يقول قيادي في حزب الله إن حزبه يتصرف على أن المعركة مع "إسرائيل" قادمة لا محالة، وأن جيش الاحتلال يتحين الفرص لضرب "المقاومة" في لبنان، التي اكتسبت قدرات عسكرية جديدة من خلال مشاركتها في الحرب السورية.
في لبنان الذي تشبه المواقف السياسية فيه المروحة لجهة تقلباتها المستمرة، يلاحظ إصرار بعض حلفاء حزب الله على استحداث مسافة فاصلة بينهم وبينه، وهو سلوك جديد قد لا ينبع من ذكاء محلي، بل ربما من توجيه أو تمنيات غربية، اعتبارا لما سيكون في المستقبل.
ليس رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي يصر على طرح قانون جديد للانتخاب، مغاير تماما لتوجهات الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) هو الوحيد في ترسيم حدوده مع الحزب، خصوصا في ضوء التحالف العجيب المستجد بين التيار العوني والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، الخصم السياسي المسيحي التقليدي للتيار الوطني الحر ومنافسه الأبرز على الاستقطاب الشعبي داخل الطائفة المارونية.
ويتندر بعض الراصدين بالإشارة إلى أنه حتى وزير السياحة "اللبناني" المشكوك في لبنانيته الأرمني المتطرف أواديس كيدانيان "بلا زغرة"، عندما سئل في سهرة تلفزيونية أيهما أفضل عنده تيار المستقبل أم حزب الله فأجاب على الفور، المستقبل، متنكرا لدعم حزب الله لحزبه "الطاشناق" الذي لولا هذا الدعم لما وصل كيدانيان لوزارة السياحة التي حولها إلى منصة لحروب كرتونية على تركيا.
وإلى مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الأخيرة التي تحمل حزب الله مسؤولية انقسام اللبنانيين، برزت أيضا مؤخرا رسالة رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين أمين الجميل وميشال سليمان ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام إلى القمة العربية، التي انعقدت مؤخرا في الأردن؛ حيث أكدت الرسالة التزام لبنان الحياد في حريق المنطقة العربي ورفض السلاح غير الشرعي على أرضه غمزا من قناة سلاح حزب الله، علما أن مواقف البطريرك ومعظم هؤلاء الرؤساء السابقين توضع ضمن خانة الاعتدال السياسي وفق التصنيف المحلي.. فماذا ينتظر حزب الله؟
الحزب الذي يدين بالولاء كاملا للولي الفقيه، يشارك في القتال على الأراضي السورية وغيرها، دون أن يسأل عن شكل حضوره بعد التسوية في سوريا، وإلى أين سيعود مقاتلوه وما هي قدرة لبنان الاستيعابية لقوة عسكرية يراها البعض متفوقة على المؤسسات العسكرية والأمنية الوطنية. وما هو "لون" لبنان و"وجهه" في التسوية القادمة للمنطقة؟.
يعتقد البعض أن ما حرمته الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 للموارنة لجهة نفوذهم البارز على الحكم في لبنان، ربما تعيده إليهم الحرب الأهلية السورية بعد انتهائها، التي ستحجم دور حزب الله إلى الحضور السياسي على يمين حركة أمل. في الوقت الذي تعاني منه "السُنية السياسية" المتمثلة بتيار المستقبل وعائلة الحريري أسوأ مراحلها، منذ محاصرتها عسكريا في بيروت وضرب مؤسساتها من قبل حزب الله في أيار مايو 2008، مرورا بمتغيرات الحكم داخل المملكة العربية السعودية التي لم يستفد منها الرئيس سعد الحريري في تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي في لبنان. وربما لو يخير "المستقبل" بين هيمنة مارونية وأخرى شيعية على البلاد لاختار الأولى دون تردد.
إذن لصنع عُجّة لبنان جديد يشبه لبنان الجد ذا الوجه المسيحي لا بد من تكسير البَيض، وأمريكا المشرفة على إعادة رسم المنطقة بما لا يتعارض مع مصالح "إسرائيل"، قد تطلب من جيش الاحتلال المشاركة في تكسير البيض، علما أنه طالما كسر بيض لبنان دون أن يتمكن من صنع أي عجة.. وهذا قبل أن تصبح كل من روسيا وإيران من الدول المجاورة للبنان. فهل يتخلى داعمو حزب الله عنه لصالح حصص أخرى لهم في مقاصّة المنطقة؟
أستبعد أن يعود لبنان المسيحي كما كان حتى لو تغيرت المعادله بغياب الثنائي الشيعي الذي قرُب أفوله بثنائي ماروني سني لأن الربيع العربي أسس لمرحله جديده ليس للاحاديات أو الثنائيات مكان فيها بقدر دور الشعوب وارادتها الجمعيه في تقرير مصيرها بعيدا عن الاثنيات والتمذهب الذي كان النظام السوري سيده وعرابه وراعيه الأول الذي كان يقتات على الأقليات وريادتها وتسلطها على الغالبيه ، فبغياب العلويين عن المشهد سيغيب النفس الطائفي المقيت الى الأبد ليحل محله نفس أخر من نوع لم تعهده بلاد الشام لعقود طويله لذا من الأن وحتى الوصول الى تلك المرحله ستجد زعماء وقاده لبنانيون عقلانيون يزيدون كل يوم من كل الطوائف لدرجه أنك قد تراهم في يوم من الأيام يشكلون حزبا يدعى الحزب العقلاني اللبناني على أساس أن العقلانيه هي قارب النجاة الوحيد المتبقي في خضم الامواج العاتيه وهؤلاء سيكون لهم دور كبير في المرحله السياسيه القادمه سواءا تكتلوا في حزب أو بقوا متفرقين ولن يستطيع أحد أن يؤثر عليهم لأن دور اسرائيل يذوي ودور حالفائها يضمحل ويتراجع والعرب والدول العربيه مشغوله بنفسها استعدادا للانفجار الكبير وأوروبا تعشق العقلانيه والعقلانيين وتريدهم أن يتصدروا المشهد كي تعيد تسويق نفسها في المنطقه من جديد وتخفف من وطئة العواصف المتجهه اليها من كل حدب وصوب،،، لا يوجد حرب بين اسرائيل ولبنان لأن عصر المسرحيات والتمثيل ولّى الى الأبد ليحل محله عصر الواقعيه العقلانيه....واقعيه اسرائيليه يستشرف فيها القاده الاسرائيليون نهاية دولتهم الوشيك " حتى العالم الغربي بات يتصرف على أساس أن اسرائيل انتهت وكيف سيكون شكل العلاقات الدوليه بعدها "وعقلانيه عربيه سيتخللها الكثير من تصفية الحسابات الفكريه.