أطلقت قوة من
الشرطة الاتحادية العراقية، النار على
عائلة تتألف من خمسة أفراد بعد فرارها من حي الشفاء الذي تدور فيه معارك ضارية ضد
تنظيم الدولة في الجانب الأيمن غرب
الموصل.
ونقلت شبكة "رووداو" عن أحد أفراد العائلة الناجين قوله "إنهم تمكنوا من الفرار من منطقة الشفاء إلى المناطق التي تتواجد بها القوات العراقية، وقام ضابط برفقة عنصرين من الشرطة الاتحادية بطمأنتهم حال وصولهم، بأنهم سيقومون بإيصالهم إلى بر الأمان في الجانب الأيسر من مدينة الموصل".
وأضاف قصي: "بدأ الضابط وكان برتبة مقدم، بالتحقيق معنا، وبعد معاينة هوياتنا، قال: أنتم في أمان الآن وانتم إخواننا فلا تخافوا، بعد ذلك جاء أحد الجنود وبدأ بالتحدث مع والدي وسأله عن عمله فأخبره والدي بأنه طبيب يمني".
وأردف بأنه "بعد معرفة أن أبي طبيب من اليمن (مقيم في الموصل من مدة طويلة)، بدأت الاتهامات تنهال عليه بأنه كان طبيبا لتنظيم الدولة، فأخبر الجندي الضابط الذي حقق معنا عن هذا الأمر، فنقلونا إلى بيت آخر".
إقرأ أيضا: اعتقال ضابط عراقي بتهمة قتل ودفن رجل وامرأة بالموصل
وأوضح قصي أن "عناصر من الشرطة الاتحادية حين علموا أن بحوزتنا كمية من الذهب تقدر بأربعة كيلوغرامات إضافة إلى المال، قاموا بعزلنا عن والدنا، واقتادونا إلى منطقة خالية من البنايات وبعد أن صادروا الذهب والمال، فتحوا علينا النار، أنا وأخي وأختي وأمي".
يشار إلى أن قصي لا يزال حيا مع شقيقه حتى لحظة كتابة التقرير ، ويرقدان في مستشفى طوارئ أربيل لتلقي العلاج، فيما توفيت كل من والدته وشقيقته البالغة سبع سنوات فور الهجوم ، ولا يزال مصير رب العائلة مجهولا .
يشار إلى أن الشرطة الاتحادية أوكل لها المحور الغربي من الموصل، حيث تتعرض المدينة لقصف عنيف خلف مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وكانت مصادر خاصة أفادت لـ"
عربي21"، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن قوة أمنية عراقية بزي الشرطة الاتحادية، نفذت عمليات إعدام ميدانية بحق ستة من المدنيين في قرية النعناعة التابعة لناحية الشورة جنوب الموصل.
إقرأ أيضا: قائد الشرطة الاتحادية يتفاخر بسحق الموصل بالصواريخ (شاهد)
وتواصلت "
عربي21" في حينها مع السلطات المحلية في الموصل لمعرفة تفاصيل الحادث.. وأكد حسن العلاف نائب محافظ نينوى وقوع الإعدامات على يد قوة اندست في الشرطة الاتحادية المتواجدة في قضاء القيارة جنوب الموصل أمام مرأى القوات الأمنية.
وقال العلاف، إن "محافظ نينوى أوعز بفتح تحقيق بالحادث للوقوف على تفاصيله، حيث اعتقلت هذه القوة المدنيين الستة قبل إعدامهم أمام مرأى القوات الأمنية"، مؤكدا أنه "بمجرد اكتمال التحقيق، فإننا سنعلن الجهة التي وقفت وراء جريمة الإعدامات".
ولفت نائب المحافظ في حديثه مع "
عربي21" إلى أن "منظمة العفو الدولية حضرت إلى مكان الحادث والتقت الأهالي وأخذت شهادات المواطنين عن حالات الإعدام".
وعن أنباء تسلل كتيبتين من مليشيات "بدر" إلى الشرطة الاتحادية، قال العلاف إن "الحكومة المحلية في محافظة نينوى تتعامل مع قطعات عسكرية مسجلة رسميا عند الحكومة المركزية ببغداد، وإذا كانت مخترقة فإنها تمثل فضيحة للجهة الأمنية ذاتها".
وعلمت "
عربي21" في حينها من مصادر خاصة دخول كتيبتين من مليشيات الحشد الشعبي إلى أطراف الموصل بزي الشرطة الاتحادية، بعلم من قائدها الفريق شاكر جودت، المقرب من زعيم مليشيا "بدر" هادي العامري.