اعتقلت قوات أمن الانقلاب في مصر الكاتب الصحفي والإعلامي هاني صلاح الدين، من منزله بمحافظة بني سويف فجر الاثنين، فيما أكدت زوجته نجلاء طه، أن الاعتقال تم بتحريض غير مباشر من رئيس تحرير صحيفة "اليوم السابع".
وهاني صلاح، هو مدير التحرير السابق لموقع "اليوم السابع"، وشارك في حصول الموقع على جائزة "فوربس" كأفضل موقع إخباري عربي عامي 2010 و2011، فيما ترأس قسم الأخبار بقناة "مصر 25"، بين عامي 2012 و2013.
وعقب الانقلاب العسكري، في 3 تموز/ يوليو 2013، اعتقلت قوات أمن الانقلاب، هاني صلاح الدين من مطار القاهرة أثناء مغادرته البلاد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وتمت إحالته للمحاكمة على ذمة قضية "غرفة عمليات رابعة"، وبعد حبسه لمدة ثلاثة أعوام ونصف أفرجت عنه السلطات بموجب قرار صادر من محكمة جنايات القاهرة ببراءته في 8 آيار/ مايو الماضي.
وأكد محامي هاني صلاح الدين، أنه تم إخفاء موكله قسريا بعد اعتقاله بساعات، فيما حمّلت أسرة صلاح الدين قوات أمن الانقلاب المسؤولية عن أي مكروه قد يحدث له.
وقال المحامي باسم شافعي لـ"عربي21"؛ إنه حاول اليوم الثلاثاء، الوصول إلى موكله، إلا أنه عجز تماما عن الوصول لمكان احتجازه، مضيفا: "بعد محاولات عدة، أكدت لي مصادر داخل مركز شرطة ببا؛ أنه غير موجود بالحجز ولا أي مكان آخر بالمركز، وأنه اختفى تماما منذ ليلة الاثنين، أي بعد ساعات من اعتقاله من بيته"، بحسب المحامي.
أوامر عليا
وقالت زوجة هاني صلاح الدين: "فوجئنا فجر الاثنين؛ بقوات أمن بني سويف تداهم البيت، وتعتقل زوجي وتصادر اللاب توب والتلفون الخاص به وبابنه الطالب الجامعي محمد هاني، والعبث بجميع محتويات المنزل وتحطيم بعضها".
وأكدت أن الضابط الذي قاد المداهمة؛ قال لزوجها أثناء اعتقاله: "هو دا التليفون إللي بتشتم منه السيسي"، وقام بترديد عبارات التهديد والوعيد لزوجها.
وقالت إن محامي هاني أكد لها وجوده بمديرية أمن بني سويف، وأنه لم يتم توقيفه على ذمة أية قضايا، ولم يصدر بحقه أية قرارات ضبط وإحضار، وأنه محتجز لفترة لن تطول "وبأوامر عليا".
جروه إلى الفخ
وأضافت نجلاء طه لـ"عربي21"، أن رئيس تحرير "اليوم السابع" المقرب من سلطات الانقلاب؛ هو من حرض الأمن على اعتقال زوجها لوقف محاولاته للعودة إلى عمله بالجريدة، ومنعه أيضا من المطالبة بمستحقاته المالية مدة اعتقاله والتي تبلغ نصف مليون جنيه تقريبا، حسب قولها.
وروت كيف بدأ خالد صلاح في جر زوجها كي يقع في قبضة الأمن مجددا، مضيفة: "نصب لزوجي فخا كبيرا حتى يوقع به".
وذكرت أن زوجها إثر خروجه من المعتقل ذهب لمقر عمله في اليوم السابع، فاستقبله زملاؤه استقبالا حافلا، كأحد مؤسسي الموقع، واحتفلوا ببراءته، "وعندها طلب زوجي من خالد صلاح وأكرم القصاص، رئيس التحرير التنفيذي بالجريدة، العودة للعمل ومنحه مستحقاته، لكنهما طلبا بعض الوقت حتى يراجع خالد صلاح الأمن".
