نشرت صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على موجة
الهجرة السرية الجديدة؛ من
الجزائر نحو
أوروبا.
فقد تم مؤخرا القبض على 191 شخصا، في يوم واحد، بتهمة الهجرة غير الشرعية، قرب سواحل عدة مدن جزائرية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن وتيرة هذه الظاهرة تشهد ارتفاعا متواصلا. ومن المرجح أن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة تتمثل أساسا في المشاكل الاجتماعية التي تعصف ببلد المليون ونصف مليون شهيد، فضلا عن الوضع الاقتصادي الصعب في ظل انخفاض أسعار النفط. وعادة تُغادر الفئة الشبابية المثقفة البلاد نحو الخارج ولا تعود إليها مجددا.
ومن المثير للاهتمام أن الصحافة الإيطالية قد أقرت بوصول قرابة 100 مهاجر جزائري في مساء 26 من أيلول/ سبتمبر، إلى سواحل جزيرة سردينيا، علما أن هذا الرقم يعكس ارتفاع عدد
المهاجرين من الجنسية الجزائرية الذين تسللوا إلى السواحل الإيطالية. وفي هذا السياق، صرح حاكم سردينيا، فرانشيسكو بيغليارو، بأن "موجة المهاجرين من الجزائريين قد تنامت، حيث تجاوزت الأرقام المسجلة هذه السنة المهاجرين في سنة 2016".
وأوضحت الصحيفة أن المهاجرين يطلق عليهم اسم "الحراقة" في الجزائر. وقد وصل عدد منهم إلى السواحل الإسبانية. ووفقا للتوقعات، بلغ عدد المهاجرين الجزائريين الذين شدوا الرحال إلى إسبانيا بصفة غير شرعية، منذ مطلع هذه السنة، قرابة 1244 مهاجرا.
وتشدد الصحافة الإسبانية على أن الرقم الفعلي لأعداد المهاجرين الجزائريين يتجاوز ذلك بكثير. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة إسبانية أن "هؤلاء المهاجرين يعملون على تجنب التعرض للإيقاف، نظرا لأنهم يعلمون جيدا أن ذلك سيسرع في عملية ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي". وقد يرتبط ارتفاع وتيرة عمليات الهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل الجزائرية؛ بضعف الرقابة المفروضة على هذه المناطق الساحلية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على السواحل الجزائرية الأوروبية. فقد تم إيقاف بعض الجزائريين في اليونان وهم يحاولون المرور على اعتبارهم لاجئين سوريين. وحسب صحيفة "ليكسبريسيون" الجزائرية، فإن من بين 230 جزائريا تم ترحيلهم من اليونان مطلع هذه السنة، زعم 136 منهم أنهم من طالبي اللجوء السوريين. لكن السلطات اليونانية اكتشفت هذه الحيلة.
وأفادت الصحيفة أن السلطات الجزائرية أعلنت عن اعتقالات طالت مهاجرين خلسة، فقد تم توقيف 45 شخصا يخططون للهجرة خلسة، خلال 24 ساعة الأخيرة، في ولايتي "عين تموشنت" وتلمسان، وذلك حسب ما أدلى به خفر السواحل التابع لمدينة "بني صاف" والدرك الوطني.
وتطرقت الصحيفة إلى الوضع الاقتصادي والجمود السياسي في البلاد، وهذا يُفسر تصاعد نسق الهجرة غير الشرعية في صفوف الجزائريين. وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، عرض الوزير الأول، أحمد أويحيى، الذي قام بتنفيذ مخطط فاشل لإعادة هيكلة الاقتصاد منذ 20 سنة، أمام البرلمان الجزائري مؤخرا، بيانا يصور الوضع شبه المروع الذي يعاني منه الاقتصاد الجزائري. وقال أويحيى: "يجب أن نكون صريحين، في ظل غياب مصادر تمويل غير تقليدية، سيتوقف الاقتصاد الجزائري بأكمله عن الدوران".
وانطلاقا من تصريحات أويحيى، يبدو أن الوضع لا يبعث على التفاؤل. ومن جهته، ذكر الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، أنه "في الوقت الراهن، ما فتئ الشباب المثقف يغادر البلاد. وغالبا لا يفكر هؤلاء في العودة إلى الوطن مطلقا".
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي يهاجر فيه الجزائريون باتجاه أوروبا، يستقبل جنوب البلاد موجة مكثفة من المهاجرين الأفارقة. وفي هذا الإطار، نشر موقع "أطلس إنفو" في 23 من أيلول/ سبتمبر، تقريرا جاء فيه أن "الجيش الوطني الشعبي، بالتعاون مع عناصر من حرس الحدود، نجح في إيقاف 217 مهاجرا من جنسيات مختلفة في كل من مدينة تلمسان، وبشار، وتمنراست".