نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية مقال رأي، تحدث عن
الأزمات والكوارث التي عرفتها سنة 2016 بسبب الحروب، الأمر الذي دفع العديد من المحللين إلى وضعها على رأس قائمة السنوات المشؤومة التي عرفها تاريخنا المعاصر.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن تلك السنة كانت سيئة للغاية، إلا أن البعض لا يقر بأنها الأسوأ على الإطلاق في
تاريخ العالم المعاصر.
وأضاف الكاتب أن التاريخ كان شاهدا على مجموعة كبيرة من الأهوال والكوارث على يد آلة الحرب، التي تم تقسيمها بشكل جيد على مر السنين، للاختيار بين أسوئها. وإذا تحدثنا عن مدينة حلب الأثرية، فإن تدميرها يمكن أن يكون من أسوأ
الكوارث التي عرفها العالم في السنة المنقضية.
وأورد الكاتب أن أنقاض مدينة حلب تمثل فصلا جديدا في كتاب الرعب الذي صور أبشع الحروب، جنبا إلى جنب مع مجزرة غروزني، وأهوال الحرب التي عرفتها كل من سراييفو وبيروت من قبل.
وذكر الكاتب أنه على الرغم من أن الصور الدموية التي تناقلها الجميع من قلب حلب؛ تعدّ سببا كافيا لتشعر كامل الإنسانية بالخجل والخزي، إلا أن بعض الأطراف تشاركوها على أنها رمز للانتصار. وفي هذا السياق، يمكن القول إن هذه الكارثة كانت بمثابة تفوق بشار الأسد وأبرز حلفائه، خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وبيّن الكاتب أن معركة حلب، تنطوي على حرب أكبر وذات أبعاد مجهولة، اتسمت بالأساس بتدخل مختلف القوى العالمية بهدف الهيمنة الإقليمية والعالمية. ويمكن القول إن الحرب في حلب هي حرب عالمية بكامل أبعادها؛ لم يعلن عنها بعد.
وأوضح الكاتب أن اختيار اتجاه محدد في هذه الحرب، يمثل تحديا بالنسبة لجميع الأطراف، في حين تبقى الحقيقة البحتة حول هذه الحرب وأهدافها متوارية خلف ما هو ظاهر للعيان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إستراتيجية هذه الحرب الصلبة هي التي تحول دون التمييز بين الأصدقاء والأعداء.
وبين الكاتب أنه من الأفضل عدم التحدث عن الحقيقة خلف الأحداث في حلب في ظل هذه الظروف، وفي الوقت الذي لا يعرف فيه من يقاتل ضد تنظيم الدولة ومن يدعمه. في المقابل، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن أكثر الضحايا تضررا في هذه الحرب هم المواطنون الذين قتلوا وجرحوا وشوهوا وشردوا في الداخل والخارج.
وقال الكاتب إنه بالنسبة للذين شهدوا ويلات الحروب الأهلية الأربعة التي عرفها العالم العربي خلال السنوات الأخيرة في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن، فإن هذه السنة هي الأسوأ على الإطلاق. ومن المرجح أن تكون السنوات القادمة أسوأ من سابقاتها في حال استمرت هذه الحروب.
ويقول الكاتب إن البعض يعتقدون أن هذه السنة كانت الأسوأ بالنسبة لتنظيم الدولة، فعلى الرغم من أنه فقد السيطرة على قسم من الموصل، المدينة التي نصب فيها البغدادي نفسه خليفة، إلا أن هذا التنظيم يكافح لإثبات وجوده من خلال ممارساته الوحشية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هجماته وطريقة تنفيذها، دليل كاف على استمرار فكره المتطرف وانتشاره.
وذكر الكاتب أن هذه السنة كانت سيئة أيضا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث أن قرار بريطانيا بالانسحاب من عضويته يعتبر أسوأ حدث عرفه منذ قرابة 60 سنة. أما بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فإن ثلاثة مصطلحات أساسية، وهي الحكم والسلام والعالم، لا تجتمع في عقل "المختل" دونالد ترامب، رئيس القوة العالمية الأولى.
وأشار الكاتب إلى أن سنة 2016، كانت الأسوأ بالنسبة للكثيرين، في حين أنها كانت مجرد سنة سيئة مثل سابقتها بالنسبة لآخرين. ومن المؤكد أن هذه السنة ستكون بداية أحداث جديدة، وفرصة ثانية لأولئك الذين يعرفون كيفية دفع عملية التغيير دون التأثر بسلبياتها، كما يقول.