على مدار عقود من الاحتلال الإسرائيلي، نفذ الأسرى الفلسطينيون إضرابات عدة عن الطعام داخل السجون والمعتقلات، سواء بشكل جماعي أو فردي، كان الهدف منها إما تحسين ظروف الاعتقال، أو إنهاء حالات الاعتقال الإداري (دون محاكمة)، التي انتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ويخوض الأسرى في
سجون الاحتلال منذ نحو شهر إضرابا مفتوحا عن الطعام (
إضراب الكرامة)، دخل مرحلة الخطر الشديد، فيما تواصل قوات الاحتلال عمليات القمع والتنيكل بالمضربين، دون استجابة لمطالبهم.
وبحسب ما سجلته المراكز والجهات المعنية بمتابعة شئون الأسرى، من بينها مركز المعلومات الفلسطيني، فقد نفذ أكثر من 20 إضرابا عن الطعام على مدار تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، أدى بعضها إلى استشهاد عدد من المضربين.
وفيما يلي تنشر "
عربي21" تاريخ هذه الإضرابات، وأبرز شهدائها:
- إضراب سجن "الرملة" بتاريخ في الثامن عشر من فبراير/ 1969 واستمر 11 يوماً، وكانت المطالب تتمثل في تحسين وزيادة كمية الطعام وإدخال القرطاسية ورفض مناداة السجان بكلمة (حاضر سيدي)، وانتهى بقمع الأسرى وعزلهم وتعريضهم للإهانة.
- إضراب سجن "كفار يونا"، وجاء بالتزامن مع إضراب سجن "الرملة" بتاريخ الثامن عشر من شباط/ فبراير عام 1969، وطالب فيه الأسرى بتغيير الفراش الرديء وتحسين كمية الطعام، وإدخال القرطاسية ورفض مناداة السجان بكلمة (حاضر سيدي). ونتج عنة السماح بإدخال القليل من القرطاسية من أجل كتابة الرسائل للأهل وإلغاء (كلمة سيدي) من قاموس السجون.
اقرأ أيضا: الأسرى المضربون يدخلون شهرهم الثاني ومخاوف من وفيات
- إضراب الأسيرات الفلسطينيات في معتقل "نفي ترستا" بتاريخ الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل عام 1970، واستمر تسعة أيام. وتعرضت خلاله الأسيرات للإهانة والعقوبات منها العزل في زنازين انفرادية، ولم يستجب فيه الاحتلال سوى لإدخال بعض الحاجات الخاصة بالنساء عبر الصليب الأحمر.
- إضراب سجن عسقلان بتاريخ الخامس من حزيران/ يونيو عام 1970، واستمر الإضراب سبعة أيام. طالب فيه الأسرى بإدخال القرطاسية والملابس وزيادة وقت "الفسحة"، وتنصلت إدارة المعتقل من تلبية المطالب، بعد أن اتفقت معهم على إنهاء الإضراب.
- إضراب سجن عسقلان بتاريخ الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1973 واستمر 21 يوما، وحقق من خلاله الأسرى بعض المطالب.
- إضراب سجن عسقلا بتاريخ الحادي عشر من كانون الثاني/ ديسمبر عام 1976، وطالب فيه
الأسرى بتحسين شروط الحياة الاعتقال، واستمر مدة 45 يوماً، رضخ بعدها الاحتلال لمطالب الأسرى.
- إضراب سجن عسقلان بتاريخ الرابع والعشرين من شباط/ فبراير عام 1977، واستمر لمدة 20 يوماً في عسقلان، وهو امتداد للإضراب السابق، بعد تراجع الاحتلال عن بعض الوعود التي قطعتها للأسرى.
اقرأ أيضا: البرغوثي: مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبنا
- إضراب سجن "نفحة" الصحراوي بتاريخ الرابع عشر من تموز/ يوليو عام 1980، واستمر لمدة 32 يوماً، للمطالبة بتغيير الطعام الفاسد المليء بالأتربة، وتحسين تهوية في الغرف ومعالجة الاكتظاظ داخلها وقد تمت مهاجمة المضربين بقسوة وعنف من قبل الاحتلال، واستعملت إدارة السجن أسلوب الإطعام، ما أدى إلى استشهاد الأسرى راسم حلاوة، وعلي الجعفري فيما لحق بهم الأسير إسحق مراغة بعد سنتين على إثر ما لحق به.
واعتبر هذا الإضراب الأشرس والأكثر عنفا، لكن الاحتلال خضع في النهاية واستجاب لكل مطالب الأسرى.
- إضراب معتقل جنيد في أيلول/ سبتمبر عام 1984، واستمر مدة 13 يوماً، وانضم إليهم بعض المعتقلات الأخرى ، ولقد اعتبر هذا الإضراب نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث قام قائد الشرطة الإسرائيلية حاييم بارليف حينها بزيارة معتقل جنيد، وجلس مع المضربين واضطر إلى تحسين شروط حياتهم، خاصة في القضايا التي كانت تعتبر من قبل خطوطاً حمراء لا يمكن الحديث فيها، مثل الراديو والتلفاز والملابس المدنية، حيث سمح بها جميعًا، إضافة إلى تحسين أنواع الطعام والعلاج.
اقرأ أيضا: إضراب الأسرى يدخل الخطر.. الاحتلال يتنكر والفعاليات "خجولة"
- إضراب الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير عاك 1988 : وأعلن فيه التاريخ الإضراب في كافة السجون عن الطعام، دعما للقيادة الموحدة للانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال، والتي اشتعلت عام 1987.
- إضراب معتقل "نفحة" عام 1991، واستمر الإضراب (17) يوماً.