وأكدت أن "المسؤولين باليوم السابع خدعوا زوجي بالتسويف والمماطلة في العودة لعمله، رغم أنه أكد لهم، وكتب مرارا على صفحته بفيسبوك، خروجه التام من الحياة العامة وتركه العمل السياسي والحزبي، وأن تركيزه سيكون على مستقبله المهني وحياته الأسرية فقط".
وقالت نجلاء: "إنهم حاولوا جر زوجي لبؤرة الخلافات، حيث أوعز رئيس تحرير اليوم السابع لمدير تحرير الموقع وصديق هاني السابق، كريم عبد السلام، لاستفزاز زوجي، واتهمه عبر الهاتف بأنه إرهابي ويعمل لصالح جماعة إرهابية (يقصد الإخوان المسلمين) وأن الأمن لن يوافق على عودته للعمل، وهدده بأنه في حالة إصراره على أخذ حقوقه من اليوم السابع سيعود إلى المعتقل".
الخبر الكاذب
ومن جانبه، أكد نائب رئيس تحرير "اليوم السابع" سابقا، الكاتب الصحفي محمد منير، أن رئيس التحرير خالد صلاح؛ هو من أوقع بزميله هاني صلاح الدين، أحد مؤسسي الجريدة، بيد الأمن.
وقال منير لـ"عربي21": "بعدما باءت بالفشل محاولات الزميل هاني الودية بعودته للعمل؛ طرح المشكلة على نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، الذي وعده وجميع أعضاء النقابة بحل الأزمة وديا مع خالد صلاح. ومرت شهور ولم يحدث جديد، ما دفع الزميل هاني للتقدم بشكوى رسمية للنقابة، الثلاثاء الماضي".
وأكد منير أنه "من هذه اللحظة بدأ الإعداد للتخلص من هاني صلاح الدين، حيث نشرت صحيفة صوت الأمة، التابعة لمؤسسة اليوم السابع، خبرا يتهم هاني بتحريض ثلاثة من الصحفيين المفصولين مؤخرا من اليوم السابع؛ على التظاهر بالنقابة الثلاثاء 15 آب/ أغسطس"، لكن "ذلك الأمر مختلق وليس له أساس من الصحة"، وفق منير.
بيان هزيل
وأضاف: "عندما علمت بخبر اعتقال هاني صلاح؛ تحدثت عصر الاثنين مع نقيب الصحفيين، لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الزميل المعتقل، وتقديم ما يفيد من النقابة بأنه لم يحدث تظاهر في النقابة الثلاثاء الماضي، وأن الزميل هاني كان موجودا لتقديم شكوى رسمية لاستعادة عمله باليوم السابع".
وانتقد منير مجلس نقابة الصحفيين، متهما إياه بالتقاعس عن دعم هاني صلاح الدين، وأكد أن المجلس أصدر بيانا "هزيلا"، الاثنين، أكد فيه أنه لم تحدث تظاهرة بالنقابة الثلاثاء الماضي، وأحال رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة، عادل السنهوري، للتحقيق، لنشره خبرا كاذبا، دون أن يشير البيان لاعتقال هاني صلاح، أو يطالب بالإفراج عنه أو يشير إلى أن الخبر الكاذب هو ما أضر بالزميل هاني.
الموضوع من فوق
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عبد الرحمن مقلد، المفصول قبل أسابيع من "اليوم السابع" على خلفية رفضه التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية؛ أن الخبر المنشور بصحيفة صوت الأمة هو ما أضر بالزميل هاني صلاح الدين.
وأضاف عبر صفحته في "فيسبوك" فجر الاثنين: "تم القبض على الصحفي هاني صلاح الدين بعد الخبر الملفق والمكذوب والبلاغ المهين الذي نشرته صحيفة صوت الأمة عن تحريضه لي ولزميلي ماهر عبد الواحد، ومدحت صفوت، للتظاهر على سلالم نقابة الصحفيين وهو ما لم يحدث".
بدوره، أكد الصحفي ماهر عبد الواحد، المفصول هو الآخر من اليوم السابع، أن رئيس تحرير صوت الأمة، عادل السنهوري، أكد له عدم صلته بالخبر الكاذب وأن "الموضوع من فوق".
وأضاف عبد الواحد عبر صفحته في "فيسبوك" أنه طالب السنهوري بإعلان ذلك للجميع إلا أنه رفض تماما.