شهد إقليم
الأحواز العربي في
إيران خلال الأعوام الماضية تحركا سياسا واسعا في الداخل والخارج؛ لتحقيق مطالب الأحوازيين السياسية والثقافية والاجتماعية، وتعمل السلطات الإيرانية بقوة على إجهاض تلك التحركات.
لتسليط الضوء على الملف
الحقوقي الأحوازي، أجرت"
عربي21" لقاء خاصا مع الناشط الحقوقي الأحوازي عبدالكريم خلف.
سؤال: نريد شرحا مبسطا عن وضع حقوق الإنسان في الأحواز؟!
- إن
انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الأحوازيين العرب كثيرة جدا، ومن أبرزها تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح المستوطنين الفرس، الذين تجلبهم السلطات الإيرانية من المحافظات والمدن الفارسية، كذلك البطالة والفقر والحرمان وسرقة الثروات والاعتقالات العشوائية بحق النشطاء، والإعدامات غير القانونية التي نفذت بحق العديد من السياسيين الأحوازيين، كل ذلك، وبشكل عام، سياسات ومشاريع الاحتلال الإيراني تنفذ على قدم وساق بحق الأحوازيين، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
سؤال: كيف يتعامل النظام الإيراني ومؤسساته الحاكمة في الأحواز مع مطالب الشعب العربي الأحوازي؟
- طيلة العقود المنصرمة، واجه النظام الإيراني مطالب الأحوازيين بطرق أمنية، ورفض كل مطالب الشعب العربي الأحوازي، حتى السلمية منها، ولم يطبق حتى المواد القانونية التي أدرجت في القانون الإيراني منذ انتصار ثورة الشعوب (الثورة الإيرانية عام 1979)، مع أن هذه المواد تخدم سياسة التفريس الإيرانية. وتم قمع كل المظاهرات السلمية وإضراب عمال الشركات، وقمع وسجن وإعدام حتى أعضاء مؤسسات ثقافية؛ بغية تفريس الأحواز، ومنع أبناء هذا الشعب من التعلم والتدريس بلغته الأم، اللغة العربية.
وبما أن هذه الأيام توافق مجزرة المحمرة، يجب أن نذكر أن الخميني كأسلافه 'شاه ايران' ارتكب عدة جرائم بحق الأحوازيين، أولها مجزرة المحمرة التي اشتهرت بالأربعاء الأسود. مجزرة المحمرة أو مجزرة الأربعاء الأسود حدثت في مدينة المحمرة بتاريخ 29 مايو 1979، واستمرت عدة أيّام، وقامت بها قوات ومليشيات إيرانية بأوامر الخميني والأدميرال مدني، وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، والمئات من الجرحى، وتلتها إعدامات جماعية، وما زال الكثير منهم لم يعرف مصيرهم. كل هذا حدث للأحوازيين بسبب مطالب سلمية تتضمن 12 ماده للحكم الذاتي وإحياء هويتهم وفلكلورهم العربي.
صدر يوم الخميس الماضي 01/06/2017 بيان من منظمة العفو الدولية حول كشف مقابر جماعية في مدينة الأحواز لأشخاص تم إعدامهم في الثمانينات، ومن الواضح أنه تم محاكمة هؤلاء الضحايا خارج نطاق القانون، ودون وجود محام، وفي محاكم غير عادلة، وتم دفنهم سرا، وهذا يخالف كل القوانين الدولية، واستنكرت العفو الدولية هذا العمل الشنيع.
يجب أن ننوه أنه بعد حدوث مجزرة المحمرة اعتقل المئات من الأحوازيين، الكثير منهم أعدم سرا، ودفن في مقابر جماعية في المحمرة ومدينة الأحواز العاصمة، وأبعد زعيمهم الروحي ومرجعهم الديني الشيخ محمد طاهر الخاقاني، وبقى تحت الإقامة الجبرية في مدينة قم الإيرانية حتى وفاته.
سؤال: هل تغير الوضع الحقوقي للشعب الأحوازي بعد سقوط الشاه ومجيء الخميني؟
لم يختلف التعامل مع الأحوازيين واضطهادهم، لا في زمن البهلوي ولا في العهد الجديد، بل نرى أن كل المشاريع التي فشلت في زمن محمد رضا شاه وأبيه، كتغيير التركيبة السكانية، طبقت في زمن الجمهورية الإسلامية بأكثر عنصرية، وما نراه اليوم من تواجد للقومية 'اللورية' (أقلية فارسية) في الأحواز هو في الواقع يعد جزءا من سياسة التفريس، التي رسمت في زمن الشاه، وتبناها الخميني، وطبقت في عهد الجمهورية الإسلامية بعد نجاح الثورة.
سؤال: ما هو وضع الأسرى الأحوازيين في السجون الإيرانية؟
بغياب وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، الأسير الأحوازي يواجه العنصرية الفارسية في ظل محاكمة غير قانونية؛ لأن النظام الإيراني خصص محاكم ثورية لهذا الغرض، حيث إن قرارات هذه المحاكم لم تخضع للسلطة القضائية، بل كانت تحت إشراف كامل لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وهذه الأخيرة تحت إشراف خامنئي مباشرة، إضافة إلى زج النشطاء الأسرى في معتقلات سرية، وعدم الإعلان عن مصيرهم لذويهم بعد مرور عدة شهور تحت التعذيب الجسدي والنفسي، وإجبار المعتقلين على الاعترافات الكاذبة التي تؤدي إلى أحكام جائرة مثل الإعدام والحبس المؤبد.
كما أن قوانين السجون في إيران لا تطبق على الأسرى الأحوازيين، ومن ضمنها عدم نفي السجين من مدينته التي يقطنها أكثر من عامين، ولكن، لدينا أسرى مسجونون في مدن فارسية نائية في شمال إيران، ونفيهم استمر أكثر من 10 سنوات. وعدم وجود مرافق صحية ومعالجة للأسرى المرضى من المآسي التي يواجهها الأسرى الأحوازيون في السجون الإيرانية.
سؤال: كنشطاء في مجال حقوق الإنسان كيف ترصدون الوضع الحقوقي في الأحواز وما هي مصادركم؟!
بعد وصول المعلومة، يتم رصدها وتوثيقها من نشطاء حقوق الإنسان في داخل الأحواز من عدة مصادر، ومن ثم نقوم بإرسال المعلومة لمنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام أيضا. وحول توثيق الانتهاكات الحقوقية في المؤسسات الدولية، واجهنا بعض العراقيل بسبب وجود لوبي فارسي متنفذ في المؤسسات الدولية، ولكن النشطاء الأحوازيين خلال السنوات الماضية استطاعوا أن يوثقوا بعض الانتهاكات، كالإعدامات والاعتقالات التي تنفذها السلطات الإيرانية بحق الأحوازيين.