نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافي نك هوبكينز، يقول فيه إن المخابرات العسكرية البريطانية الخارجية "
MI6" ستعود إلى أسلوبها التقليدي في التوظيف؛ أملا في إشراك عدد من الضباط من السود والآسيويين، مشيرا إلى أنها تحاول تبديد الصورة النمطية للجواسيس البريطانيين على أنهم من الطبقة العليا، وأنهم من خريجي جامعتي أكسفورد وكامبريدج.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذه المبادرة جاءت من رئيس المؤسسة
أليكس يونغر، حيث قال للصحيفة إن المؤسسة ستسعى للوصول إلى المجتمعات التي اختارت أن تنأى بنفسها عن وظيفة في عالم جمع المعلومات السري.
ويورد الكاتب نقلا عن يونغر، قوله في مقابلة خاصة لـ"الغارديان"، إن تمدد المؤسسة، التي تعرف أيضا بخدمات المعلومات السرية (SIS)، هو أمر ضروري؛ لأن "الطلب على خدماتنا وإمكانياتنا في ازدياد"، لكنه قال إن المؤسسة ستكون أفضل إن كان هناك تنوع في القوة العاملة، ولذلك هناك حاجة لوسائل التوظيف القديمة، أو ما يسمى "التربيت على الكتف"؛ لجلب كامل طيف الإمكانيات، وقال إنه لا تزال تصل المؤسسة طلبات من أناس يظنون أن معرفتهم بأفلام جيمس بوند وإمكانية استخدام الأسلحة النارية تضمن لهم وظيفة فيها.
وتلفت الصحيفة إلى أن يونغر اعترف بأن المؤسسة تعاني من "التفكير بشكل جمعي"، وهو ما يحتاج إلى تحد، وقال إنه يريد من موظفيه أن تكون لديهم الثقة الكافية بأنفسهم؛ للتعبير عن اختلافهم معه، بالإضافة إلى أنه شدد على أهمية أن تكون المؤسسة تعكس مكونات المجتمع، وقال: "علينا ببساطة أن نجذب أفضل ما هو موجود في
بريطانيا الحديثة، ويجب أن يشعر كل مجتمع في مناطق بريطانيا كلها بأن لديه ما يقدمه، بغض النظر عن الخلفية أو المكانة، علينا أن نوقف الناس من اختيار عدم المشاركة لأنفسهم".
ويضيف يونغر للصحيفة: "عانينا في الماضي من التفكير الجمعي، علينا أن نحصل على أعلى عدد من وجهات النظر المختلفة في القاعة، وأن تكون لدى الناس الثقة للإدلاء بآرائهم، حتى لو لم يكن رأيهم يحظى بشعبية، وحتى مع أناس مثلي".
وينقل التقرير عن المسؤولة عن التوظيف، قولها إن "إرث جيمس بوند لا يزال له أثر، ولا نزال نستقبل طلبات يظن مقدموها أن المهارة في إطلاق النار تمنحهم أفضلية"، وتضيف: "قد يكونون مهرة في استخدام المسدس، لكن ليس هذا ما نبحث عنه، فنحن لا نسعى لأن نكون قوات خاصة، وقد جذبت هذه (العلامة التجارية) الكثير من الناس الجيدين، لكنها أيضا نفرت أشخاصا رائعين أيضا.. هناك فهم أننا نبحث عن دانيال كريغ (ممثل جيمس بوند).. ولكنه لن يدخل (MI6)، ونحن بحاجة لإيصال هذه الرسالة".
وتتابع المسؤولة قائلة: "نستقبل آلاف الطلبات، لكننا نحتاج إلى أشخاص من خلفيات مختلفة؛ ليكون بإمكاننا اختيار أفضل المواهب في هذا البلد".
ويذكر هوبكينز أن المؤسسة تجهز نفسها لإطلاق حملة توظيف الأسبوع القادم، حيث تعتزم التمدد بمقدار الثلث على مدى السنوات القادمة، لافتا إلى أن "SIS" تأمل بالميزانية التي منحتها عام 2015، بعد مراجعة الأمن والدفاع، في أن توظف مئات الناس ليصبح عدد العاملين بها 3500، وهو أكبر حجم لها في التاريخ.
وتورد الصحيفة نقلا عن يونغر، قوله إن المؤسسة بحاجة إلى توسيع شبكة الضباط والعملاء على نطاق أوسع عندما تكون هناك تهديدات مقلقة من الإرهابيين والدول، منوهة إلى أن
روسيا تعد مصدر قلق رئيسا لوكالات الاستخبارات البريطانية، وهو ما قد يكون معقدا، حيث تسعى حكومة تيريزا ماي إلى بناء علاقات جيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، المتهم بارتباطات بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ويفيد التقرير بأن يونغر رفض الدخول في التفاصيل، لكنه قال إن "خطر الإرهاب تزايد، لكن ذلك لم يقلل من تهديدات الدول المعادية، فهي تملك طرقا لتشكيل تهديد لم تكن لديها قبل ذلك".
ويقول يونغر للصحيفة إن "النمو أمر ضروري؛ لأننا ببساطة يجب أن نكون موجودين.. نحتاج أن نكون في الأماكن التي فيها تهديد من الإرهابيين، ونحتاج أن نكون قرب منبع التهديد، لكنها ليست لعبة أعداد، فلن ننجح من خلال حجم المؤسسة وسنبقى منظمة صغيرة، وكنا دائما فعالين أكبر من حجمنا، فالعمل الاستخباراتي ليس معركة مشاة".
ويضيف يونغر: "نحتاج أن نحدد التهديدات للمملكة المتحدة، أنا لست خبيرا في لعبة كرة القدم، لكن لو قمنا في التدخل في مصدر المشكلة فإن ذلك أفضل بكثير من الالتزام بإمكانيات كبيرة هنا على خط الهدف، نحتاج لفعل الأمرين، ولكن نريد أن نلعب في نصف الخصم من الملعب وليس في نصفنا، نحن مؤسسة تعمل قريبا من المنبع، وهكذا سنكون دائما".
ويبين الكاتب أن "MI6" تأثرت في السنوات الأخيرة في قضية المعلومات التي قادت إلى غزو العراق، وفي تورطها في تسليم المشتبه بهم، وهو ما يتقبله بعض الضباط في صفوفها، بالإضافة إلى أن الاستخبارات العسكرية الداخلية "MI5" ومركز الاتصالات "GCHQ" تأثرا في التسريبات التي قام بها إدوارد سنودين، بخصوص وسائل التجسس التي تنتهك خصوصية المواطنين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول يونغر إنه يهمه الرأي العام حول "MI6"، لكنه يعتقد أنها استعادت ثقة الشعب البريطاني بها، ويضيف: "أعتقد أن الشعب يثق بنا ويريدنا أن ننجح، سمعتنا الشعبية قوية حقا، وعملنا في تطور دائم، وسنودين هو حالة من الأشياء التي تتوقع أن تصيبك، وهو تذكير جيد لنا بالحاجة إلى سعة الخيال".