احتفت وسائل الإعلام
المصرية، بالتصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس
ماتيس، في تل أبيب، مساء الخميس، عقب مغادرته القاهرة، بأنه متفائل بتحسين الروابط العسكرية مع مصر بعد محادثاته مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في أعقاب فترة من التوتر بعهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
واعتبرت صحيفة "فيتو"، الموالية للسلطات أن وزير الدفاع الأمريكي "يزف "بشرة خير" لمصر بهذه التصريحات.
ونقلت عن ماتيس قوله: "غادرت القاهرة ولدي ثقة تامة في السبل التي لدينا للارتقاء بعلاقتنا العسكرية، التي مثلت أساسا وطيدا، وظلت صلبة كل هذه السنين".
dmc : المساعدات العسكرية ستزيد
ومن جهتها، حرصت فضائية "dmc"، المقربة من السلطات على نقل هذه التصريحات، عن وكالة "رويترز".
وكشف الإعلامي أسامة كمال في برنامجه "مساء dmc"، أن هناك معلومات تقول إن مناورات "النجم الساطع" بين مصر وأمريكا سوف تُستأنف من العام المقبل، وسوف يتم تكرارها كل عام، وسيحدث فيها توسع، مشيرا إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر سوف تزيد أيضا، وأن هذا يأتي في إطار دعم أمريكا لمصر في مكافحتها للإرهاب.
وأضاف كمال أن أمريكا قررت أيضا أن تدعم مصر بمعدات حديثة لمكافحة الإرهاب في سيناء، وأن صيانة طائرات الأباتشي ستتم في أمريكا بلا مشكلات، وأنه "لن يتكرر الكلام الفارغ الذي حصل أيام أوباما عندما احتجزوا الأباتشي".
وتابع أن مصر سيتم دعمها لوجستيا، وستكون هناك صفقة سلاح جديدة لمصر في الفترة المقبلة، وسوف يكون فيها أجهزة كشف الألغام ومدرعات مضادة للألغام، وأجهزة ترصد الحركة، ورادارات جديدة، سيتم توريدها في النصف الثاني من عام 2017.
وأكد أنه سيكون هناك تعاون معلوماتي ومخابراتي بين البلدين لمكافحة الإرهابيين في ليبيا وسوريا، وأنه ستكون هناك مناورة مشتركة بين مصر وأمريكا ودول الخليج، حسبما قال.
ماذا قال ماتيس؟
ووفق وكالة رويترز: "قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن اجتماعات ماتيس مع السيسي ووزير الدفاع الفريق أول
صدقي صبحي، ركزت على بناء الثقة بما يسمح بجعل الروابط العسكرية بين البلدين أكثر قوة".
الأهرام: صمود العلاقة ورسالة حاسمة
وتعليقا على الزيارة، خصصت صحيفة "الأهرام"، مانشيتها، الجمعة، لإبراز إشادة السيسي بصمود العلاقات المصرية- الأمريكية أمام التحديات الصعبة"، وفق وصفه.
وقالت الصحيفة إن السيسي أكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب، وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعمه، عبر إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية، أو مدها بالسلاح والمقاتلين، وذلك خلال استقباله جيمس ماتيس، بحضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، ودينا حبيب باول نائبة مستشارة الأمن القومي الأمريكي، وستيفن بيكروفت السفير الأمريكي بالقاهرة.
وأكّد السيسي، بحسب الصحيفة، قوة العلاقات المصرية - الأمريكية، وما تتميز به من طابع استراتيجي، وصمودها أمام الكثير من التحديات الصعبة، خلال السنوات الماضية، مشددا على حرص مصر على أن تشهد العلاقات انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وبحسب "الأهرام": "تطرق اللقاء إلى أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وسبل تعزيزه وتطويره خلال الفترة المقبلة. كما تم بحث التحديات الإقليمية والدولية، وخاصة مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية".
"الوطن": ترتيبات عسكرية كبيرة
ومن جهتها، استطلعت صحيفة "الوطن"، الجمعة، آراء عدد من المحللين السياسيين.
وقالت أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة هالة الهلالي، إن الزيارة الحالية لوزير الدفاع الأمريكي لدول المنطقة من أهم الزيارات خصوصا بعد الترتيبات العسكرية التي تمت بين الولايات المتحدة والدول المستضيفة له، موضحة أن زيارته الأولى، التي قام بها للسعودية شهدت مشاورات حول الوضع في اليمن والدور القيادي العسكري لأمريكا في سوريا، أو الوضع مع الحوثيين في اليمن تحديدا.
وأضافت الهلالي أن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يحتاج إلى ترتيبات عسكرية كبيرة، موضحة أنه على المستوى المصري تُعد الزيارة مهمة باعتبار مصر دولة محورية بخلاف العلاقات بين الجانبين، والتداول بين الجانبين حول الأوضاع الملتهبة في المنطقة، وبالتحديد الدور الإيراني.
ومن جانبه، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا حسن، إن استمرار المعونة العسكرية والعمل على زيادتها، أمر مهم ومطروح أمام الجانبين، من خلال التباحث حول الأسلحة الواردة من أمريكا، والتشديد على مراقبة الإرهابيين والمناطق الحدودية والبحرية، بخلاف توريد الأجهزة التي تستلزمها القوات المسلحة المصرية في حربها على الإرهاب بسيناء، وقطع الغيار اللازمة في المعدات العسكرية، بسبب تخفيض المساعدات الخارجية الأمريكية لمصر بنسبة 34%.
وأشار إلى أن لقاء الوزير الأمريكي بنظيره المصري يدل على التباحث في إعادة المناورات المشتركة "النجم الساطع"، التي كانت تتم في الساحل الشمالي بين
الجيشين المصري والأمريكي.
وفي حوار مع برنامج "ساعة من مصر"، عبر فضائية "الغد"، قال مساعد مدير جهاز المخابرات الحربية الأسبق، اللواء ناجي شهود، إن المنطقة تعج بأحداث متتالية أبرزها الإرهاب، الذي خرج تحت السيطرة ليطول مصالح دول وبلدان أخرى، مشددا على أن مكافحة الإرهاب كانت على رأس المباحثات الأمريكية المصرية خلال الزيارة.