كشف مسؤول فلسطيني سابق رفيع المستوى، أن جهاز
المخابرات التابع لدولة
الإمارات العربية المتحدة، يقوم بجهود استخباراتية في قطاع
غزة.
ونقل المسؤول الفلسطيني، الذي تتحفظ "
عربي21" على ذكر اسمه، لحساسية المعلومات، أن "مخابرات الإمارات تعمل في قطاع غزة، وتحاول
تجنيد بعض الشبان الفلسطينيين للعمل لصالحها".
من جانبه، أرجع الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، الاستهداف الأمني لقطاع غزة، لأنه "بات محور التأثير الأهم على مستوى الإقليم لاعتبارات عدة أولها رمزية القضية الفلسطينية، بالإضافة لوجود المقاومة المسلحة في القطاع التي باتت تشكل تهديدا للكيان الصهيوني".
وهاجم "بعض الدول العربية" التي وصفها بأنها "أصبحت أدوات تستخدم في سبيل الحصول على المعلومات، واستعمالها ضد المقاومة"، وفق قوله.
وقال لـ"
عربي21"، إن هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر، إذ "سبق للمخابرات الإماراتية أن أرسلت مجموعة من ضباطها عام 2014 (خلال الحرب الأخيرة)، إلا أن أجهزة الأمن في غزة اكتشفت أمرهم، وطردتهم من القطاع مباشرة".
وحول سعي المخابرات الإماراتية إلى "تجنيد" بعض الفلسطينيين للعمل لصالحها داخل قطاع غزة، قال الخبير الأمني: "تحاول الإمارات ذلك بوسائل مختلفة، أبرزها المساعدات الإنسانية التي تقدمها".
من جهته، وافق الخبير الأمني الفلسطيني، كمال التربان، ما ذهب إليه حبيب، بالقول إن "استهداف غزة من الأجهزة الاستخبارية يأتي لأنها تمثل بؤرة مقاومة في وجه الاحتلال، وأصبحت نموذجا في ذلك".
ورأى التربان أن "النموذج المقاوم في غزة يؤثر على الاحتلال الذي يحرس الأنظمة الفاسدة، فهو جسم وظيفي يحرض الكل عليه"، منوها إلى أن "غزة عملت عبر مقاومتها على إيقاف مشروع التنازلات وتصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح أن الاستهداف الأمني عبر أجهزة المخابرات المختلفة العربية والعالمية، "يأتي من كل صاحب مصلحة في كتم الصوت المقاوم".
ولفت التربان إلى أن "ما يجري هو تقاطع مصالح من الجهات التي تخشى على حكمها وأنظمتها التي تتهم بالانتهاكات، فتسعى للاستقواء بالاحتلال".
وأشار إلى أنه "لم يعد دور الإمارات سريا في المنطقة، فمن خلال التسريبات التي تم الكشف عنها مؤخرا لسفيرها في واشنطن يوسف العتيبة، فإنه يمكن القول إنه بات واضحا أن المخابرات الإماراتية تؤدي أدوارا مثيرة للجدل، تؤذي كل الأطراف التي تشكل خطرا على إسرائيل في المنطقة".
أما حبيب، فقد أشار إلى تصريحات السفير العتيبة التي اعترف فيها بأن "الإمارات شاركت مع أمريكا في سبع عمليات خلال السنوات العشر الماضية، منها عمليات استهدفت مسلمين في مالي والصومال ونيجيريا والشيشان وكوسوفو".
ولفت إلى أن "أجهزة استخباراتية كثيرة تحاول العبث في قطاع غزة، من أجل ضرب المقاومة الفلسطينية"، كاشفا أنه قبل عام 2007، (قبيل سيطرة حماس على القطاع) عملت العديد من تلك الأجهزة العالمية في غزة منها بريطانية، وأمريكية، وفرنسية، وروسية، وحتى إسبانية"، وفق قوله.
وقال إنه جرى ضبط بعض العناصر التي كانت تعمل لصالحها، بالإضافة إلى أجهزة استخبارية لدول عربية.