نشرت مجلة "فوربس" مقالا للمحللة ربيكا ليندلاند، تتحدث فيه عن قرار
السعودية السماح للمرأة بقيادة
السيارة، قائلة بأنه خبر يجب الترحيب به، خاصة أن الملك سلمان بن عبد العزيز منح المرأة السعودية الحرية التي تتمتع بها النساء في بقية أنحاء العالم.
وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المراة السعودية، وكذلك اقتصاد البلاد، لن ينتفعا من هذا القرار إلا بإلغاء نظام "
الولاية" المفروض على المرأة.
وتقول ليندلاند إن السعودية دخلت القرن الحادي والعشرين، متسائلة عما إذا كان ولي العهد الأمير
محمد بن سلمان، سيقوم بإقناع والده باتخاذ قرار إلغاء نظام الولاية.
وتضيف الكاتبة: "كوني مقيمة أجنبية سابقة في السعودية، فإنني أشعر بالنشوة لمعرفة أنه بحلول حزيران/ يونيو 2018 فإن زميلاتي وصديقاتي في المملكة سيتمكن أخيرا من قيادة السيارات، وهو يوم عظيم تنتظره المملكة، التي اعتبرتها بلدي لمدة ثلاثة أعوام".
وتستدرك ليندلاند بأنه "رغم ذلك، فإن لدي الكثير من مظاهر القلق، فالسعودية هي الأعلى في العالم بالنسبة لحوادث السير؛ لأن أسطول السيارات التي يقودها الرجال يجعلهم يتصرفون بتهور، ولأن رخص القيادة تمنح للأجانب والسكان المحليين بسهولة، فلا احترام للسلامة وأحزمة المقاعد أو قوانين السير".
وتلفت الكاتبة إلى أنه من الشائع رؤية الأولاد المراهقين الذين يقودون سيارات الدفع الرباعي، محملة بعدد من النساء من مختلف الأعمار، وتقول: "رأيت في إحدى المرات ولدا عمره 12 عاما، لا يكاد يرى أبعد من مقود السيارة، كاد أن يصطدم مع سيارة (جي أم سي) وأمه تصرخ عليه من المقعد الخلفي، وقتلت في العام الثاني لي في المملكة عائلة كاملة من 11 شخصا في حادث سيارة (بورش)، 11 شخصا تجمعوا في سيارة تحمل خمسة ركاب فقط".
وتبين ليندلاند أن السيارات تتحرك في الدوار في الاتجاه الخطأ، ويعد السائقون أن استخدام "الغماز" هو نوع من الضعف، بالإضافة إلى أن السكان لا يستخدمون مقاعد الأطفال، باستثناء المقيمين الأجانب، مشيرة إلى أن تصرفات السعوديين تذكر بعقد الخمسينيات من القرن الماضي لا عام 2017.
وتقول الكاتبة إن "النساء سيدخلن الشوارع الخطيرة الفوضوية غير المنظمة، ويجب أن يتغير الكثير بحلول حزيران/ يونيو 2018؛ لجعل هذه الميزة فرصة جيدة وليست تهديدا بالموت".
وتتساءل ليندلاند عن فرص السوق والاستثمار في المملكة نتيجة لهذا التغير، وتجيب قائلة: "قد نرى رحيلا جماعيا للسائقين الأجانب، حيث تتخلى العائلات عن السائق الخاص، ولن يحدث هذا أثره على الاقتصاد في المملكة؛ لأن السائقين العاملين في هذا المجال لا يحصلون على أجور جيدة".