تقترب
مصر من أزمة مشابهة لجزيرتي تيران وصنافير، بعدما أعلن أحد المحامين المقربين من نظام الانقلاب؛ أن هناك صفقة وصفها بـ"الهامة" بين حكومة الانقلاب وشركة إعمار
الإماراتية.
وبحسب المحامي خالد أبو بكر، فإن الشركة الإماراتية ستستحوذ على مساحات شاسعة من الساحل الشمالي بمصر.
وكتب أبو بكر الأحد، عبر حساب في تويتر: "صفقة هامة بين شركة إعمار للتنمية والحكومة المصرية لتنمية أراضي الساحل الشمالي المملوكة للدولة والواقعة بعد مارينا علي مساحة كبيرة".
وأبوبكر مؤيد لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ويعتبر أن "السيسي ظاهرة لا بد أن تُدرس في علم الاجتماع".
وقد أثارت تغريدته مخاوف لدى كثير من المصريين؛ من أن يكون الساحل الشمالي هو نصيب الإمارات من تركة مصر، بعد مساعدات أبو ظبي المادية للانقلاب، خاصة بعد تسليم النظام؛ جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وتعد سيطرة الإمارات على الساحل الشمالي ضربة جديدة من نظام السيسي لرجال الأعمال في مصر، وخاصة رجال عهد مبارك الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الساحل الشمالي في مارينا.
تغلغل إماراتي
وفي عهد مبارك، وتحديدا في عام 2004، نجحت شركة "إعمار" الإماراتية في افتتاح مول "أم بوريوم" في مشروعها الضخم بالساحل الشمالي المقام تحت اسم "مراسى".
وفي بداية 2015، استحوذ رجل الأعمال الإماراتي، خالد بن زايد آل نهيان، على 3.5 في المئة من أسهم شركة "بلتون"، أحد أكبر بنوك الاستثمار في مصر.
ومؤخرا سيطرت الشركات الإماراتية على جزء كبير من قطاع الصحة الاقتصادي والاستثماري في مصر، فاستحوذت شركة "أبراج كابيتول" الإماراتية على 12 مستشفى خاص بمصر، منها كليوباترا والقاهرة التخصصي، بجانب معامل التحاليل الطبية الأهم، البرج والمختبر.
"وثيقة" ابن زايد
وبدت ملامح مشروع تنمية الساحل الشمالي بعد زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، للساحل الشمالي بمصر، أثناء مشاركته مع السيسي في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، في 22 تموز/ يوليو الماضي.
وأعلن السيسي حينها عن المشروع القومى لتنمية غرب مصر، بالتعاون مع تحالف شركات عالمية، لم يفصح عن هويتها حينها، لإنشاء مركز اقتصادي وسياحي عالمي، وتجمعات عمرانية، ومركز استشفاء، ومنطقة صناعية ولوجستية، وإقامة ميناء تجارى غرب مدينة مرسى مطروح، كما قال.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، نشر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني تفاصيل وثيقة تكشف تفاصيل خطة ابن زايد لفرض سيطرته على مصر.
ومن النصوص المقتبسة التي وردت في الوثيقة على لسان ابن زايد: "الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي. إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم"، في إشارة لما دفعته أبو ظبي للسيسي من دعم مالي إثر انقلابه على الرئيس محمد مرسي منتصف 2013. وتؤكد الوثيقة أن ابن زايد يطلب الثمن من السيسي.
عصابة تدمر الوطن
ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، أن "منتجات النظام الحالي؛ لا تخرج عن إبادة الشعب وتدمير الوطن والعصف بكل مقدس"، مؤكدا أنه "نظام يهدم تحت ستار مخادع"، على حد وصفه.
وحول تغريدة المحامي خالد أبو بكر وسيطرة الإمارات على الساحل الشمالي، قال الأشعل لـ"عربي21": "كل قرار في مصر الآن مرجعه سياسي ولا يصمد لأي تحليل اقتصادي".
وحول مدى وجود علاقة بين تواجد الإمارات بالساحل الشمالي، وبين قاعدة محمد نجيب العسكرية التي تم افتتاحها الشهر الماضي في منطقة قريبة، قال الأشعل: "في ضوء التعتيم الذي يمارسه النظام حول قراراته والنصب الذي يمارسه على الشعب؛ يصح أن نخمن أن القاعدة في إطار دعم اللواء خليفة حفتر المدعوم من أبو ظبي/ والتمكين للروس الطامعين بليبيا".
ودعا الأشعل إلى "الإسراع في تشكيل الجبهة الوطنية الداخلية من كل أطياف المعارضة والمخلصين من أبناء الوطن؛ لكي تتصدي ككتلة واحدة لتلك العصابة"، مؤكدا أن هذا هو حلمه الأول "لتخليص مصر من حكم النظام الحالي، كما قال.
هدف ابن زايد
من جهته، أكد الكاتب الصحفي المصري، أحمد حسن الشرقاوي، أن "الإمارات تستفيد اقتصاديا من مصر بدرجة كبيرة"، موضحا أن "شركاتها تستثمر في فساد الحكم الموجود بمصر ليس فقط خلال حكم السيسي لكن منذ سنوات حكم مبارك"، على حد قوله.
وأضاف نائب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا: "هناك جزء لا يستهان به من ثروة دبي وأبو ظبي مصدره مصر، سواء من خلال نهب مباشر للثروات عبر شراء ذمم المسؤولين المصريين، أو عبر تعطيل مصر عن تنفيذ مشروعات تنموية تؤثر علي مثيلاتها في دبي وأبو ظبي وغيرها"، مشيرا إلى أن "أبرز مثال على ذلك؛ هو مشروع تنمية خليج السويس الذي كان، لو تم تحقيقه، بإمكانه أن يؤدي إلى إفلاس ميناء جبل علي وبقية مواني دبي"، وفق تقديره.
ورأى الشرقاوي أن "الإمارات تقدم مساعدات مالية لمصر بيد، واليد الأخرى تحصل بها على أضعاف قيمة ما تقدمه من مساعدات".
ويعتقد الشرقاوي أن "وجود الإمارات بالساحل الشمالي إثر افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية؛ مرتبط بمخططات وأطماع الإمارات في النفط الليبي الذي ترغب في السيطرة عليه بمعاونة السيسي، وباعتراف قائد الانقلاب بنفسه"، كما قال.
وأوضح الشرقاوي أن "الساحل الشمالي ومناطق غرب مصر تقرب بن زايد من هدفه الرئيس في ليبيا".