طرح ظهور رئيس المكتب التنفيذي الليبي السابق، ورئيس تحالف القوى الوطنية،
محمود جبريل، في
ليبيا لأول مرة منذ فترة طويلة، عدة تساؤلات وتكهنات حول محاولته طرح نفسه في الانتخابات الرئاسية المنتظرة.
وعقد تحالف القوى الوطنية (مجموعة أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني)، أول اجتماع له داخل ليبيا في مدينة نالوت (جنوب غرب العاصمة طرابلس)، بهدف اللقاء بين المكتب السياسي والأمانة العامة للإدارة الجديدة، ومناقشة برنامج التحالف لـ"الخروج من النفق"، حسب بيان له.
جبريل مرشح رئاسي
وكشف عضو الهيئة العليا لتحالف القوى الوطنية، عاطف شقلوف، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "رئيس التحالف محمود جبريل هو المرشح الرئاسي للحزب في حال تم إجراء انتخابات رئاسية قريبا".
وأشار إلى أن "الاجتماع الأخير هو انطلاقة جديدة لمشروع مدني لم تتح له الفرصة في تطبيق مشروعه على الأرض في ظل وجود السلاح في ليبيا، والآن يعود التحالف بقوة، وسيدخل مشروعه جميع مدن ليبيا"، حسب كلامه.
لماذا في ليبيا؟
ورغم أن جبريل، وهو وزير سابق في نظام القذافي، تعود على الظهور والتصريح إعلاميا من خارج ليبيا، إما من الأردن أو تونس أو مصر (يقيم فيها حاليا)، إلا أن وجوده شخصيا في الداخل الليبي أثار عدة استفسارات، حول بداية تسويق نفسه كمرشح رئاسي.
والسؤال: ما فرص نجاحه؟ ومع من سيتحالف؟
تهيئة الأجواء
من جهته، رأى عضو المؤتمر الوطني العام السابق، فوزي العقاب، أن "جبريل هو رئيس أحد أهم القوى السياسية في ليبيا، وهو أحد الشخصيات القليلة التي تحظى بدعم شعبي، وهو لم يغب عن المشهد، لكن يمكن القول أنه اقترب الآن منه أكثر".
وأوضح في تصريح لـ"
عربي21"، أن "عودة جبريل إلى ليبيا تأتي من باب التهيئة له ولتحالفه، وهو أمر متوقع لأي فاعل سياسي، كما أن مبادرة المرشح السابق لرئاسة الحكومة عبدالباسط اقطيط، ساهمت ربما في التعجيل بعودة التحالف ورئيسه لتجديد مشروعيتهم لدى الرأي العام"، وفق قوله.
تحالفات انتهازية
وأكد الباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، أن "الاجتماع في الداخل الليبي هو لقاء نوعي مع بعض الطوائف ومنهم الأمازيغ لاستمالتهم في الانتخابات المقبلة حال ترشح لها، خاصة أن الرجل يعجز عن الدخول إلى طرابلس أو الشرق الليبي للاجتماع".
وبخصوص مع من سيتحالف جبريل، قال لـ"
عربي21"، "أعتقد أنه ستحدث تحالفات انتهازية وبراغماتية من قبل عدة أطراف، سيستفيد منها الكل ويحقق كل طرف مصالحه السياسية ومنهم التحالف نفسه، لكن التكهن بفرص فوزه بالانتخابات صعبة؛ كون الانتخابات في ليبيا يتحكم فيها السلاح والرشاوي والضغوطات القبلية".
مع حفتر؟
وتابع عقيل: "وبالحديث عن إمكانية التحالف مع "المشير" حفتر، فهذا أمر مستبعد كونه يصطدم مع تطلعات حفتر لحكم البلاد، وكذلك حتى المشاركة مع الأخير حال وصوله للحكم لن يقبله جبريل نفسه، فهو إما يكون رئيسا أو لا يكون"، حسب كلامه.
وأشار الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إلى أن "عودة التحالف وظهور جبريل مجددا سببها التغيرات المتوقعة على المشهد السياسي، وأن التحالف يسعى للحصول على موقع في التشكيلة الحكومية المقبلة".
وأضاف لـ"
عربي21": "لا أظن أن جبريل سيفوز برئاسة الحكومة لتعدد الراغبين وميل الرأي العام إلى استبعاد الوجوه القديمة، لكن بناء أو تعزيز التحالف مع حفتر وارد، خاصة أن المرحلة الحالية هي مرحلة عقد التحالفات لمواجهة الخصوم المحتملين"، حسب رأيه.
صفقة مع "الإخوان"
لكن عضو منظمة "تكاتف" الليبية (مستقلة)، أحمد سعد تواتي، رأى من جانبه؛ أن "توقيت الظهور له دلالات واضحة في اتجاه إعادة التسويق ليكون قريبا من المشهد، وفرص نجاحه تعتمد على المنافسين الآخرين، ولازال له شعبية".
وأوضح أن "فرص عقد اتفاقات موجودة، وأن تحالفه مع حفتر سيضعفه سياسيا، لكن على الأرجح ولو فكر حزبه "الغريم" العدالة والبناء (إسلامي) بذكاء ربما سيكون "جبريل" مدعوما من قبلهم لينجح مقابل تفاهمات أن يبقوا في المشهد، خاصة أن لهم سابق تجربة معه عندما تولى المكتب التنفيذي، فكان وزيرا الاقتصاد والأوقاف من الإخوان المسلمين".