نشر موقع "VOX" تقريرا للصحافي زاك بيتشام، يتحدث فيه عن كيفية مساعدة تهور
الإعلام الغربي
تنظيم الدولة في تكييف مجزرة لاساس فيغاس لصالحه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن زعم تنظيم الدولة مسؤوليته عن المجزرة لم يلق اهتماما من الخبراء، الذين رأوا فيه محاولة ادعاء لا أكثر، خاصة أن السفاح ستيفن بادوك لا علاقة له بالتنظيم، بحسب ما أكد المحققون في الجريمة، حيث أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" أنه لا علاقة له بالإرهاب الدولي، لافتا إلى أن هذا الأمر يعد اعترافا مهما ونادرا في جريمة يتم التحقيق في مراحلها الأولية.
ويقول بيتشام إنه عندما بحث في محرك البحث "غوغل نيوز" في الساعة الثالثة مساء من يوم الاثنين، فإنه وجد عددا من المقالات بعناوين تتعامل مع زعم تنظيم الدولة بجدية، مشيرا إلى أنه "لو بحثت في (تويتر) عن كلمة (تنظيم الدولة) فإن أول نتيجة تأتي من صحيفة (إندبندنت) البريطانية، التي تلمح بقوة إلى أن زعم تنظيم الدولة صحيح، حيث كان العنوان (أعلن تنظيم الدولة الآن مسؤوليته عن أكبر جريمة قتل في تاريخ الولايات المتحدة)".
ويعلق الموقع قائلا إن "هذا يلخص السبب الذي يجعل من التنظيم يعلن هذا الإعلان الخاطئ؛ لأنه يعرف أن عددا من الصحف والمؤسسات الإعلامية تأخذ كلامه بمصداقية، وعندما يتم تداوله بشكل واسع بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فإنه سيتحول لحقيقة، ومن هنا يحاول الجهاديون خداع آلاف الناس والاعتقاد أن تنظيمهم مخيف، بل إنهم يجدون مساعدة من الإعلام الغربي".
ويلفت التقرير إلى أن المسؤول السابق في مكافحة
الإرهاب في "سي آي إيه" باتريك سكينر، كتب قائلا: "لمن يعتقدون أن تنظيم الدولة سيشعر بالخجل من هذه المزاعم الكاذبة، عليهم أن يضعوا في أذهانهم أن التقارير الأولى مهما كانت خطأ فإنها هي التي تعلق في الذهن".
ويرى الكاتب أنه "لهذا فإنه من التهور وقلة المسؤولية نشر مزاعم للتنظيم لم يتم التأكد منها، وسجله يشهد أنه قام بمزاعم كهذه".
ويورد الموقع نقلا عن مدير تحرير "سي تي سي سينتنل" المجلة المتخصصة في الإرهاب، بول كروكشانك، قوله: "زعم تنظيم الدولة في الأشهر الأخيرة عددا من الهجمات والحوادث التي لم يفعلها، وقال إنه هو الذي نفذها"، حيث زعم أنه نفذ عملية مانيلا في الفلبين، التي استهدفت كازينو، مع أن الفاعل كان مقامرا غرق في الديون.
ويفيد التقرير بأن سبب هذه المزاعم هو أن تنظيم الدولة لم يعد قوة عسكرية، وخسر 90% من أراضيه في العراق، و58% منها في سوريا، بحسب تقديرات وزارة الخارجية في الشهر الماضي، وتتعرض عاصمته لهجوم نهائي من قوات تدعمها الولايات المتحدة؛ ليتم طردهم من الرقة.
وينوه بيتشام إلى أن الجهاديين يخسرون ورقتهم الرابحة التي ميزتهم عن غيرهم في تنظيم القاعدة، وهي سيطرتهم على مناطق، لافتا إلى أنه بسبب كون إمبراطوريتهم على حافة الانهيار فإنهم التفتوا للعمليات في الخارج، مثل هجوم باريس عام 2015، وبهذه الطريقة يقوم التنظيم بتوسيع دعايته.
وينقل الموقع عن الخبير في مجموعة "راند" كولين كلار، قوله في تصريحات نقلتها شبكة "سي بي أس": "إنهم في حالة يأس للحصول على انتباه، وسينسبون أي شيء لأنفسهم"، وأضاف كلار: "لقد خسروا معظم مناطقهم، وهم خائفون أن يخسروا أهميتهم".
ويجد التقرير أن الوسائل الإعلامية التي تنقل هذه الأخبار غير الموثقة تساعد التنظيم في استراتيجيته، منوها إلى أن تقرير جاك مور في مجلة "نيوزويك"، الذي لا يعبر عن شك في إعلان التنظيم إلا في الفقرة السابعة من تقريره، يساعد على نشر مزاعم التنظيم الكاذبة.
ويقول الكاتب إنه "من الصعوبة بمكان تصحيح أخبار كاذبة تم نشرها، بالإضافة إلى أن الجماعات اليمينية تجد في ربط حادث
لاس فيغاس بالإرهاب مهربا من تحميله على انتشار ثقافة السلاح في أمريكا، ولهذا السبب تقوم مواقع مثل (غيت وي) و(إنفوورز) بتضخيم مزاعم تنظيم الدولة الكاذبة".
ويختم "VOX" تقريره بالقول إنه يجب على الصحافة الرئيسية، التي تقوم بمراقبة اتصالات تنظيم الدولة، الحذر من الوقوع في فخ المزاعم الكاذبة.