نشر موقع "بوليتيكو" تقريرا للكاتب هداس غولد، يقول فيه إنه تم اختيار
الكوميدي حسن منهاج، الذي يقدم برنامج "
ديلي شو"، ليقدم الفقرات الترفيهية في عشاء المراسلين الصحافيين في البيت الأبيض، مشيرا إلى أن منهاج وصف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بأنه "مخادع عنصري"، في الوقت الذي قارن فيه هيلاري كلينتون بالبروكلي وسيارة "تويوتا كامري" في عشاء اتحاد مراسلي التلفزيون والراديو.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الكثير من النبال أطلقت باتجاه ترامب في برنامج منهاج "ديلي شو"، وسماه "داعش الأبيض"، في وصلة كوميدية في 2015، وفي كانون الثاني/ يناير، شكر ترامب لقرار حظر السفر، الذي استهدف مواطني دول مسلمة؛ لأنه أوجد شعبية للمسلمين في المطارات الأمريكية لأول مرة.
ويقول الكاتب: "الآن على منهاج أن يقوم بالأداء في حفلة هي الأكثر شحنا سياسيا في تاريخ عمله، ليقدم أداء كوميديا ممتلئا بالوخزات، حيث يكون الرئيس هو الهدف الأكبر، وعشاء يقاطعه ترامب بسبب التوتر مع الإعلام".
ويبين الموقع أن "أعضاء اتحاد مراسلي البيت الأبيض، بمن فيهم رئيس الاتحاد جيف ماسون من (رويترز)، يعترفون بأن مهمة إيجاد الترفيه المناسب للحفل السنوي ستكون صعبة لهذا العام، ومع غياب ترامب ومعه العاملون في البيت الأبيض كلهم، فحتى النكت التي لا تحتوي سوى على انتقاد بسيط قد تبدو غير مبررة بالنسبة لمؤيدي ترامب الذين سيراقبون الحفل على (سي-سبان)، لكن أداء معتدلا قد يتسبب أيضا بضرر لسمعة الحفل الذي قد يبدو مملا وأقل أهمية من ذي قبل".
ويلفت التقرير إلى أنه بعد أن حاول ماسون الحصول على موافقة جيمس غوردن، مقدم برنامج (ذي ليت ليت شو) ولم يفلح في ذلك، فإنه أعلن يوم الثلاثاء عن اختيار منهاج، المعروف بجرأته واستعداده للذهاب بعيدا في المواضيع المتعلقة بالعنصرية، مستدركا بأن ماسون يصر على أنه لم يكن يبحث عن شخص يشهر بترامب.
وينقل غولد عن ماسون، قوله على "أم أس أن بي سي": "لم أكن أبحث عن شخص يشوه الرئيس غيابيا، ليس ذلك بالعدل، وليست هي هذه الرسالة التي نريد أن نوصلها"، وقال ماسون في مقابلة مع "بوليتيكو" يوم الثلاثاء: "كنت أبحث عن شخص مضحك ومسل؛ لأنني أريد أن يستمتع الحاضرون بالعشاء.. وأعتقد أن ذلك ممكن مع إيصال رسالة متسقة مع قيمنا، والتمسك بالبند الأول، وأعتقد أن حسن هو الشخص المناسب ليفعل ذلك".
ويستدرك الموقع بأن عددا من الشخصيات الإعلامية فوجئوا باختيار منهاج، وتشككوا إن كان ماسون، الذي أبقى موضوع اختيار الشخصية الترفيهية لنفسه، ولم يفاتح فيه حتى بعض أعضاء لجنة اتحاد المراسلين في البيت الأبيض، بأنه فعلا يعتقد بأن منهاج "لن يشوه الرئيس غيابيا".
وينوه التقرير إلى أن حسن منهاج كوميدي مسلم، وابن مهاجرين من الهند، وعادة ما يقحم نفسه في النكات المتعلقة بترامب، فمثلا وصف في إحدى وصلاته الكوميدية بعد فوز ترامب بالرئاسة كيف سألته أمه، التي مضى على تجنسها 30 عاما، عن إمكانية عودتها لأمريكا إن هي سافرت إلى الخارج، ثم يقول: "حقيقة لا أستطيع أن أقول لها نعم وأنا متأكد مئة بالمئة، هذا الأمر يحطم قلبي".
ويورد الكاتب نقلا عن العديد من مراسلي البيت الأبيض، قولهم بأنهم لا يعرفون منهاج بما فيه الكفاية لتقييم اختياره متحدثا في العشاء، إلا أنهم يتفقون على أنه يواجه اختبار موازنة صعبا.
وينقل الموقع عن جورج كوندون من موقع "ناشيونال جورنال"، الذي يكتب كتابا عن اتحاد مراسلي البيت الأبيض، قوله: "هناك فكرة خاطئة بأنه يفترض أن يتم تشويه سمعة الرئيس خلال العشاء.. وهذا ليس صحيحا، فخلال تاريخ العشاء لم يتم النقد اللاذع للرئيس إلا مرة واحدة من 89 عشاء، وكان ذلك عام 2006، حيث انتقد ستيفين كولبيرت (الرئيس جورج بوش الابن)، وفي العشاءات الأخرى كلها كانت النكات حول الرئيس تشبه نكات بوب هوب حول ضربة الغولف، وكانت تظهر أنه من الممكن إطلاق النكات حول الرئيس، لكن دون أن تكون شائكة".
ويفيد التقرير بأن الكاتب السابق لخطابات باراك أوباما، والكاتب الرئيسي حاليا في الموقع الكوميدي "فاني أور داي" ديفيد ليت، يرى بأن منهاج سيتعرض لترامب، وقال إن ترامب "هدف كبير بالنسبة للكوميديا.. ولا أستطيع التنبؤ بما سيفعله منهاج، لكني متأكد بأن الإغراء موجود، وهذا الحفل غريب كل عام، خاصة هذا العام، فإن أطلقت النكات على ترامب طيلة الوقت سيلاحظ الناس، وإن تجنبت النكات حول ترامب سيلاحظ الناس"، وأشار إلى أن غياب الرئيس عن العشاء سيجعله أكثر بروزا.
ويقول غولد إن منهاج، الذي لم يستجب المتحدث باسمه لطلب مقابلة، أعطى فكرة عما قد يأتي في تصريح يحتوي على شيء من السخرية من الرئيس، حيث قال: "إنه شرف كبير أن أكون جزءا من حدث تاريخي كهذا، مع أن الرئيس اختار عدم الحضور هذا العام، مؤسف!"، وكتبها بالأسلوب الذي يكتب فيه ترامب تغريداته على "تويتر".
ويختم "بوليتيكو" تقريره بالإشارة إلى قول منهاج في تصريحه: "اليوم أهم من أي وقت مضى، مهم أن نطبق التعديل الأول وحرية الصحافة".