تواصل
مسيرة "
البطون الخاوية"، التي نظمها عشرات من الناشطين
اليمنيين، شق طريقها من مدينة تعز نحو مدينة
عدن (جنوبا) منذ بداية أيار/ مايو الجاري؛ لمطالبة الحكومة الشرعية بصرف رواتب الموظفين المنقطعة منذ 8 أشهر.
ووصلت المسيرة الراجلة مدينة التربة جنوبي تعز، الأربعاء، بعد قطعها مسافة تقدر بنحو 45 كيلومترا، وهي أول نقطة حدودية مع محافظة لحج شمالي عدن.
وأفاد الناطق الرسمي باسم المسيرة، فهد العميري، بأن المسيرة الراجلة وصلت مدينة التربة، بعد تجاوزها لمحطتها الأولى "منطقة النشمة" التي تتبع إداريا مديرية المعافر في تعز.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن الهدف من انطلاق المسيرة هو المطالبة بـ"صرف رواتب الموظفين الحكوميين في تعز للأشهر الثمانية الماضية، وإغاثة المدينة المحاصرة على مدى عامين من الحرب".
ومن المقرر أن تقطع مسيرة "البطون الخاوية" مسافة تقدر بنحو 160 كيلومترا نحو عدن عبر طريق التربة ـ تعز، وهو الخط الوحيد الذي يصل تعز بالمدن الجنوبية، ولا يخضع لسيطرة مسلحي الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح.
وأوضح العميري أن قرار السير بالإقدام صوب مدينة عدن جاء بعد سلسلة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية طيلة الأشهر الثلاثة الماضية في مدينة تعز، دون أن تعرها الحكومة أي اهتمام.
كما أن توقيت المسيرة جاء تزامنا مع اليوم العالمي للعمال، فيما يتضور العمال اليمنيون وأطفالهم جوعا، وباتوا محرمين من أبسط حقوقهم المعيشية، وهي "إطعام أولادهم وتوفير الدواء لهم".
وأكد الناشط العميري عزم المحتجين على قطع المسافة من تعز إلى عدن، وحينها نكون نقلنا احتجاجاتنا ومطالبنا إلى أمام قصر المعاشيق الرئاسي.
لكنه استدرك قائلا: مستعدون للعودة إذا تمت الاستجابة لمطالبنا وتنفيذها قبل وصولنا عدن المدينة الجنوبية، التي تتخذها الحكومة الشرعية مقرا لها.
وحول المخاطر الأمنية التي جرى تحذير المسيرة منها، لا سيما أنها ستمر من مناطق تقع على خطوط التماس بين القوات الحكومية وقوات الحوثي وصالح، أجاب العميري أن قوات من الجيش الوطني، التابعة للواء 35 مدرع، لا تزال تقوم بتأمين المسيرة وحماية المشاركين فيها في نطاق سيطرتها في تعز، فيما ثقتنا بقوات الجيش الوطني في الجنوب كبيرة. لافتا إلى أنه لا يوجد أي مبرر لمنعنا من الوصول إلى مدينة عدن، وإذا ما تم منعنا فسننظم اعتصاما في النقطة العسكرية التي قامت باعتراضنا، ولن نبرح منها حتى تنفيذ مطالبنا العادلة.
ووفقا للناطق باسم المسيرة، فإن "البطون الخاوية" التي ينظمها نشطاء وموظفون حكوميون ذات طابع حقوقي مطلبي، وليس لها أي طابع سياسي.
وكان رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر، وجه وزارة المالية، مساء الاثنين، بسرعة صرف رواتب جميع الموظفين المدنيين في تعز، وفقا لموازنة الدولة للعام 2014. كما شمل التوجيه الحكومي أيضا صرف مبلغ مليون دولار؛ لتغطية الاحتياجات الأخرى، من ضمنها ملف الجرحى في المحافظة.
ومسيرة "البطون الخاوية" هي الثانية التي تخرج من مدينة تعز سيرا بالأقدام، حيث انطلقت الأولى -وهي الأكبر- في 20كانون الأول/ ديسمبر 2011، التي سمّيت "مسيرة الحياة"، إلى العاصمة صنعاء.
وبموازاة ذلك، أفادت تقارير صحافية بأن قائد اللواء 35 مدرع، العميد الركن عدنان الحمادي، وصل، مساء الأربعاء، إلى مدينة التربة، قادما من العاصمة المؤقتة عدن، وعقد لقاء مع قيادة مسيرة "البطون الخاوية"؛ للتفاوض حول ضرورة عدم مواصلة السير صوب عدن.