من المنتظر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، بالرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، في أيار/ مايو الجاري، لبحث عدد من المسائل الشائكة بين البلدين، كالدعم الأمريكي للجماعات الكردية المسلحة على حدود
تركيا، وتوسيع المناطق الآمنة في سوريا، بحسب مراقبين.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "ANews" التركية في 20 نيسان/ أبريل الماضي، أنه سيجري زيارة إلى الولايات المتحدة يومي 16 و17 مايو/ أيار (الجاري)، سيلتقي خلالها بنظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وكان الناطق الرئاسي التركي، إبراهيم كالين، قد أوضح مؤخرا أن هذه الزيارة تأتي بناء على دعوة من ترامب، مؤكدا أن الرئيسين سيبحثان الأوضاع في سوريا والعراق، واحتمال تسليم رجل الدين التركي
فتح الله كولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب العام الماضي.
وقال أستاذ التخطيط الاستراتيجي في الجامعات الأمريكية، صفي الدين حامد، إن "العلاقات الأمريكية الروسية شهدت عدة مشاحنات، مما يجعل ترامب في أشد الحاجة إلى أنقرة اليوم لتكون جسرا واصلا بين موسكو وواشنطن".
وأضاف حامد لـ"
عربي21" أن "من المنتظر أن يتوصل الطرفان الأمريكي والتركي إلى حلول وسط في الملفات المطروحة، سواء المنطقة الآمنة في سوريا، أو دعم
التنظيمات الكردية التي تصنفها تركيا إرهابية"، لافتا إلى أن "واشنطن حريصة جدا على عدم إغضاب أردوغان".
ملفات هامة
من جهته؛ رأى الأكاديمي والإعلامي التونسي المقيم في إسطنبول، إبراهيم بوعزي، أن زيارة أردوغان "تحمل في طياتها ملفات متعددة ومهمة، من بينها محاولة الجانب التركي إقناع السلطات الأمريكية بالعدول عن دعم تنظيمي الاتحاد الديمقراطي، وقوات حماية الشعب الكردي في سوريا، اللذين تعتبرهما تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني "الانفصالي".
وقال لـ"
عربي21": "إضافة إلى ذلك؛ هناك ملف توسيع مساحة المنطقة الآمنة التي دعت تركيا لإنشائها في شمال سوريا، ولم يقبل بها الجانب الأمريكي، فاضطرت تركيا لفرضها كأمر واقع من خلال عملية درع الفرات، التي أسفرت عن تطهير جرابلس والراعي والباب من تنظيم
داعش وقوات حماية الشعب الكردية".
وأشار بوعزي إلى أنه "قبل توجه أردوغان إلى واشنطن؛ وصل وفد تركي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة لجس نبض المسؤولين الأمريكيين حول هذين الملفين المهمين، ومن بين أعضاء الوفد التركي؛ المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم قالن، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي خاقان فيدان، ورئيس الأركان العامة خلوصي آقار".
وتابع: "من المقرر أن يعود الوفد بعدد من التقارير لإطلاع أردوغان عليها قبل لقائه بترامب، وفي ضوء تلك التقارير سيحدد الرئيس التركي فحوى لقائه المرتقب مع نظيره الأمريكي".
ورجّح بوعزي أن "من المتوقع أن تكون سياسة ترامب إزاء تركيا أكثر إيجابية من السياسة التي اتبعها سلفه باراك أوباما، وخصوصا في ما يتعلق بالأزمة السورية"، لافتا إلى أن "هذه الزيارة ستقدم لترامب فرصة كي يحافظ على شراكة واشنطن الاستراتيجية مع أنقرة، مراعيا وجهة النظر التركية التي تريد أن تقطع الطريق على أي محاولة لبناء كيان كردي شمال سوريا".
مصالح اقتصادية
من جهته؛ أكد أستاذ الاقتصاد بكلية أوكلاند الأمريكية، مصطفى شاهين، أن "أمريكا ترى في أنقرة المنفذ الوحيد أمامها إلى موسكو، إلا أنها تقف حائرة بين تخوفاتها من بزوغ نجم الأتراك بنكهتهم الإسلامية، وماضيهم الإمبراطوري في المنطقة، وبين أن تتشكل قوة إقليمية جديدة تضم الصين وروسيا وإيران، في ظل تراجع الاقتصاد بأمريكا وأوروبا، وخروج الإنجليز من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف لـ"
عربي21" أن الأمريكيين يتهافتون للنفاذ إلى الأسواق الإقليمية مجددا؛ بعد أن دحرتهم الصين في هذا الميدان هم والأوروبيين، لافتا إلى أنه "لذلك يريد ترامب الحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة، ويخشى خسارتها".
وتابع شاهين: "يمكن أن ينحاز ترامب إلى أردوغان لاسترضائه على حساب المجموعات الكردية الانفصالية، لتكسب أمريكا تركيا إلى جانبها لـ10 سنوات قادمة، وذلك لأسباب اقتصادية بحتة".
أما مدير مكتب العلاقات الدولية بجامعة أفيون جوزاتا بيه التركية، مصطفى كولر، فقال إنه "كلما صارت تركيا أقوى أصبحت الحلول ممكنة للقضية الكردية، ولتدخل أيادي الخارج في شؤوننا الداخلية"، مشيرا الى أن "الرئيس أردوغان يتمتع بثقة غالبية الشعب التركي اليوم، وهو الأمر الذي يدعم موقفه القوي في لقاء ترامب".