نشرت صحيفة "بوليتبايل" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في استعادة مدينة
الموصل من
تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن العالم كان يعتقد أن أمريكا والقوات الكردية والقوات
العراقية والمليشيات الشيعية؛ ستتمكن من إنهاء المعركة في فترة وجيزة.
ورأت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خسر فعليا معركة الموصل، وأصبحت الآمال معلقة على ترامب في الوقت الراهن. كما أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا قد دخلتا في منافسة للسيطرة على مدن رمزية في العراق وسوريا، في محاولة من كل منهما لإثبات تفوقه على حساب الآخر.
واعتبرت الصحيفة أن
روسيا قد فازت بالتحدي، وتمكنت من السيطرة على مدينة حلب، أما الولايات المتحدة فلم تتمكن من استعادة مدينة الموصل حتى الآن. ووفقا لبعض الخبراء العسكريين، فإن المعركة الدامية في الموصل، التي باتت تكتسي بعدا رمزيا بالنسبة للقوات الأمريكية، قد تستمر إلى الربيع المقبل، في حين أن حجم القوات المشاركة أعطى الانطباع بأن عملية طرد بضعة آلاف من المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة ستكون مهمة سهلة، وأنها لن تتجاوز مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التطهير الكاملة للمدينة لم تحظ بأي تقدم إلى حد الآن، فلم تتمكن القوات الأمريكية من استعادة أكثر من ربع المدينة. وكان ثمن ذلك باهظا، حيث تكبدت القوات العراقية خسائر بشرية فادحة، نظرا لأسلوب مقاتلي تنظيم الدولة في تنفيذ العمليات الانتحارية، الذي يقوم بالأساس على التلاعب والمراوغة.
ووفقا لبعض البيانات الرسمية، فإن حوالي 600 مقاتل في الجيش العراقي لقوا حتفهم. وعلاوة على ذلك، فإن عدم استعداد الجيش العراقي لمثل هذه العمليات، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين الحلفاء، ساهم في عرقلة العملية.
وأكدت الصحيفة أن المدينة تتعرض لاستنزاف هائل في القوة البشرية، وأن الوضع ينذر بكارثة إنسانية فادحة وتطور خطير في مجريات الأمور، ولعل السبب الرئيسي وراء كل هذه الخسائر هو سوء التقديرات من الجانب الأمريكي، وفق الصحيفة الروسية.
وفي الإطار نفسه، نقلت الصحيفة تصريحات رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فاضل برواري، الذي عبّر عن غضبه، وقال إن "وسائل الإعلام تذيع أخبارا مشينة بهدف تشويه سمعة التحالف الأمريكي العراقي". ودعا إلى تسليط الضوء على الجانب الإنساني في المدينة، دون توجيه أي تهم إلى الأطراف المشاركة في تنفيذ العملية.
وفي السياق نفسه، فإن الخسائر البشرية الفادحة في صفوف القوات العسكرية والمدنيين أجبرت قوات التحالف على وقف الهجوم. في المقابل، نوه قادة عسكريون أمريكيون بضرورة إعادة تجهيز قوات التحالف والاستعداد لاستئناف المعركة. ومن المرجح أن تستمر عمليات إعادة التمركز والاستعداد حوالي الشهرين، ما يعني أنه من المستحيل السيطرة على المدينة قبل نهاية ولاية أوباما، وهو ما يمثل خبرا سيئا لأوباما.
ورجحت الصحيفة أن استرجاع مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة قد يمتد لمدة غير محددة قد تتجاوز الستة أشهر. وفي الأثناء، أفاد العديد من الخبراء أن تنظيم الدولة يسير نحو الزوال لا محالة، وسيتحقق ذلك إذا ما تضافرت الجهود الجماعية التي تبذلها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بالإضافة إلى المساعدة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة استعادة الموصل قد تحولت إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي وعد بمحاربة الإرهاب دون الحاجة إلى إنشاء علاقات عداوة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد.