نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن انتصار
المنتخب التونسي على نظيره
الجزائري، بنتيجة 2-1 خلال الجولة الثانية من بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 بالغابون، بعد هزيمته أمام السنغال.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحظ الذي تخلى عن المنتخب التونسي خلال مباراته ضد السنغال، ابتسم له خلال مباراة "الديربي المغاربي"، ليفوز على المنتخب الجزائري.
وأضافت أن "يوسف المساكني" هو من استهل التسجيل لصالح المنتخب التونسي في الدقيقة الخمسين، بعد أن تفوق في اللعب أمام مدافع المنتخب الجزائري "عيسى ماندي". وبعد ربع ساعة من الهدف الأول، سجل "نعيم السليتي" هدف نسور قرطاج الثاني في مرمى المنتخب الجزائري، من ركلة جزاء.
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من ضغط المهاجمين الجزائريين، وسرعتهم في التقدم نحو مرمى المنتخب التونسي، إلا أن "نسور قرطاج" تمكنوا من التدارك والعودة إلى المباراة منذ الدقيقة العشرين.
ومنذ تلك اللحظة، أظهر لاعبو المنتخب التونسي قدرتهم على خلق فرص للتسجيل في مرمى المنافس، مع استعراض مهاراتهم في التحكم بالكرة، واللعب كفريق، متخلين عن اللعب كأفراد، وهو الخطأ الذي كلفهم الخسارة أمام المنتخب السنغالي. وقد ثمن هذه الجهود حارس المرمى "أيمن المثلوثي"، الذي أنقذ شباك مرماه في أكثر من مرة.
وأوضحت الصحيفة أن الجزائر، التي تشكو من غياب حارس مرماها الشهير "رايس مبولحي"، أظهرت خلال هذه المباراة علامات تشنج واضطراب دفاعي. كما بدا خلال هذه المباراة أن المنتخب الجزائري يفتقر إلى الإلهام في اللعب الجماعي، مما سمح لمنافسه التونسي بالتفوق في المباراة.
وأضافت الصحيفة أن "نسور قرطاج"، أو كما يلقبهم بعض المحللين "إيطاليا الكان"، قد حققوا النصر لصالح منتخبهم بفضل أسلوب المنتخب التقليدي للفوز، المتمثل في الحضور الدفاعي الجيد، والصرامة في التنظيم، والتبادل الناجع للكرة، والقدرة العالية على استغلال الفرص.
وأشارت الصحيفة إلى عنصر السرعة، الذي كان سلاح الجزائريين في تدارك المباراة، وإحداث التغيير بتسجيل هدف في شباك "البلبولي". إلا أن عدم تحلي اللاعبين بالصبر، وغياب التنسيق فيما بينهم، وافتقارهم للعب بشكل جماعي، لم يسمح لهم باستعادة الهيمنة التي حققوها في بداية المباراة.
كما تحدثت الصحيفة عن حظوظ المنتخب التونسي في باقي المشوار الإفريقي؛ متسائلة عن إمكانية اتخاذ المنتخب التونسي لهذه المباراة كمرجعية، ونقطة انطلاق لمتابعة المنافسة في مباريات "الكان".
وعموما، تنتظر المنتخب التونسي مباراة أمام زيمبابوي، يحتاج فيها للتعادل على الأقل؛ لضمان الوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس الأمم الأفريقية. ولذلك، على مدرب الفريق، "هنري كاسبرزاك"، تجنب الوقوع في فخ الثقة المفرطة؛ لضمان البقاء لوقت متقدم في البطولة.
وتساءلت الصحيفة عن إمكانية إعادة الساحر البولندي "كاسبرزاك"، لسيناريو سنة 1996، عندما كان مدربا للمنتخب التونسي؛ مشيرة إلى أنه في ذلك الوقت، بدأ نسور قرطاج المنافسة بتعادل وهزيمة، شقوا طريقهم بعدهما إلى المباراة النهائية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المدرب ذو خبرة عالية، وله مكانته في عالم كرة القدم، كما أنه من أفضل المدربين الموجودين في تونس.
وفي نهاية تقريرها؛ قالت الصحيفة الفرنسية إن هناك تحديا كبيرا ينتظر المنتخب التونسي إذا ما بلغ ربع النهائي؛ إذ سيواجه منتخب الكاميرون. وعلى الرغم من أن الأسود لم يُظهروا إلى الآن مستوى عاليا في اللعب، إلا أن لهم حظوظا في التغلب على نسور قرطاج. لكن، يبدو أن جميع اللعنات خلقت ليتم كسرها يوما... فكل شيء محتمل في عالم كرة القدم.