أثار برنامج بثته القناة
المغربية الثانية "دوزيم"، مساء الأحد، استنكارا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بسبب تضمنه لحوارات اعتبرها نشطاء تشجع على الانحلال الأخلاقي وممارسة
الجنس خارج إطار الزواج.
وبثت القناة حلقة ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية "قصص إنسانية" تحمل عنوان "
زواج الوقت" وهو من إنتاج المخرج "
نبيل عيوش" صاحب الفيلم المثير للجدل "الزين لي فيك" الذي تضمن مشاهد إباحية واضحة، ومن إخراج ليلى المراكشي صاحبة فيلم "ماروك" المثير للجدل كذلك.
وعرض البرنامج نماذج من أسر مغربية تمثل شرائح مجتمعية مختلفة، تحدثوا فيها عن الحب بين الزوجين وكيف يتم التعبير عنه.
لكن تسبب مقطعان في البرنامج بضجة في شبكات التواصل الاجتماعي، المقطع الأول ظهرت فيه شابة بوجه مكشوف وهي تصرح بأنها لا تمانع في قيامها بعلاقة جنسية خارج نطاق الزواج، فيما المقطع الثاني ظهر فيه مجموعة من الفتيان والفتيات يتحدثون عن أن الشرطة تعتقل أو تضايق الأفراد بسبب تبادلهم للقبل.
وقالت فتاة ضمن المجموعة، وهي تشتكي، إنها إذا أرادت أن تلتقي صديقها "الحميمي" عليها اختيار مكان معين لا يرتاده رجال الأمن، وأضافت أنه في الفندق مثلا يلزم أي شاب وشابة من أجل حجز غرفة التوفر على عقد زواج.
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دونوا منشورات مستنكرة لهذا البرنامج، معتبرين أن
القناة الثانية تحارب الحياء وتضرب قيم المجتمع وقوانينه عرض الحائط، حيث كتب أحد النشطاء على صفحته: "عيوش يتحفكم بفيلم جنسي جديد على دوزيم، القناة تعلمكم كيف تمارسون الحب في الشارع".
بدورها قالت الفنانة المغربية فاطمة وشاي، في تدوينة على حساب منسوب لها في "فسيبوك": "برنامج H&H الذي بتثه القناة الثانية ليلة الإثنين، ضرب صريح لقيم الدين الإسلامي وأخلاقياته، واستهداف صهيوني واضح مراده تدمير عقول شبابنا، وهدم لكل ما تبقى لدى بناتنا من حشمة وحياء، ودعوة لممارسة العهر والفساد باسم التفتح والحرية. فإلى متى نبقى صامتين نتفرج على خسارتنا وهزيمتنا أمام من يريد الخراب والدمار لهذا المجتمع؟".
فيما شارك البعض الآخر بمقطع من كلام الملك الراحل، الحسن الثاني، في كتابه "ذاكرة ملك"، والذي قال فيه: "إذا كان المقصود بالحداثة، القضاء على مفهوم الأسرة، وعلى روح الواجب إزاء الأسرة، والسماح بالمعاشرة الحرة بين الرجل والمرأة والإباحية عن طريق اللباس، مما يخدش مشاعر الناس.. إذا كان هذا هو المقصود بالحداثة، فإني أفضل أن يعتبر المغرب بلدا يعيش في عهد القرون الوسطى على أن يكون حديثا".
كما أنشأت صفحة في "فيسبوك" تحمل اسم "
مقاطعة قناة 2m"، سجل الإعجاب فيها أزيد من 340 ألف شخص، نشروا فيها مقاطع لعدد من النشطاء وهم يقومون بحذف القناة من على شاشاتهم، ودشنوا هاشتاغ "
كلنا ضد دوزيم" للمطالبة بمقاطعة مشاهدة القناة وسحب الإعجاب من صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، وكذا رفع دعاوى قضائية ضدها باعتبارها "تدعو للدعارة وتنشر الفساد بين الأسر المغربية".
بالمقابل دافع البعض عن البرنامج وقال إنه يعري الواقع المغربي، مشيرين إلى أنه ما كان يقال لدى العديدين سرا، الحلقة قالته جهرا، ووصفوا المعارضين بـ"المنافقين"، و"المكبوتين جنسيا"، منوهين بالفتيات اللاتي ظهرن في الحلقة لكشفهن للممارسات التي يمارسها الكثيرون في السر ويحاربونها في العلن، على حد تعبيرهم.