هاجم ابن عم العقيد الراحل معمر القذافي، أحمد
قذاف الدم، جامعة الدول العربية برئاسة عمرو موسى وقتها، واصفا إياها بـ"سبب الدمار الذي تتعرض له
ليبيا حاليا".
وقال قذاف الدم، الذي يتخذ من
مصر مقرا له، إن "ليبيا تعرضت لأكبر غزو عالمي بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب قيام
الجامعة العربية بتسليمها لمجلس الأمن والقوى الغربية لتتحكم في مصيرها في عام 2011 (يقصد ثورة ليبيا)، حسب تصريحات تلفزيونية السبت.
سبب الهجوم
واتهم قذاف الدم، كلا من أمير قطر والرئيس السوداني بأنهما من قاما بتفجير الثورة الليبية ضد القذافي، مضيفا: "عمر البشير ادعى أنه مفجر الثورة، وقطر تقوم بدور مشبوه في دعم الإرهاب بمصر وليبيا، والشعب القطري لن يصمت طويلا على ممارسات أمير الدم والإرهاب"، حسب كلامه.
وأثارت تصريحات المسؤول الليبي السابق عدة تساؤلات حول رد فعل النظام المصري كون التصريحات صدرت من القاهرة وعلى إحدى القنوات المصرية، وكذلك رد فعل أمين الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، وهل سيتعرض قذاف الدم لمضايقات أو توبيخ من قبل القاهرة أم سيتم منعه من الظهور إعلاميا.
إرضاء للسيسي
وأكد عضو المؤتمر الوطني السابق، فوزي العقاب، أن "الهجوم على عمرو موسى لن يفسر بأنه مساس بالنظام المصري، فليس خافيا على أحد طموح موسى في رئاسة مصر وبالتالي لن يمانع نظام السيسي من مهاجمته والتعرض له وتحميله مسؤولية الثورات".
وأوضح في حديث لـ"
عربي21"، أن "أنصار القذافي ونظام السيسي يرون أن الثورات العربية مجرد "نكبات"، وبالنسبة لهجوم قذاف الدم على الجامعة العربية لأنه ومؤيدوه يحملونها مسؤولية الإطاحة بنظام القذافي، وهو امتداد لموقف القذافي من الجامعة العربية"، وفق قوله.
توجه ناصري
ورأى الصحفي الليبي عبد الله الكبير، ضرورة أن يوضع هذا الهجوم على شخص عمرو موسى بأنه امتداد للهجوم الذي يتعرض له الرجل من قبل التيار الناصري بعدما هاجم موسى نظام جمال عبد الناصر.
وأضاف لـ"
عربي21": "لكن الهجوم على الجامعة هو محاولة للفت الأنظار علها تتيح له حجز مقعد في المؤتمر الوطني الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى ليبيا، ولا أعتقد أن النظام المصري سيحاسبه على هذه التصريحات، لكنه ربما يتعرض للتوبيخ مع تحذيره من أي تصريحات متجاوزة"، كما قال.
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إن "تصريحات قذاف الدم ليست بالجديدة، فكل "فلول" القذافي يرون كل من أسقطه هو خائن ومدمر لليبيا، لكن تزامنها له مغزى خصوصا أن هناك دافعا لمشاركتهم في الانتخابات المنتظرة".
وتابع: "وفي تقديري لن يكون لتصريحاته أي تأثير عليه في مصر، لأن عمرو موسى ليس مقربا من نظام السيسي والجامعة العربية لا تعني الكثير لمصر في الوقت الحالي، وهذا واضح من التحرك المصري خارج منظومة الجامعة العربية والتي تعتبر ميتة سريريا"، وفق قوله لـ"
عربي21".
القذافي هو السبب
وأشار الناشط الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، إلى أن "هذه الاتهامات ليس لها أي صدى أو فائدة، فليبيا الآن أصبحت تحت وصاية الدول الغربية والسبب هو نظام القذافي الفاشل الذي كان يمتلك سلطة مطلقة ولم يستطع الارتقاء بليبيا على جميع الأصعدة، وهنا قامت الثورة".
وأكد خلال تصريحه لـ"
عربي21"، أن "قذاف الدم ومن على شاكلته كانوا يعتبرون ليبيا مزرعة وإقطاعية خاصة بهم ولذلك يتهمون الجامعة العربية التي انحازت لثورة الشعب، وسبب الهجوم هو اليأس وتيقن أتباع القذافي بأن عودتهم للمشهد أصبحت من المستحيلات"، حسب رأيه.