نشرت وكالة "رايا نوفوستي" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تصريحات قائد قيادة النقل في القوات الأمريكية الجنرال دارين ماكديو أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ؛ حول عدم كفاية القدرات الأمريكية في حالة نشوب حرب مع روسية أو
الصين.
وذكر الجنرال الأمريكي أن هناك نقصا في السفن، وطائرات النقل، وناقلات إعادة التزود بالوقود الجوي لنقل كميات من المعدات العسكرية والقوة العاملة.
وقالت الوكالة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القوة العسكرية الأمريكية لا تكفي حتى لمواجهة كوريا الشمالية لوحدها. ووفقا للجنرال ماكديو، فإنه على الرغم من أهمية الوحدات الجوية الأمريكية على غرار الوحدات الموجودة بالقرب من شبه الجزيرة الكورية "سي-17" و"سي-5"، إلا أنها لن تستطيع الوقوف أمام إمكانية نشوب حرب شعواء مع كوريا الشمالية.
وأضافت الوكالة أن القوات البحرية الأمريكية تواجه العديد من العقبات. فوفقا لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون ماكين، يحتاج الأسطول البحري الأمريكي لعشر سفن إضافية لتنفيذ خططه العسكرية. في المقابل، لا تملك البحرية الأمريكية سوى سفينتين جاهزتين للتحرك في الوقت المناسب.
وأكدت الوكالة أن متوسط عمر سفينة النقل الأمريكية هو 39 سنة. وعلى مدى الأشهر الخمس الماضية، لم يعد بإمكان حوالي 60 في المئة من مجموع السفن الأمريكية المشاركة في التدريبات. وبالتالي، لا تملك الولايات المتحدة الأمريكية حاليا سوى 27 سفينة نقل عسكري سيتم التخلي عن تسع سفن منها خلال السنوات الست المقبلة.
وأوردت الوكالة أن البنتاغون ليست لديه أية خطط من شأنها إيجاد حلول لمعالجة النقص في سفن وطائرات النقل العسكري. فخلال سنة 2017، تم تنفيذ أول محاكاة لصراع عسكري، اتضح من خلاله أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقحم نفسها في "كارثة" في حال اختارت الدخول في مواجهة حقيقية مع إحدى الدول الكبرى، على غرار
روسيا والصين. وعلى هذا الأساس، أكد الجنرال دارين ماكديو أن عدد طائرات وسفن النقل الموجودة في أسطول القوات المسلحة الأمريكية غير كاف لخوض حرب مع هذه الدول.
وأضافت الوكالة أنه في حال نشوب صراع عسكري كبير من الممكن أن يقوم الأسطول الأمريكي باستئجار ناقلات بحرية وجوية من بلدان أخرى، حتى تتمكن من نقل كل من المعدات العسكرية والجنود. لكن، وفقا لدارين ماكديو ستواجه الولايات المتحدة مشكلة أخرى وهي الأمن الالكتروني، إذ أن 90 في المئة من بيانات قوات النقل الأمريكية ستكون في خطر، ما من شأنه أن يؤثر على الأوضاع الأمنية لبيانات قيادة النقل الأمريكية.
وأشارت الوكالة إلى أنه سيكون على البنتاغون العمل على تغيير الوضع في مجال الخدمات اللوجيستية. ففي حال نشوب حرب باستعمال أسلحة طويلة المدى ومركبات نقل ضخمة ومجموعات كبيرة من المعدات العسكرية، فإن ذلك سيجعل من الأسطول الأمريكي هدفا سهلا يمكن هزيمته بسهولة.
وذكرت الوكالة أن "دبابة إم-1 أبرامز"، وهي إحدى أهم الدبابات القتالية الأمريكية، تحتاج إلى إمدادات وقود ضخمة نظرا لحجم وقوة محركها، ما من شأنه أن يكون مصدر قلق لدى الأمريكيين أثناء القتال. وعلى هذا الأساس، أصبح من الضروري استبدال هذه الدبابات في أقرب الآجال.
وأفادت الوكالة أن البنتاغون يرغب في استبدال "إم أبرامز" بـ"إم2 برادلي" و"إم 109" التي تعد من بين العربات العسكرية الأقل استخداما للوقود. في المقابل، يعتزم البنتاغون هذه السنة تنفيذ بعض الخدمات اللوجيستية والاستراتيجية بين سنتي 2017 و2018 سيتم من خلالها اتخاذ نهج جديد لنقل البضائع والمعدات العسكرية والجنود.
وأشارت الوكالة إلى أنه على البنتاغون اتخاذ بعض التدابير اللازمة لتطوير أسطوله العسكري، حتى يتمكن من خوض أي حرب قادمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليه الاعتماد على أسلحة عملية وخفيفة لا تستهلك الكثير من الوقود إلى جانب الأسلحة التي تعمل من خلال طاقات أخرى.
وأكدت الوكالة أنه من المهم، أولا، تطوير البرمجيات وأجهزة الاستشعار وتوظيف كفاءات قادرة على الحد من استهلاك الوقود، والتقليص من حجم الإنفاق، فضلا عن نقل المعلومات في المراكز اللوجيستية.
وتجدر الإشارة إلى أن أهم تحدّ من شأنه أن يواجه الأمريكيين يتمثل في وصول الحرب الالكترونية الروسية إلى قنوات الاتصال في حال نشوب نزاع مع روسيا.
وأضافت الوكالة، ثانيا، أنه من الضروري تقليص الاعتماد على الموارد البشرية، خاصة وأنه تم خلال سنة 2003 فقدان العديد من اليد العاملة في مجال الخدمات اللوجيستية أثناء تنقلهم، بالإضافة إلى مقتل عدد من السائقين جراء العبوات الناسفة المنتشرة على طول الطرق في كل من العراق وأفغانستان. وعلى هذا الأساس، سيكون على الولايات المتحدة الأمريكية عند الدخول في حرب طويلة الأمد مع قوتين على غرار الصين وروسيا، استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت الوكالة، ثالثا، أنه من المهم تطوير أسطول الطائرات من دون طيار، التي لا تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي، والقادرة على إثبات قدرات وكفاءة عالية في الحروب الكبرى.
وقالت الوكالة إن البنتاغون سيكون مضطرا خلال حربه ضد روسيا والصين لمواجهة معركة شرسة في البر، والبحر، والجو، وفي العالم الافتراضي مما يعني أنه على الأمريكيين إعادة النظر في الإستراتيجيات المعتمدة من قبلهم.