نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن
المواهب الأقل من 15 سنة التي تتصارع حولها أندية الدوري الألماني على غرار ثلاثي أصاغر نادي
هرتا برلين؛ توربن راين والأخوين نيمانيا ونيكولا موتيكا، الذين يمثلون مستقبل
كرة القدم الألمانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نادي
بايرن ميونيخ يسعى منذ عقود إلى اختطاف أفضل المواهب الكروية؛ ليبقى متربعا على عرش الأندية الألمانية؛ لذلك قام الفريق البافاري بضم ثلاث مواهب لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة من نادي هرتا برلين، وهم توربن راين (14 سنة) والأخوان نيمانيا (14 سنة) ونيكولا موتيكا (13 سنة).
وفي هذا الصدد، أفاد مدير أكاديمية هرتا برلين للشباب، بنيامين فيبر، بأنه "من الجيد أن ينتقل ثلاثة لاعبين صغار إلى ناد بحجم بايرن ميونيخ". كما شدد فيبر على أن توربن راين يعد من أفضل اللاعبين الألمان المولودين سنة 2003. وفي السياق ذاته، تابع مدير أكاديمية هرتا برلين للشباب قائلا إن "نيمانيا موتيكا لفت الأنظار بفضل قدرته العالية على تسجيل الأهداف".
وبينت الصحيفة أن تعاقد نادي بايرن ميونيخ مع ثلاثي هرتا برلين الموهوب يثبت توجه أندية الدوري الألماني نحو التسابق لضم أفضل المواهب الكروية الناشئة. ونظرا لأن القانون الألماني يسمح للأندية بإبرام عقود تحفيزية مع لاعبيها الناشئين عند بلوغهم سن 15 سنة، فقد اشتد التنافس بين مختلف الأندية لضم أفضل المواهب الصغيرة في إطار سوق انتقالات قانوني.
وأكدت الصحيفة أن إدارة نادي هرتا برلين حاولت تعطيل صفقة انتقال لاعبيها الناشئين إلى النادي البافاري، وذلك عبر إبرام عقود تكوين للاعبيها أقل من 15 سنة، ولكن نادي بايرن ميونيخ شكك في قانونية هذه العقود، ورفع دعوى لدى المحكمة؛ بحجة أنه دفع قرابة 200 ألف يورو لقاء الظفر بخدمات هذا الثلاثي. وفي هذا الصدد، أفاد فيبر بأنه "توصلنا إلى حل للقضية بشكل ودي".
وأشارت الصحيفة إلى أن النادي البافاري أنشأ مؤخرا مركز تكوين بالقرب من ملعبه يضم مدرسة داخلية تتسع لقرابة 30 لاعب ناشئ، وذلك بكلفة قدرت بحوالي 70 مليون يورو. وفي هذا الصدد، أفاد مدير المركز، يوخن زاور، بأن "مركب بايرن ميونيخ يتسع لأكبر عدد ممكن من اللاعبين الشبان، كما أنه يشمل أفضل المرافق الضرورية لرعاية اللاعبين الشبان. وسنعمل على اكتشاف المزيد من المواهب في مدينتي بايرن وميونيخ".
وأوضحت الصحيفة أن نادي بايرن ميونيخ لن يكتفي بالثلاثي المذكور آنفا، حيث سيسعى إلى ضم حارس المرمى توم ريتزي هولزمان أصيل مدينة ترير. والجدير بالذكر أن النادي البافاري مجبر على الدخول في سوق انتدابات اللاعبين الناشئين بصفة مبكرة؛ للظفر بما أمكن من المواهب الصغيرة.
وأفادت الصحيفة بأن أندية كبرى على غرار هوفنهايم 1899 وفولفسبورغ وآر بي لايبزيغ وبروسيا دورتموند أصبحت تغري المواهب الناشئة في كل أنحاء ألمانيا؛ على أمل العثور على اللاعب اللامع الذي سيعزز صفوف المنتخب الألماني في المستقبل.
وفي هذا السياق، تقاضى نادي هرتا برلين خلال هذه السنة مبلغا يقدر بحوالي 17 مليون يورو لقاء التفويت في لاعبه، جون أنطوني بروكز، البالغ من العمر 14 سنة لفائدة نادي فولفسبورغ.
وأوردت الصحيفة أن الجماهير ينتقدون توجه إدارة فرقهم نحو انتداب اللاعبين الصغار. وفي هذا الإطار، تطرح التساؤلات التالية: هل من الجيد أن ينتقل لاعبون في سن 13 سنة إلى مدينة أخرى، علما بأنه لا يمكن التنبؤ بمدى نجاح اللاعب في فريقه الجديد حتى وإن كان من أفضل اللاعبين؟ وما هو مصير اللاعب الذي لا يتأقلم مع فريقه الجديد؟ وفي هذا الصدد، أورد فيبر أن "إدارة نادي هرتا برلين تسعى للحفاظ على لاعبيها، وقد تمكنت بالفعل من ذلك، ولكن النادي لا ينتمي إلى قائمة الأندية الغنية".
وذكرت الصحيفة أن كلا من الأخوين موتيكا واللاعب راين سيكونون مرفوق بأوليائه الذين سيضطرون للبحث عن مسكن وعمل بمدينة ميونيخ، حيث سيقيم أبناؤهم. وبعد البقاء في المدرسة الداخلية لفترة محددة، سيتنقل هؤلاء اللاعبون للعيش مع عائلاتهم. وعلاوة على ذلك، اقتنت عائلة الحارس هولزمان شقة بمدينة ميونيخ.
وفي الختام، صرحت والدة هولزمان: "لست من هواة كرة القدم، لكن إذا رفضت عرض بايرن ميونيخ، فإن ابني لن يغفر لي ذلك". ومن المنتظر أن يبقى هولزمان أسبوعا رفقة والده وآخر صحبة أمه.