نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تداعيات
الحصار الجوي والبري الذي فرضته دول خليجية على
قطر، على سكان الدول التي انخرطت في هذا القرار على غرار
السعودية والإمارات، كما تطرقت للحديث عن ردود الفعل الدولية إزاء هذه الأزمة
الخليجية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذا الحصار يهدد الكثير من العائلات المختلطة بين دول الخليج التي أصبحت تخشى الترحيل.
وذكرت الصحيفة أن قرار دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر قد تبعه عدة إجراءات أخرى، تمثلت في غلق الحدود البرية والبحرية المشتركة مع قطر. كما سارعت هذه الدول إلى حظر الرحلات الجوية المتجهة للدوحة والقادمة منها.
وأكدت الصحيفة أن إغلاق الحدود تسبب في قطع الطريق أمام قرابة 40 في المائة من الإمدادات الغذائية التي تمر أساسا عبر الحدود السعودية نحو قطر. علاوة على ذلك، سيلحق هذا القرار أضرارا جسيمة بالحياة الأسرية لعشرات الآلاف من سكان الخليج.
وفي هذا الصدد، صرح نائب مدير منظمة العفو الدولية، جيمس لينش، أن "هذه التدابير القاسية خلفت وقعا قاسيا على عدة عائلات في دول الخليج، حيث من المتوقع أن تتسبب في انفصال العديد من الأبناء عن والديهم، وأزواج عن زوجاتهم.. إضافة إلى ذلك، يواجه عدة موظفين في المنطقة خطر فقدان عملهم، في حين قد يضطر العديد من الطلبة للانقطاع عن تعليمهم".
وأوردت الصحيفة على لسان المجلس القطري لحقوق الإنسان؛ أن هذه القرارات من شأنها أن تنعكس سلبا على قرابة 11 ألف مواطن سعودي وإماراتي وبحريني يعيشون في قطر. من جهتها، أكدت الدوحة أنها لن تتعامل بالمثل مع الدول الخليجية التي قاطعتها، حيث تعهدت بعدم طرد رعايا الدول الخليجية من أراضيها.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى وضعية أحد السعوديين القاطنين في الدوحة، حيث بإمكان هذه الإجراءات أن تمنعه من زيارة والدته المريضة التي تتلقى العلاج في أحد مستشفيات السعودية. وفي حال قرر زيارتها، يخشى هذا السعودي المتزوج من قطرية أن يمنع من العودة إلى قطر من جديد. وفي هذا الصدد، قال هذا المواطن السعودي: "في حال عدت إلى السعودية، فلن أرى زوجتي القطرية مرة أخرى.. وإذا بقيت في الدوحة، فلن أرى أمي مرة أخرى".
وتجدر الإشارة إلى أن كلا من السعودية والبحرين والإمارات قد حاولت تبديد المخاوف التي انتشرت في صفوف العائلات الخليجية المختلطة. وقد أعلنت الجهات الرسمية في هذه الدول، يوم الأحد، أنه ستتم دراسة حالة الأسر المختلطة بشكل جدي.