- إضراب سجن "نفحة" بتاريخ الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو عام 1991 الذي جاء رفضا للإجراءات التي فرضت في السجون بالتزامن مع حرب الخليج الأولى وحالة الطوارئ التي فرضت.
- إضراب الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 1992، الذي شمل معظم المعتقلات، وشارك فيه نحو سبعة آلاف أسير، واستمر خمسة (15) يوماً، وجاء نتيجة لفشل إضراب نفحة عام 1991،
واستمر هذا الإضراب 18 يومًا في غالبية المعتقلات، وتأججت معه فعاليات الانتفاضة، انتهى الإضراب بنجاح كبير للأسرى وقد اعتبر هذا من أنجح الإضرابات التي خاضها الأسرى الفلسطينيون من أجل الحصول على حقوقهم.
- إضراب الرابع عشر من يونيو/ حزيران عام1994 ، الذي شمل معظم السجون، رفضا لتوقيع اتفاق (غزة أريحا أولاً) المنبثق عن اتفاق أوسلو، بسبب عدم شمول الاتفاق الإفراج عن كافة الأسرى، واستمر الإضراب ثلاثة أيام.
- إضراب الثامن عشر من يونيو/ حزيران للمطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات قبيل مفاوضات طابا، واستمر لمدة (18) يوماً، وبعد اتفاقية أوسلو تحسنت شروط حياة الأسرى بصورة كبيرة، وتقلص عددهم في السجون بعد عمليات الإفراج وانخفاض وتيرة الانتفاضة.
- إضراب في كافة السجون في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر عام 1998؛ إثر قيام إسرائيل بالإفراج عن (150) سجين جنائي، ضمن صفقة إفراج شملت (750) أسيراً وفق اتفاقية "واي ريفر".
- إضراب الخامس من أيار/ مايو عام 2000 وجاء احتجاجاً على سياسة العزل، والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين، وقد استجابت إدارة السجون للمطالب شريطة عدم مزاولة أي من الأسرى نشاطات عسكرية انطلاقا من السجون.
- إضراب الأسيرات في سجن "نيفي تريستا" بتاريخ السادس والعشرين من يونيو/ حزيران عام 2001 حيث خاضته الأسيرات واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجاً على أوضاعهن السيئة.
- إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 2004 ، واستمر 19 يوماً، واستطاع الأسرى تحقيق بعض الإنجازات البسيطة.
- إضراب شامل في 15 آب/ أغسطس عام 2004 واستمر نحو شهرين ونصف وقد فشل الإضراب في تحقيق أهدافه، حيث لم تكن قيادة الإضراب موحدة آنذاك .
- إضراب سجن "شطة" بتاريخ العاشر من تموز/ يوليو عام 2006 واستمر 6 أيام. وذلك احتجاجا على تفتيش الأهل المذل على الزيارات وكذلك لتحسين ظروف المعيشة بعد مضايقات على ظروف المعيشة وخصوصا التفتيش الليلي المفاجئ.
اقرأ أيضا: إضراب الأسرى من البداية وحتى المفاوضات.. تعرف على مراحله
- إضراب أسرى العزل في كافة السجون بالاشتراك مع أسرى سجن "جلبوع" الثاني والعشرين من أيار/مايو عام 2011 للمطالبة بوقف سياسة العزل الانفرادي.
- إضراب في كافة السجون يوم السابع عشر من نيسان/ أبريل عام 2012، ردا على ما عرف بقانون "شاليط" وبموجبه نفذت إدارة معتقلات الاحتلال سلسلة من الإجراءات العقابية بحق
الأسرى الفلسطينيين متذرعة بأن ما يحرم منه "شاليط" سيحرم منه الأسرى الفلسطينيين.
ساهم إضراب الأسرى الإداريين في تعزيز المطالب، وأبرز من اضربوا الأسير خضر عدنان والأسيرة هناء الشلبي والأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب.
أجبر الاحتلال على الاستجابة لمطالب الأسرى ووقع بتاريخ 14 أيار/ مايو عام 2012، في معتقل عسقلان اتفاقا مع مصلحة السجون الإسرائيلية لإنهاء الإضراب، وشارك السفير المصري في الأراضي الفلسطينية في توقيع الاتفاق.
- إضراب السابع عشر من نيسان/ أبريل عام 2014 الذي استمر لمدة 66 يوماً، لإجبار الاحتلال على إلغاء الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين.
- إضراب السابع عشر من نيسان/ أبريل عام 2017 والذي دخل اليوم شهره الثاني، حيث يطالب الأسرى بتحسين ظروف اعتقالهم وينخرط فيه أكثر من 1600 أسير موزعين على مختلف سجون الاحتلال.
شهداء الإضرابات
الشهيد عبد القادر جبر أحمد أبو الفحم، من مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة استشهد في الحادي عشر من حزيران/ يوليو عام 1970 خلال مشاركته في إضراب سجن عسقلان، نتيجة الإهمال الطبي.
الشهيد راسم محمد حلاوة من مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة استشهد في العشرين من حزيران/ يوليو عام 1980 ، خلال مشاركته في إضراب سجن نفحة الصحراوي بسب سياسة الإهمال الطبي.
الشهيد علي شحادة الجعفري مخيم الدهيشة ببيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، استشهد بتاريخ الرابع والعشرين من حزيران/ يوليو عام 1980.
الشهيد إسحق مراغة من القدس المحتلة استشهد في السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1983 على اثر ما لحق به من مضاعفات نتيجة الإطعام القسري إبان إضراب سجن نفحة الصحراوي عام 1980.
الشهيد حسين أسعد عبيدات من القدس المحتلة استشهد في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1992 بسبب الإهمال الطبي، خلال مشاركته في الإضراب عن الطعام في سجن عسقلان.