوان متوهجة، بالإضافة إلى أنه تم تشجيع النساء على إزالة "حلق" الشعر من على أرجلهن، والتأكد من وضع طلاء الأظافر "المناكير" على أظافرهن، والتأكد من عدم انبعاث رائحة كريهة من أجسادهن.
وتنقل الصحيفة عن المحامية في مجال
العمل كيران دوركا، قولها إن الزي الرسمي هو أمر قانوني عندما يتعلق الأمر بمتطلبات العمل، لكن يتم تحديه إذا تعلق الأمر بتشجيع الموظفين على العمل، وتضيف: "أكون قلقة عندما تتعلق السياسة بمعاملة المرأة بصفتها جسدا، والطلب منها لتظهر بمظهر معين، وفي أمور لا علاقة لها بالعمل".
وتتابع دوركا أن "إزالة الشعر تتعلق بالتعامل مع المرأة كونها جسدا وموضوعا للإثارة الجنسية، وتقديمها بطريقة تظهر فيها بصورة معينة"، مشيرة إلى أن "هذا قد يسبب ضررا لمعتقدات المرأة التي لا يسمح لها دينها بإزالة الشعر"، وقالت إن فرض اللباس الذي يعامل المرأة بطريقة مختلفة عن الرجل يعد تمييزا، وحتى لو تم تطبيق السياسة على الجنسين، فإنه يجب تبرير معاملة المرأة بطريقة مميزة.
ويورد التقرير ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" عن موظفة لم تذكر اسمها، قولها: "إنه أمر مثير للاشمئزاز، فهذه القائمة تذكر بالعصور المظلمة، وهي مضرة بشكل كبير"، وتضيف أن "النساء غاضبات ويشعرن بالقلق وخائفات إن قمن بالشكوى أو الرفض، أو وصلن إلى العمل دون طلاء الأظافر، أو بأرجل مشعرة، فإنه سيتم طردهن من العمل".
وتنقل الصحيفة عن فيليب لانداو من شركة لانداو القانونية، قوله إن هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع أرباب العمل للتأكيد على زي معين أو تطبيق سياسة ظهور معينة من أجل توصيل صورة مهنية، مستدركا بأنه "يجب ألا تكون السياسة
تمييزية بما يتعلق بأمور الحماية الشخصية في قانون المساواة لعام 2010، الذي يتناول العمر والعجز والجنس والدين والمعتقد والاختيار الجنسي".
ويضيف لانداو أنه "بناء عليه، فإنه يجب تطبيق أي سياسة مظهر أو زي مشترك على الرجل والمرأة وبشكل متساو، ويجب ألا يكون الزيان متشابهين، خاصة أن المتطلبات للرجل والمرأة قد تكون مختلفة، لكن يجب أن تكون المتطلبات والمعايير واحدة، وليس واضحا ما هي سياسة الزينة للرجال في (دورشستر)".
ويتابع لانداو قائلا إنه "يجب أن تكون سياسة الزينة معقولة، ومناسبة في طبيعتها، ولها علاقة بالعمل الذي يقوم به الشخص، ولو لم تكن متعلقة بالعمل وتم طردك لأنك لم تلتزم بالمطالب، فإنه سيكون من حقك التقدم بدعوى تمييز ضد رب العمل، وقد يكون مطلب عدم إظهار شعر زائد في الجسم، بما فيه الوجه، مميزا ضد من يعانون من ظروف طبية خاصة، التي تنجم عن هرمون زائد في الجسد، ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض على الجسد، ما يعني أن سياسة متشددة حول الشعر على الجسد قد تؤدي إلى نوع من التمييز غير المباشر".
ويفيد التقرير بأن مسؤولين في نقابات عمال الفنادق يرون أن الشروط التي يضعها الفندق تعرض العمال لتمييز واضح، لافتا إلى قول المدير العام للفندق رولان فازل إن الرسالة لم تعمم على جميع الموظفين، بل على من تقدموا بطلبات للعمل.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول فازل: "يفخر (دورشستر) بمجتمعه من العاملين، الذين يتمتعون بمزايا عالمية في الضيافة، بما في ذلك شروط الزينة"، وأضاف: "ترسل للمتقدمين بطلبات العمل كلهم قائمة تحتوي على شروط الزينة مقدما قبل المقابلة".