شارك الآلاف من الجالية المسلمة باحتفال عيد الفطر المبارك في حفل أقامه المركز الثقافي التربوي الإسلامي في حي "نيوكولون" بالعاصمة الألمانية برلين.
وتوافدت العائلات من أبناء الجالية منذ الساعات الأولى لصباح الأحد الذي أقيم فيه الحفل بعد صلاة العيد إلى المكان، وحتى ساعات المساء.
ويحاول القائمون على الحفل إلى جانب رسم الفرحة والبسمة على وجوه المسلمين في العيد، استعادة جزء من العادات والتقاليد التي كان يعتاد عليها أبناء الجالية في بلدانهم الأصلية لعلها تهّون عليهم صعوبة الغربة.
واحتوى الحفل منذ بدايته على فقرات متنوعة، حيث رحب القائمون عليه بالمشاركين، وقدموا لهم التهنئة بعيد الفطر، كما تم تقديم الفقرات الفنية والإنشادية التي احتوت على الدبكة والفلكور، إضافة لفقرات أخرى.
وخصص جانب من الحفل للأطفال، حيث الألعاب المخصصة لهم ليلعبوا ويمرحوا بها في متنزه صغير مجاور، والفقرات التعليمية والتربوية باللغتين العربية والألمانية.
وكان للمأكولات والحلوى العربية الشهيرة حضور ملحوظ، من خلال الأكشاك المقامة قرب مكان الحفل، حيث تواجد بائعو الفلافل، والشاورما، والكبة، والتبولة، والمعجنات، والحلويات الخاصة بالعيد كالكعك والمعمول والكنافة والبقلاوة.
وقال رائد زلوم مدير المركز الثقافي الإسلامي ببرلين: "إننا ننظم هذا الحفل في الشارع للاحتفال بعيد الفطر السعيد بعد انتهاء شهر كامل من الصيام، وذلك بعد أن ينتهي الناس من الصلاة في المساجد لإدخال الفرحة عليهم".
وأضاف في حديث لموقع "عربي21": "إنك تلحظ الناس مسرورة جدا بحفل العيد هذا، وتراهم يملؤون المكان بأكمله للمشاركة بفعاليات اليوم معنا هنا".
وأشار زلوم الذي يشارك مع عائلته في الحفل إلى أن هذا الحدث يقام منذ اثني عشر عاما، ويحظى دوما بمشاركة واسعة من أبناء الجالية ببرلين.
وقدر مدير المركز الإسلامي عدد المشاركين بنحو 20 ألف شخص شاركوا في الاحتفال، موضحا أن هناك من يأتي ويذهب، ولكن يواجد قرابة 5 ألاف في نفس اللحظة.
وواصل زلوم حديثه قائلا: إن "إدخال الفرحة على أنفسنا وأولادنا وإظهار البهجة في العيد للمسلمين وغير المسلمين يعد جزءا من شعائر الدين الإسلامي الحنيف".
وأكد أن الحفل كان ناجحا ومميزا وحظي بمشاركة لافتة، لاحتوائه على عديد الفقرات كالمحاضرات والأغاني والفلكور والبرنامج المخصص للأطفال بالعربية والألمانية.
من جانبها قالت ندى العبد نائبة مدير المركز ببرلين: "إننا سعيدون بتشريف العائلات المسلمة لنا بعد صلاة العيد، للمشاركة في فعاليات هذا الحفل الكبير الذي ننظمه كل عيد لإدخال الفرح على المسلمين".
وأضافت لـ"عربي21": "نهدف بالأخص لرسم البسمة على شفاه الأطفال الذين تصطحبهم العائلات معهم، حيث خصصنا لهم هامشا كبيرا في هذا الحفل من فقرات وألعاب".
وأكدت العبد أنه كان هناك دور كبير للمرأة في هذا المهرجان حيث تقوم عليه امرأة، فيما شاركت أخريات في التجهيز والإعداد لإنجاحه.
وأوضحت أن الاستعدادات جرت قبل أشهر عديدة من خلال مراسلة السلطات المختصة في الدولة للحصول على إذن لإقامة الحفل في المكان المخصص له بشارع "فينو" البرليني.
مشاركة ألمانية
وعلى صعيد تفاعل المجتمع الألماني مع عيد المسلمين، فقد شارك الصحفي الألماني مارتين لوجين الجالية العربية والمسلمة حفلها هذا، معبرا عن بالغ سعادته بأنه كان جزءا من الحاضرين.
وقال لوجين: "أتقدم بالتهنئة لكل المسلمين في العالم -لاسيما المتواجدين في ألمانيا- بعيد الفطر السعيد".
وأعرب في حديث مع صحيفة "عربي21" عن أمنياته بأن "نحتفل بالعيد المقبل في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وأن نصلي فيه بعد تحريره من الاحتلال الإسرائيلي".
يذكر بأن الصحفي ليجون قد أشهر إسلامه العام الماضي، وقد كان ممن غطوا إعلاميا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، كما أنه ينشط في نصرة القضايا العربية والإسلامية.