في سابقة هي الأولى من نوعها، عقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته اليوم الأحد جلسة خاصة في نفق أسفل حائط البراق في القدس المحتلة.
ونشر نتنياهو تغريدة على صفحته في "تويتر" تضمنت صورا لما قال إنها جلسة لحكومته عقدت في نفق أسفل الحائط، فيما يقوم لاحقا بجولة مع المسؤولين والحاخمات في المكان.
وقال نتنياهو إن حكومته ستصادق على سلسلة من القرارات التي من شأنها مواصلة تعزيز مكانة القدس، موضحا أنه "ستتم الزيادة في الميزانيات المخصصة للخطة الخماسية لتطوير القدس، وتنفيذ مشروع سياحي بإقامة قطار هوائي يمتد من محيط محطة القطار القديمة إلى باب المغاربة، كما أنه سيتم تطوير محيط البلدة القديمة على عدة مستويات من حيث تقديم الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بدأ نتنياهو حديثه بالقول إن "الحكومة تعقد جلستها في هذا المكان بالذات بمناسبة تحرير القدس وإعادة توحيدها"، معتبرا ساحة البراق "القلب النابض لأشواق الشعب اليهودي الذي عاد بعد آلاف السنين لبناء عاصمته الموحدة فيها"، بحسب زعمه.
استنكار فلسطيني
بدورها، استنكرت شخصيات مقدسية وفلسطينية كبيرة، ما قامت به الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم من عقد جلستها الحكومية بالقرب من ساحة البراق بالبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
ورأى رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، أن عقد جلسة الحكومة الإسرائيلية بالقرب من ساحة البراق الإسلامية؛ هو "نوع من التحريف والتبجح الإسرائيلي".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن الاحتلال الذي "لا يملك شيئا في حائط البراق، يريد من خلال قوته العسكرية أن يثبت حقا له، وهذا لن يكون"، موضحا أن "القوة الغاشمة التي يمتلكها الاحتلال؛ لن تعطيه أي حق".
وشدد صبري، على أن "حائط البراق، وساحة البراق، وحارة المغاربة؛ كلها وقف إسلامي خالص، ولا علاقة لليهود بها"، مؤكدا أن "الاحتلال وغطرسته لن تدوم مهما طال الزمن".
وحول مواجهة سلوك الاحتلال
الإسرائيلي، أشار رئيس الهيئة الإسلامية العليا، إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولة الاحتلال، عملت على "تقوية مواقف إسرائيل العدوانية"، منوها إلى أنه "ما دامت الدول العربية متخاذلة ومنافقة، فلا مجال الآن للوقوف أمام الاحتلال، لأن التبجح الإسرائيلي يحتاج إلى قوة دولة".
من جانبه، قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948: "في الحقيقة أن شقي الحارة (نتنياهو) حينما لا يجد صوتا إسلاميا ولا عربيا ولا فلسطينيا يصرخ في وجهه، بأنك لص ومعتد وهذه الأرض ليست أرضك، وعندما لا يجد من يوقفه عن أعماله البهلوانية فهو يستمر ويزداد، ويظن أن الناس معجبون به".
وأضاف الخطيب في حديثه لـ"عربي21": "لا بل وجد هذا الصبي من يبارك ويبعث بالرسائل الإيجابية؛ التي انطلقت من قمة الخمسين التي عقدت في الرياض، وحمل بعدها ترامب إشارات ورسائل واضحة إلى إسرائيل".
وأشار الخطيب، إلى أن "انتقال ترامب من جلسته مع الزعماء العرب والمسلمين الخمسين في أرض الحرمين الشريفين، ليحط في مدينة القدس المحتلة بعد 15 ساعة فقط، ليؤدي صلواته عند حائط البراق باعتباره جزءا من الموروث اليهودي وليس جزءا من الموروث الإسلامي وجزءا من المسجد الأقصى المبارك".
وتابع: "وبعدها بنحو 15 ساعة تقريبا يجلس مباشرة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، دون أن يسمع منه طوال هذا الوقت من يقول له إن هذا
الحائط حائطنا والمسجد الأقصى مسجدنا؛ كل هذا يظهر لنا حالة الانخراس من خمسين زعيما عربيا ومسلما، وحالة تواطؤ من رئيس السلطة عباس".
صورة للتصعيد
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية: "كل هذا دفع نتنياهو ليذهب بعيدا، ليس فقط عبر تصريحاته التي أطلقها يوم الذكرى الـ50 لتوحيد
القدس واعتبارها العاصمة الأبدية والموحدة لدولة الاحتلال، وأن المسجد الأقصى سيبقى تحت السيادية الإسرائيلية كما أكد، بل هو الآن يمارس الأمر بشكل فعلي عبر عقد جلسة حكومية رسمية في ساحة
البراق".
وأضاف القيادي الفلسطيني: "فقط قبل ثلاث سنوات لم يكن ليتم اقتحام الأقصى من قبل المتطرفين اليهود في رمضان، لكن الأمر الآن أصبح عاديا وطبيعيا، أن يدخل المستوطنون واليهود إلى ساحات الأقصى، في أكثر الأيام قدسية".
وختم الخطيب موجها حديثه لنتنياهو بالقول: "سياسة الصلف والغرور؛ حتما لن تستمر إلى الأبد، وستجد أيها الشقي من يوقفك عند حدك"، مضيفا أنه "رغم المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا، لكنني أقرأ فيها بدايات بزوغ الفجر".