كشف مصدر سياسي يمني عن وجود تقارب بين
السعودية وجماعة "أنصار الله" (
الحوثي) المدعومة من إيران، يحدد مصير ومستقبل الرئيس المخلوع، علي عبدالله
صالح، الذي يعيش أزمة عميقة مع حلفائه الحوثيين.
وقال المصدر، اشترط عدم نشر اسمه لـ"
عربي21"، إن الرياض تفاهمت مع قيادات حوثية بارزة خاضت جولات من المفاوضات معها في منطقة "ظهران الجنوب" بالمملكة، في وقت سابق من العام الماضي.
وأضاف أن هناك قاسما مشتركا بين السعوديين والحوثيين فيما يخص "بقاء ونهاية المخلوع صالح" في المشهد السياسي باليمن، بعدما وجهت له رسائل عدة، ورد عليها بأخرى.
وبحسب المصدر، وهو قيادي انشق عن صالح بسبب
تحالفه مع الحوثيين، فإن "بقاء المخلوع صالح لم يعد قضية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للسعودية، لكن الإمارات تضغط على الرياض؛ للتريث، ومنحها الفرصة لترتيب فك ارتباطه بالحوثي، الذي يمهد للتحالف معه؛ لإنهاء النفوذ الإيراني، وهي القضية الأهم بالنسبة للنظام السعودي". وفق المصدر.
وأكد المصدر
اليمني أن السلطات السعودية وجهت رسائل لصالح بأنه "يمكن التفاهم معه"، لكنه يشترط تنحي الرئيس عبدربه منصور هادي عن الحكم، وتدعمه الإمارات في ذلك، وهذا غير ممكن". وفق المصدر.
ما يعزز ذلك، حديث المخلوع علي صالح المتكرر عن الرئيس هادي، ووصفه بـ"الفار" ولاشرعية له، في سياق تبادل الرسائل مع الجانب السعودي.
ووفقا للمصدر السياسي اليمني، فإن السعودية تدير "لعبة مخابراتية" قد تدفع جناح ما يسمى "ظهران الجنوب" في الحركة الحوثية، باتجاه "استهداف صالح"، النقطة التي تفاهموا عليها، بعدما أتاحوا له الفرصة للانفكاك عن الحوثيين، لكنه بدا عاجزا عن فعل ذلك.
ولفت المصدر إلى أن علي صالح يدرك أن السعوديين هم من ساندوه لرئاسة اليمن، وهم أيضا "من رمموا وجهه في عام 2011، بعد إصابته في دار الرئاسة"، في المقابل، لديهم القدرة على تدميره، وهو يعي ذلك.
ومن الرسائل التي بعث بها رئيس اليمن المخلوع للمملكة، أن معظم منتسبي الجيش الوطني المؤيد للحكومة الشرعية، من الموالين لحزب الإصلاح، وقوى ثورة 11 فبراير، التي انشقت عنه في العام 2011، كإحدى المخاوف التي أثارها من أن المكاسب تصب لمصلحة الحزب، الأكثر تنظيما، في حال فك ارتباطه بجماعة الحوثي. حسبما ذكره المصدر.
وأشار المصدر، وهو قيادي بحزب المؤتمر، إلى أن علي عبدالله صالح رجل مخابرات قديم، يعرف كل شيء، ولديه دراية بأن "المملكة تحفظ له وعليه أسرارا كثيرة، مثلما هو يحفظ لها أيضا"، وقد تخطط لاستهدافه بطريقة غير مباشرة، والتخلص من عبء الرهان عليه.
وأوضح المصدر أن هناك سببا مقنعا لدى النظام الرسمي السعودي بأن الحوثيين يمكنهم القيام بـ"تصفية صالح"، وهو ما يخشاه الرجل؛ كونه المتهم الأول بقتل مؤسس "الشباب المؤمن" (النواة الأولى التي تشكلت منه الحركة الحوثية)، في حروب صعدة الستة ما بين عامي (2004- 2009).
ووفقا لذلك، تكون سلطات الرياض أخذت انتقامها من الرجل الذي كان حليفا مهما لها، لكنه غدر بها، وتحالف مع كان يسميهم "ذراع إيران "في اليمن.
وهذا التطور -بحسب المصدر- قد يضرب عصفورين بحجر من وجهة النظر السعودية، "إنهاء صالح" قد يدفع إلى خلخلة تحالفه مع الحوثي وإضعافها، لا سيما عندما تصبح الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها ملاذا آمنا لأنصار صالح الفارين من بطش الجماعة، وتهيئهم لمواجهتها في أعقاب ذلك.
وتشهد صنعاء توترا حادا منذ أسابيع بين حليفي الانقلاب، وصلت حدته إلى الصدام المسلح بين قيادات موالية لصالح ومسلحي الحوثي، انتهت بسقوط قتلى من الطرفين، بينهم قيادي بارز بحزب المؤتمر، في وقت بدأ الحوثيون باتهام "صالح" بقتل مؤسس الحركة الحوثية، حسين الحوثي، في الجولة الأولى من حروب صعدة (شمال اليمن) في العام 2004.