دافع رجل الأعمال
المصري البارز، نجيب
ساويرس، عن نظام
كوريا الشمالية"، معتبرا أن الإهانات الشخصية التي يوجهها مسؤولون أمريكيون للرئيس "كيم جونغ أون" هي دليل ضعف من جانب واشنطن.
وتزامنت هذه التصريحات من جانب ساويرس مع تصريحات مشابهة لسياسيين مؤيدين للنظام المصري، انتقدوا فيها الهجوم الأمريكي على "بيونغ يانغ"، الأمر الذي أثار تساؤلات عن دوافع هؤلاء للوقوف في صف نظام كوريا الشمالية؟
دليل ضعف
ونشر ساويرس، الذى يملك الترخيص الوحيد لخدمة الهاتف المحمول في كوريا الشمالية منذ عام 2008، الأسبوع الماضي، عبر حسابه على "تويتر"، مقطع فيديو لحديث السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، بيل ريتشاردسون، يتحدث فيه عن الأزمة، معلقا بقوله إن "الإهانات الشخصية لا تساعد في حل الأزمة، بل تعدّ دليل ضعف"، في إشارة إلى سخرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وزير خارجية كوريا الشمالية خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصفه بأنه "صدى لأفكار رجل الصواريخ القصير".
ويقول خبراء إن استثمارات نجيب ساويرس في كوريا الشمالية تواجه تهديدات؛ بسبب العقوبات الدولية المفروضة على "بيونغ يانغ"، بالإضافة إلى السياسة النقدية التي يطبقها النظام، حيث رفض السماح للشركة بتحويل أرباحها للدولار وفق سعر الصرف الرسمي، وإصرارها على أن يكون ذلك بأسعار السوق السوداء؛ لتقلص مكاسب الشركة بنحو 90% من قيمتها الحقيقية.
وبدلا من التوسع الاستثماري الذي كان ساويرس يطمح إليه، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأسبوع الماضي، إن نظام كوريا الشمالية قرر التضييق على شركة "كوريولينك"، بالسماح بوجود منافس جديد لها يعمل قريبا في البلاد.
دفاع متكرر
وفي السياق ذاته، أعلن حزب التجمع اليساري رفضه توقيع عقوبات على كوريا الشمالية تلحق أضرارا فادحة بالشعب الكوري، داعيا النظام المصري إلى اتخاذ موقف مبدئي في مجلس الأمن، بالدعوة لمنع تصنيع وانتشار الأسلحة النووية، وإحلال الحوار والتفاوض محل التهديدات والعقوبات".
وأوضح الحزب، في بيان له الأسبوع الماضي، أن الحل الوحيد والجذري الذي يكفل السلام العالمي هو تحريم إنتاج الأسلحة النووية، منتقدا احتكار عدد من الدول للأسلحة النووية، واتخاذ مواقف ضد التحاق دول أخرى بالنادي النووي، خاصة تلك التي تعدّ معرضة للتهديد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحرش بدول أخرى وتستفزها لمجرد أنها لا تدور في فلك السياسة الأمريكية".
كما أشاد القيادي بحزب المحافظين المصري "إمام غريب" بالتجارب التي تجريها كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية، معتبرا أنها رسالة موجهة إلى واشنطن مفادها أن كوريا الشمالية موجودة، ولا يمكن أن يستهان بها، مؤكدا أن كوريا الشمالية باتت الآن قوة دولية مكتملة تمتلك أقوى الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والقادرة على ضرب أي منطقة في العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
ودافع "غريب"، في تصريحات صحفية سابقة، عن سياسيات "بيونغ يانغ"، بقوله إن "إطلاق الصواريخ البالستية يأتي ردا على التهديدات الأمريكية والتدريبات العسكرية التي تجريها مع أعداء كوريا الشمالية في المنطقة، في إطار رغبة واشنطن في السيطرة على العالم أجمع".
رسائل مقصودة
الباحث السياسي جمال مرعي يرى أن الأمر يشهد مبالغة من وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن رجل الأعمال نجيب ساويرس معروف دائما بالتصريحات المثيرة للجدل، سواء في السياسة أو الاقتصاد، "ويجب ألّا ننظر لهذه التصريحات بأنها تمثل تيارا عاما في مصر؛ لأن ساويرس يمثل نفسه فقط، وليس هناك رجال أعمال آخرون يوافقونه هذا الرأي"، حسب قوله.
وأضاف مرعي، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن ساويرس يدرك جيدا أن النظام المصري ليس على وفاق تام مع "بيونغ يانغ"؛ إرضاء للولايات المتحدة؛ لذلك يمكن النظر لهذه التصريحات بأنها تأتي كنوع من المناكفة من جانب ساويرس للنظام الحاكم، ردا على تضييق النظام عليه، ووضعه في خانة المغضوب عليهم، وسحب حزب "المصريين الأحرار" من بين يديه، بعد أن أسسه وأنفق عليه مئات الملايين عقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
لكن الباحث السياسي محمد شوقي أكد أن رجل الأعمال نجيب ساويرس دائما لديه هدف من كل كلمة يقولها، ولا يصدر أي تصريح إلا إذا كان يقصد منه توصيل رسالة معينة إلى أحد الأطراف، حتى لو اعتقد البعض أنها تصريحات ساخرة أو غير جادة في بعض الأحيان، لافتا إلى أن رجال الأعمال، خاصة أصحاب الوزن الثقيل مثل نجيب ساويرس، يتصرفون حسب مصالحهم الخاصة وليس مصالح الحكومات والدول التابعين لها.
وحول موقفه الأخير من كوريا الشمالية، قال شوقي، لـ"
عربي21"، إن ساويرس يدافع عن مصالحه الشخصية واستثماراته في كوريا الشمالية، التي تقدر بالمليارات، مضيفا أن انتقاد ساويرس للسياسة الأمريكية هدفه الضغط على الإدارة الأمريكية لتسوية حسابات اقتصادية بينهما.