قال الرئيس التنفيذي لشركة "
قطر للبترول"، إن قطر أنهت تعليقا مؤقتا كانت فرضته على تطوير أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم مع سعي أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال للتغلب على زيادة غير متوقعة في المنافسة.
وكانت قطر أعلنت في 2005 تعليقا مؤقتا لتطوير حقل الشمال الذي تتقاسمه مع إيران ليكون أمام
الدوحة وقت لدراسة أثر الزيادة السريعة في الإنتاج على المكمن.
يسهم الحقل البحري العملاق، الذي تسميه الدوحة حقل الشمال وتسميه إيران حقل بارس الجنوبي، بجميع إنتاج قطر من الغاز تقريبا ونحو 60 بالمائة من إيرادات التصدير.
وقال سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لقطر للبترول، إنه تم استكمال معظم المشروعات والوقت الحالي مناسب لإنهاء التعليق.
وأضاف أن التطوير الجديد سيزيد الإنتاج الحالي من حقل الشمال نحو عشرة بالمائة وسيضيف نحو 400 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي لإنتاج قطر.
اقرأ ايضا: مسؤول: قطر تتحول قريبا إلى مركز للصيرفة الإسلامية
ومن المتوقع أن تفقد قطر مركزها كأكبر بلد مصدر للغاز المسال في العالم هذا العام لتحتله أستراليا حيث من المتوقع ضخ إنتاج جديد.
وتشهد سوق الغاز المسال تغيرات كبيرة مع تلقيها أكبر سيل على الإطلاق من الإمدادات الجديدة التي تأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وأستراليا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن روسيا تهدف لأن تصبح أكبر منتج في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وأظهرت بيانات حديثة أن طفرة الغاز المسال دفعت بطاقة إنتاجه العالمية لما يزيد على 300 مليون طن سنويا مقابل نحو 268 مليون طن فقط في 2016.
ساهم ذلك في دفع الأسعار الفورية للغاز المسال في آسيا للتراجع أكثر من 70 بالمائة من ذروتها في 2014 إلى 5.65 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية.
وربما يساعد قرار قطر إنهاء تعليق التطوير في الحفاظ على قدرتها التنافسية لما بعد 2020 حيث من المتوقع أن تشهد السوق العالمية للغاز المسال تقلصا في الفرق بين العرض والطلب.
وقال جيليز فارير مدير بحوث الغاز الطبيعي المسال العالمية لدى وود ماكينزي: "في ظل مستويات النشاط العالمي وهبوط التكلفة يبدو الوقت الحالي مناسبا لإضافة طاقة جديدة حتى وإن لم تكن سوق الغاز المسال تبدو متخمة بالمعروض حاليا".
وتابع: "إنها إشارة على أن قطر تعتزم زيادة حصتها السوقية التي تراجعت مع قيام مناطق أخرى ببناء طاقة جديدة".
وقال مستشار للطاقة لدى الحكومة القطرية إنه يرى القرار كخطوة استباقية لتحذير المنافسين الذين يدرسون القيام باستثمارات في الغاز المسال من أن قطر ستظل بائعا كبيرا.
وأضاف: "سيدفع ذلك بالتأكيد المنافسين للتفكير. الأمر كما لو أن السعودية تطور طاقة إنتاج نفطية للمستقبل رغم وجود تخمة في المعروض، إنه يظهر كم أنت جاد".
يتزامن الإعلان عن قرار قطر مع انطلاق مؤتمر كبير عن الغاز الطبيعي المسال هذا الأسبوع في اليابان يحضره كثير من المنافسين وزبائن جدد محتملون، وقال الكعبي إن انخفاض الأسعار لا يشكل ضغطا على قطر.
وأضاف أن هذا المشروع سيبدأ الإنتاج في غضون خمس سنوات أو نحو ذلك حيث من المنتظر أن تكون هناك سوق جيدة للغاز.
وتابع أنه لا يرى أن ضغوط الأسعار تؤثر على قطر مثلما تؤثر على الآخرين.