تسببت الارتفاعات التي تشهدها الأسعار في حرمان غالبية
المصريين من شراء أضاحي العيد، رغم أنها طقوس اعتاد عليها عدد كبير من المصريين منذ عشرات بل مئات السنين.
وسيطر الركود على مبيعات أضاحي العيد بعدما ارتفعت أسعارها خلال الموسم الحالي بنسب لا تقل عن 25 في المائة، وهو ما أرجعه تجار إلى ارتفاع تكلفة تربية المواشي سواء في المزارع أو المربين في المنازل.
وقال محمود عبد الوهاب، تاجر مواشي في محافظة الجيزة، إن هناك ركودا شديدا في بيع جميع أنواع الأضاحي، وإن كان الإقبال أفضل بنسبة بسيطة في سوق الماعز، التي تعد أسعارها هي الأقل بين الخراف والعجول بجميع أنواعها.
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن الطلب على أضاحي العيد انخفض بنسبة تتجاوز 50 في المئة، ما دفع عدد كبير من التجار إلى عدم شراء الأعداد والكميات التي يشترونها في مثل هذا الموسم من كل عام.
وبين أن الأسعار ارتفعت بنسب تصل إلى 25 في المئة، لكن انشغال الأسر المصرية بتوفير مستلزمات المدارس التي اقتربت، إلى جانب ارتفاع أسعار جميع أنواع السلع الغذائية والملابس وكافة أنواع السلع دفع عدد كبير من الأسر المصرية إلى التخلي عن شراء أضحية العيد التي اعتادوا عليها منذ عشرات السنين.
وقال محمد مسعود، تاجر مواشي، إن العام الماضي كان هناك نشاط أكثر في السوق من حيث البيع والشراء أما هذا العام، فلا تجد الماشية من يشتريها لارتفاع الأسعار.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية، فقد ارتفع سعر العلف من 2.5 جنيه للكيلوغرام السنة الماضية إلى سبعة جنيهات في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن العجل الذي كان يبلغ سعره 15000 جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30 ألفا.
ومنذ أن قررت الحكومة المصرية
تعويم الجنيه مقابل الدولار وتحرير سوق الصرف بشكل كامل، بدأت موجة قاسية من ارتفاعات الأسعار شملت جميع أنواع السلع والخدمات، التي قفزت أسعارها بنسب توازي الارتفاع الذي سجله سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، عقب التعويم، الذي قفز بما يقرب من 130 في المئة.
وسجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسيا بلغ 34.2 في المائة نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي على مدار السنة، وفقا لجهاز التعبئة والإحصاء المصري.
وأشار هشام سيد، وهو تاجر، إلى أن هناك أسرا كثيرة لجأت إلى الاشتراك في أضحية واحدة، لتخفيض مبلغ الأضحية، لكن ومع ذلك هناك ركود شديد في مبيعات أضاحي العيد خلال الموسم الجاري، خاصة أن أقل سعر للأضحية في حدود ألفي جنيه بما يقرب من 115 دولارا.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة المصرية تدخلت أيضا لتحريك الركود الذي ضرب السوق وقدمت أضاحي بأسعار أقل من السوق المحلي بنسبة تتراوح ما بين 5 و 10 في المئة، كما تقدم الأضاحي بالتقسيط، لكن نظرا لعدم تعود المصريين على شراء التضحية بالتقسيط إلى جانب عدم معرفة ما إذا كان يتوافق مع الشريعة الإسلامية أم لا، دفع عدد كبير إلى مقاطعة الأضاحي هذا الموسم.