رأى مراقبون أن الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات في مصر، المستشار
هشام جنينة، ترك الباب مفتوحا أمام التكهنات حول ترشحه في
انتخابات الرئاسة المقبلة في حزيران/ يونيو 2018، وسط توقعات متزايدة بأنه المرشح المحتمل لمنافسة قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي.
وأدلى جنينة بتصريحات متضاربة في هذا الشأن، حيث أعلن عبر صحيفة "الشروق" عن عدم وجود نية لديه للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن هذا الأمر غير وارد على الإطلاق، مؤكدا دعمه لأي مرشح يتوافق عليه التيار المدني يضع على عاتقه تحقيق أهداف الثورة.
لكنه عاد وأدلى بتصريحات مناقضة، لوسائل إعلامية أخرى، أكد فيها أن ترشحه للرئاسة حق دستوري لا يجوز لأحد حرمانه منه، موضحا أن جنسية زوجته الفلسطينية لن تمثل عائقا أمام خوضه السباق الانتخابي في حال قرر المنافسة على منصب الرئيس.
توحيد قوى المعارضة
وشدد جنينة على ضرورة توحد التيار المدني حول مرشح واحد فقط، شريطة أن يكون قادرا على التعبير عن تطلعات الشعب، مضيفا أن انقسام التيار المدني في الفترة التي تلت ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 هو الذي أعطى الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى الحكم.
واعتبر جنينة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون فرصة جيدة لتصحيح مسار الثورة، داعيا القوى المدافعة عن ثورة كانون الثاني/ يناير وأهدافها، إلى التوحد وتجنب أي خلافات بينها.
وحذر من محاولات الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام المؤيدة للنظام؛ شق صف التيار المدني، وإثارة الخلافات بينها؛ لإفساد أي محاولة لتوحيدها وتهديد النظام الحالي.
وشنت صحيفة "اليوم السابع" هجوما شرسا على جنينة، وقالت إنه الرجل الأبرز فى تيار الاستقلال بنادي القضاة، والذي وصل إلى مقعد رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات عبر قطار "الإخوان"، وأنه "ينتمي فكريا وتنظيميا للجماعة".
يحظى بالاحترام
من جهته؛ قال الباحث السياسي عمرو هاشم، إنه لا يرى أهمية الآن في تحديد اسم شخص بعينه لخوض انتخابات الرئاسة، لكن الأهم هو أن تتفق القوى المدنية على مرشح مدني قوي يخوض غمار هذه الانتخابات ضد مرشح العسكر.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "توافق القوى المدنية حول شخص بعينه؛ يعني توافقهم على برنامج حقيقي قادر على انتشال مصر من المشكلات التي تحاصرها الآن"، مؤكدا أن "البلاد تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها الحديث؛ لم تشهد أسوأ منها سياسيا أو اقتصاديا".
ورأى هاشم أنه "لو اتفقت القوى الوطنية على اسم هشام جنينة لخوض الانتخابات؛ فإنه سيحظى باحترام كثيرين؛ لأنه قاض نزيه؛ خاض معركة شريفة ضد السلطة؛ أدت في النهاية لإقالته من منصبه بالمخالفة للدستور، وأصبح لديه القدرة على مكافحة الفساد، وهذا ما تحتاجه مصر الآن".
"بلا كاريزما"
من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية مصطفى علوي، إن الحديث عن ترشح هشام جنينة سابق لأوانه، لافتا إلى أن "جنينة قاض نزيه، إلا أن هذا يعني أنه ناجح في الأمور الإدارية أو القضائية، وليس مناسبا لخوض الانتخابات الرئاسية، فليس لديه كاريزما سياسية، وليس له شعبية كبيرة حتى بين التيارات المعارضة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "هناك شخصيات أقوى من جنينة يمكن التوافق عليها بين الكيانات المعارضة؛ طرحت أسماؤها من قبل، مثل الدكتور مصطفى حجازي، وعصام حجي، وغيرهما"، مشددا على أن "أي مرشح للمعارضة يجب أن يكون لديه برنامج يتضمن حلولا جذرية للأزمة الاقتصادية، ويكون قادرا على حل المشكلات الكثيرة التي تعاني منها البلاد".
ولفت علوي إلى أن "الأحزاب المدنية، وعلى وجه الخصوص التكتل القريب من حمدين صباحي وحزب الدستور وما تبقى من ائتلافات شباب الثورة، يدرسون حاليا الاتفاق على موقف موحد من خوض انتخابات الرئاسة المقبلة، واسم المرشح الذي سيدعمونه، وأعتقد أنه لن يكون جنينة".