أطلق إعلامي
مصري موال للانقلاب بمصر، عبارات مسيئة بحق الفلسطينيين، قال فيها: "هذه الرسالة للمتسولين من الفلسطينيين، بايعين الأرض والعرض، بتسبوا مصر وجيشها ورئيسها، أنتم مجموعة أنجاس كفاية إهدار لدماء أولادنا، اللي يهين رئيسنا يهينا كلنا".
وعبر برنامج "الملف" بفضائية "العاصمة"، الأربعاء، هاجم المذيع عزمي مجاهد،
الشعب الفلسطيني موجها له مجموعة من الاتهامات والشتائم بألفاظ جارحة، بحجة انتقاد بعض الفلسطينيين لقائد الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، إثر صمته أثناء أزمة المسجد الأقصى قبل أسبوعين.
واعتبر مجاهد، أن مجرد انتقاد السيسي؛ يعد تطاولا على جيش مصر وعلى المصريين، متهما الفلسطينيين بهدر دماء الجنود المصريين في سيناء؛ مواصلا شتمه للشعب الفلسطيني.
وكان مجاهد قد أهان المرأة الفلسطينية في لقاء سابق وعاير الفلسطينيين بما يحدث للنساء من اعتقال واغتصاب على يد جنود الاحتلال.
إهانات بلا حساب
كما أن إهانة مجاهد للفلسطينيين ليست هي الأولى لإعلامي مصري؛ فقد تكررت الإهانة على ألسنة عدد كبير من الموالين للنظام وأذرعه الإعلامية منذ الانقلاب العسكري منتصف 2013، دون عقاب أي من المسيئين للشعب الفلسطيني.
وادعى الإعلامي المقرب من السيسي، عمرو أديب، أثناء الاعتداء الإسرائيلي على
غزة نهاية 2012، أن الفلسطينيين يستحقون ما يحدث لهم من قتل على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، موجها تحيته لما أسماه بـ"الخواجة الإسرائيلي".
وفي 14 تموز/يوليو 2014، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة؛ دعا الإعلامي توفيق عكاشة، جيش الاحتلال لاجتياح القطاع بريا، متهما أهالي غزة بقتل الجنود المصريين في سيناء، فيما تطاول عليهم بألفاظ نابية.
وفي شباط/فبراير 2015، طالب الإعلامي الموالي للانقلاب، أحمد موسى، الجيش المصري بضرب مواقع حركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة والتخلص منها نهائيا، متهما كتائب المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.
وفي حزيران/يونيو 2015، حرض موسى النظام المصري على عدم فتح معبر رفح ومواصلة إغلاقه بوجه الفلسطينيين، رابطا بين فتح المعبر وبين العمليات الإرهابية في سيناء، كما تطاول على الشعب الفلسطيني المحاصر.
وفي ذات السياق، شتم الإعلامي سيد علي، الفلسطينيين ووصف المقاتلين والقادة الفلسطينيين بـ"العاهرات" و"المخنثين" بعد حرق الرضيع الفلسطيني "علي الدوابشة" وأسرته، على يد مستوطنين يهود جنوب شرق نابلس في آب/أغسطس 2015.
والسؤال لماذا لا تتم محاسبة هؤلاء الإعلاميين؟ وأين هي مواثيق الشرف الإعلامي التي تغنى بها الانقلاب، وأين دور المجلس الأعلى للإعلام؟
انتقائية التطبيق
وفي تعليقه أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور بدر شافعي، أنه "من المفروض أن تكون هناك محاسبة لهؤلاء الإعلاميين بتطبيق مواثيق الشرف الإعلامي"، موضحا "أن ذاك الكلام المهين على هوى سلطة الانقلاب، لذا فستصنع (ودن من طين وأخرى من عجين)".
وذكّر شافعي في حديثه لـ"
عربي21"، بإهانة وزير خارجية مصر الأسبق، وأمين عام الجامعة العربية الحالي، أحمد أبوالغيط، عندما هدد بقطع أرجل الفلسطينيين لو دخلوا سيناء إبان حرب غزة عام 2008.
وأضاف مدير البرامج في قناة النيل للأخبار سابقا، أنه "لو كان هناك ميثاق شرف إعلامي حقيقي كما زعمت (خطة طريق الانقلاب)؛ لما سمعنا جملة (إحنا شعب وأنتوا شعب)، بإحدى الأغاني الشهيرة المؤيدة للانقلاب".
وقال شافعي إن "هناك انتقائية في عملية تطبيق مواثيق الشرف الإعلامية"، مستبعدا توجيه أي "لوم أو تحذير أو وقف لبرنامج عزمي مجاهد، وغيره؛ على غرار ما أصدره المجلس الأعلى للإعلام من وقف للمذيعتين ريهام سعيد، ودعاء صلاح، لمدة 3 أشهر، وتحذير للإعلامي سعيد حساسين، لمخالفات صدرت عبر برامجهم قبل أيام".
وأشار الكاتب المصري لما أحدثه الإعلام من شرخ شعبي مصري- جزائري، إثر مباراة كرة قدم بين فريقي الدولتين في 2009، وتلاسن مصري- سعودي على خلفية قضية (تيران وصنافير)، مؤكدا أن استمرار سب الفلسطينيين على الفضائيات المصرية يخصم كثيرا من رصيد المصريين لديهم.
لا يملكون إلا هذا!
من جانبه، أكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية لدى "مركز رؤية للتنمية السياسية"، صلاح العواودة، أن سب وشتم وإهانة الفلسطينيين واتهامهم بالإرهاب؛ صارت وظيفة الإعلام المصري الموالي للانقلاب من منتصف 2013 وحتى الآن، داعيا لتجاهل مثل تلك الإهانات التي اعتبرها صادرة من شخصيات لا وزن لها.
وقال العواودة، في حديثه لـ"
عربي21"، إن "الرد لابد أن يكون عمليا على هؤلاء الإعلاميين"، موضحا أن "ما يتم في الإعلام المصري يأتي ضمن حرب مفتوحة على الفلسطينيين"، مؤكدا "أنهم كمحللين فلسطينيين يتحدثون بموضوعية عن الإنقلاب في مصر وعلاقته بالاحتلال الإسرائيلي، بينما الإعلاميون والمحللون المصريون يشتمون فقط ولا شيء لديهم".
وأكد العواودة أن هذه الإساءات قد تقلل من رصيد المصريين لدى إخوانهم الفلسطينيين، مشيرا إلى أن "الفلسطينيين منقسمون أيضا، بعضهم مع الانقلاب وأكثرهم ضده؛ ولكن الشعب الفلسطيني واع ولا يعادي شعبا عربيا بسبب عصابة تحكمه"، مضيفا: "فلنستمر بعملنا بفضحهم وليستمروا بالشتم؛ وفي النهاية فلا مستقبل لهم".