كشف معلق عسكري إسرائيلي بارز، العديد من الخطوات التي تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على إنجازها تمهيدا لعقد قمة في واشنطن تمهد لبدء مفاوضات بين إسرائيل والدول السنية في المنطقة.
خطوة ممكنة
وأشار المعلق العسكري أليكس فيشمان، لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إلى أنه كان من المفترض أن تتم الخميس الماضي، جولة سرية وحساسة جدا من الناحية السياسية، كاشفا أن مبعوث الرئيس الأمريكي لمنطقة
الشرق الأوسط، جيسون غرينبلت، طلب التجوال في شمال الضفة الغربية، وهي المنطقة التي أحتلتها إسرائيل عام 2005.
وقال فيشمان، إن الإدارة الأمريكية "حددت منطقة شمال الضفة التي من الممكن أن تشهد خطوة إسرائيلية تشعر العالم العربي بأن إسرائيل تعترف بحل الدولتين"، موضحا أن "الحديث يدور عن نقل أراض تقع تحت سيطرة إسرائيلية كاملة، إلى سيطرة فلسطينية جزئية؛ مدنية فقط، بمعنى تحويل تلك المناطق من مناطق ج (C) إلى ب (B)".
وقال: "يبدو مثل هذا الاقتراح للأمريكيين خطوة ممكنة لحكومة إسرائيل في إطار صفقة الرزمة الكبرى مع العالم العربي".
وأوضح المعلق الإسرائيلي، أن غرينبلت طلب أن يرافقه في الجولة اللواء يوآف مردخاي، منسق الأعمال في المناطق؛ لكن مردخاي "لم يكن يتصور أن يوافق على هذا دون أخذ الأذن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، وهما يعرفان ما الذي يريده مبعوث
ترامب".
كما نفى مكتب نتنياهو أن تكون الإدارة الأمريكية قد طرحت عليهم مسألة تحويل أراض من منطقة (ج) إلى (ب)، مؤكدا أن هذا الأمر "بعيد عن الحقيقة".
الصفقة تطبخ
وعندما سرب خبر الطرح الأمريكي الخاص بنقل مناطق للسلطة الفلسطينية لوسائل الإعلام، تم إلغاء جولة المبعوث الأمريكي والتقى بعدها بنتنياهو، بحسب فيشمان الذي أكد أن "لإسرائيل دور في الصفقة الشرق اوسطية التي تصاغ وتطبخ حاليا".
ولفت المعلق، إلى أن غرينبلت ورجاله أبلغوا السعودية، الإمارات والفلسطينيين ما يظهر في أوراق عملهم كـ"إعادة تعريف لمناطق في الضفة"، مضيفا أن "الحديث يدور عن مناطق صغيرة ورمزية توحي للعالم العربي بأن إسرائيل مستعدة للتقدم نحو الدولتين".
وإلى جانب فكرة نقل مناطق في الضفة، وضمن سياسية "العصا والجزرة التي يتبناها ليبرمان، يدور الحديث عن تبييض مبان فلسطينية غير قانونية تسللت من المناطق (ب) إلى (ج)، يقدر عددها 20 ألف مبنى صدر بحق 13 ألف منها أوامر هدم إسرائيلية، هدم منها نحو 3500".
وتابع فيشمان: "الفكرة التي سوقها الجيش لليبرمان تبنتها الإدارة الأمريكية وتقدموا بها خطوة إلى الأمام وأعلنوا عن نقل مناطق صغيرة من (ج) إلى (ب)، لكن الكابينت وكبادرة حسن نية قبيل زيارة ترامب لتل أبيب، ولأسباب إنسانية أوقفوا الهدم، لكنهم امتنعوا عن نقل تلك المناطق من (ج) إلى (ب)".
مفاوضات بالتوازي
وأضاف: "يبدو أن نتنياهو ومعه الائتلاف الحالي، سيجد صعوبة في أن يفي بالحد الأدنى الذي تعهدت به
الولايات المتحدة للعرب"، لافتا إلى أن بعضا من المطالب الأمريكية للجانب الفلسطيني "يتعذر على ما يبدو تحقيقها الآن، مثل؛ إخراج التعاون الأمني مع إسرائيل من السرية للنور، ووقف صرف الأموال لعائلات الأسرى في السجون الإسرائيلية، وغيرها...".
وكشف المعلق، أن الأمريكيين طلبوا من السعوديين "خطوات تطبيعية أولية مع إسرائيل، كفتح خطوط هاتف للاتصال المباشر بين الدولتين، وفتح المجال أمام الإسرائيليين لعقد الصفقات التجارية في السعودية، ومنح الطائرات الإسرائيلية الإذن بالهبوط في السعودية وهي في طريقها إلى الشرق الأقصى".
ورأى فيشمان، أنه حان الوقت الآن "ليأتي كل طرف بنصيبه إلى الطاولة"، مؤكدا أن بقاء المبعوث الأمريكي في المنطقة يأتي "لضمان قيام كل طرف قيامة بما طلب منه".
وأكد المعلق الإسرائيلي، أن الخطوة التالية للإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة، "هي عقد قمة في واشنطن، تنطلق بعدها مفاوضات بالتوازي بين إسرائيل والدول السنية برئاسة السعودية مع حضور الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "المقربين من ترامب يضغطون لتكون القمة المرتقبة خلال شهر من الآن، وذلك ليتم طرح الأمر كإنجاز أمام المجتمع الدولي".
ونوه فيشمان، إلى أن الأمر إذا تم على هذا النحو الذي تخطط له الإدارة الأمريكية، فإن هذا من شأنه أن "يعرض إسرائيل لضغط كبير من قبل صديقها الحميم داخل البيت الأبيض".