أظهرت نتائج الانتخابات الأولية للانتخابات في
جاكاراتا، هزيمة الحاكم السابق للعاصمة الإندونيسية المسيحي باسكوكي تاجاهاجا بورناما، في انتخابات شهدت توترا دينيا في أكبر بلد
مسلم في العالم عدديا.
فيما فاز المرشح المسلم ذو الأصل اليمني
أنيس باسويدان وزير التعليم الأسبق في الانتخابات التي تشهدها إندونيسيا.
والحضرمي باسويدان من أصول يمنية، ففي أواخر القرن الثالث عشر الهجري سافر الأخوان علي وعمر أبناء الشيخ أبو بكر بن محمد باسويدان (من شبان متوجهين إلى جاوة إندونيسيا لمزاولة التجارة واستقروا بها).
وآل باسويدان اليوم في إندونيسيا من ذرية هذين الأخوين وهم متواجدون في عدة مدن منها جاكاراتا وسورابايا وسيمارانج وغيرها. ومنهم حفيدهم الدكتور أنيس رشيد عبد الرحمن باسويدان من مواليد سنة 1969.
وأفادت تقديرات مؤقتة لمراكز استطلاعات للرأي استنادا إلى نتائج فرز كل الأصوات أن باسوكي تجاهاجا بورناما الملقب أهوك، حصل على 42 بالمائة من الأصوات مقابل 58 بالمائة لوزير التربية السابق أنيس باسويدان المسلم.
وكان ائتلاف يضم جماعات إسلامية داعم لباسويدان قد صرح في وقت سابق بأنه سيرسل نحو مائة ناشط لكل مركز اقتراع لمراقبة عملية التصويت. حسبما ذكرت "بي بي سي".
ووصفت صحيفة "جاكرتا بوست" الحملة الانتخابية في إندونيسيا بأنها "أقذر وأكثر الحملات الانتخابية استقطابا وإثارة للانقسام تشهدها البلاد".
وتعتبر إندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم تعدادا للسكان، بأغلبية مسلمة تصل نسبتها إلى نحو 85 في المئة، إلى جانب اعتراف البلاد بست ديانات أخرى رسميا.
وتشكل هذه الانتخابات اختبارا لتسامح إسلام معتدل تقليديا في إندونيسيا في مواجهة تزايد تأثير مسلمين محافظين من أنصار تيار متشدد. وقد نظموا في الأشهر الأخيرة مظاهرات حاشدة ضد الحاكم المسيحي المنتهية ولايته الذي يحاكم بتهمة التجديف.
ويشكل الاقتراع فرصة أيضا لمواجهة بين كبار اللاعبين السياسيين في البلاد الذين يعتبرون منصب حاكم العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة مؤشرا على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019.
ودعي حوالي 7.2 ملايين ناخب أغلبهم من المسلمين إلى التصويت في هذه الدورة الثانية من الاقتراع، وتم حشد أكثر من 60 ألفا من أفراد قوات الأمن لمواجهة أي فلتان. ويفترض أن تعلن النتائج الرسمية مطلع أيار/مايو.