هآرتس قالت إن صفقة الغواصات الألمانية التي يحقق فيها الان مع نتنياهو هي جزء من السرقة والتحايل- أ ف ب
تشير قضايا الفساد التي تكشف تبعا في "إسرائيل"، إلى أنها "دولة فاسدة ومفسدة"، بحسب كاتب إسرائيلي رأى، أن هذه الحالة هي نتيجة مباشرة لما يقوم به الجمهور الإسرائيلي، الذي ينتخب القادة الفاسدين رغم معرفته بذلك.
شريط الفساد
وأوضح الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر، أنه "منذ التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أريئيل شارون في قضية "الجزيرة اليونانية"، أصبح التقليد في "تل أبيب"، أن يخضع رؤساء الحكومات الإسرائيلية للأعمال الجنائية، وهذا في الحد الأدنى، لكن الأمر في حالة رئيس الوزراء اهود أولمرت السابق، وصل لحد السجن".
وقال في مقال له اليوم بصحيفة "هآرتس" العبرية: "لقد اعتاد الجمهور الإسرائيلي على ذلك، وكذلك هو الحال عندما يعتقل رئيس الدولة بسبب الاغتصاب، فقضايا الفساد في إسرائيل تطارد بعضها البعض، فهناك قضية حزب "إسرائيل بيتنا"، قضية "سيمنس" شركة الكهرباء، قضية هولي لاند، محاكمة وزير المالية السابق ابراهام هيرشزون، وشريط الفساد يتحرك باتجاه رؤساء السلطات".
واعتبر ألفر، أن قضية صفقة الغواصات مع ألمانيا، وهي إحدى قضايا الفساد التي يجري التحقيق بشأنها مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، أنها "جزء من السرقة والتحايل، وثقافة وصناعة الفساد السائدة في أوساط النخبة الإسرائيلية"، مع العلم أن نتنياهو يجري التحقيق معه في أربع ملفات يتشبه بارتكابه مخالفات قانونية فيها.
وعقب الحرب الأخيرة على غزة، "سقط الصمام الأول، وأصبحت إسرائيل تمر بعملية تحول إلى الفاشية والعنصرية وضعف الديمقراطية"، بحسب الكاتب الذي أضاف: "وفي هذه الأيام يسقط الصمام الثاني، ولا يمكن التغاضي عن القضايا والمحاكمات والاشتباهات والتحقيقات التي لا يمكن اعتبارها حالات منفصلة، ويجب الاعتراف أنها ليست صدفة".
صورة ظلامية
وأكد ألفر، أن "نظام الحكم في إسرائيل فاسد ومفسد"، موضحا أن "السياسيون والموظفون رفيعي المستوى في هذا النظام، يقومون بتوزيع الامتيازات مقابل المال، وبنظرة ثاقبة يتأكد أن هذا هو طابع النظام في إسرائيل".
وتابع: "لقد أصبح الفساد هو الطريقة التي تتم فيها إدارة إسرائيل، فوزير الداخلية آريه درعي، الذي أدين وسجن سابقا يعود لغرف التحقيق من جديد"، مؤكدا أن "انتخاب الأشخاص الفاسدين والمفسدين، الذين يميلون لتولي المناصب العامة الهامة ويفضلون المال عن مصالح الجمهور، يمكنهم ذلك من تحقيق أهدافهم الفاسدة".
وأقر الكاتب أن هذا الاستنتاج "مخيف، والمملكة اليهودية أصيبت بالعفن"، مضيفا: "الجمهور الإسرائيلي يستحق رؤساء حكومات وسلطات مع ميول جنائية، وعدد غير قليل من ضباط الجيش رفيعي المستوى، مع ميول للمخالفات الجنسية".
وذكر ألفر، أن سارة نتنياهو "قريبا ستتم محاكمتها في قضية السكن؛ فهي مشتبه بها بتغطية نفقات عائلية خاصة من أموال حكومية"، مؤكدا أن "القيم الفاسدة في النوافذ العالية لا تختلف عن قيم بسطاء الجمهور الإسرائيلي الذي يحصل على ما يستحق".
وأشار الكاتب إلى أنه في "إسرائيل لا أحد يعلن عن تأييده للفساد، فالجميع يتحدث عن الأخلاق ومن تحت الطاولة تعقد الصفقات، والجميع يفعل ذلك"، موضحا أن "الجمهور الإسرائيلي هو من يختار الفساد وبالتالي نحص على صورة ظلامية".