أثار إعلان إقليم
كردستان العراق، إجراء
انتخابات الرئاسة والبرلمان في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، التساؤلات حول توقيت هذه الانتخابات، ومدى جدواها في إخراج الإقليم من الأزمة التي سببها الاستفتاء.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، الثلاثاء، أنها استكملت الاستعدادات كافة لإجراء انتخابات
برلمان ورئاسة الإقليم في الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال رئيس مجلس المفوضين بالمفوضية هندرين محمد، إن "التحضيرات كافة استكملت لانتخابات البرلمان ورئاسة إقليم كردستان، وبدءا من اليوم (أمس) سنحدد عدة توقيتات لإنجاز أعمالنا"، حسبما نقلت شبكة "رووداو" الكردية.
وأضاف أن "موعد تشكيل تحالفات بين الأحزاب سيبدأ من اليوم وحتى السادس من الشهر الجاري، وعلى الأحزاب التي تنوي التحالف مع بعضها لخوض منافسة الانتخابات في قائمة موحدة أن تراجع مقر المفوضية قبل انتهاء الموعد المحدد".
وأوضح رئيس مجلس المفوضين أن "الحملات الدعائية للانتخابات ستبدأ في 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأن المواعيد المحددة غير قابلة للتغيير وذلك بسبب ضيق الوقت المتبقي لإجراء الانتخابات".
وكانت مصادر إعلامية محلية، قد تحدثت عن اتفاق جرى بين الأحزاب الكردية التي كانت رافضة لإجراء الاستفتاء، مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود
البارزاني على المشاركة بالاستفتاء مقابل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بالإقليم.
وتعليقا على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في إقليم كردستان العراق، ريبوار عبد الله، إن "ما ورد في هذه الأبناء غير صحيح تماما، وأن الأحزاب التي كانت تعارض المشاركة غيرت رأيها قبل ساعات من إجراء الاستفتاء وصوتوا بنعم".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21" أن "الاستفتاء على استقلال الإقليم قرار وطني وتاريخي، ولم يخضع لشروط الأحزاب التي عارضت المشاركة في بداية الأمر، ولكن كانت لها آراء في تأجيل موعده لأسباب هي مقتنعة بها".
لا بديل للبارزاني
وعلى صعيد ما أعلنته مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق من موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قال عبد الله إن "الموعد الذي وضعته المفوضية تكتيكي، لكن إجراء الانتخابات من عدمه يتم وفقا للظرف الأمني والسياسي بالإقليم".
وأوضح أن "الأوضاع الأمنية والسياسية في الإقليم إذا كانت مستقرة، ولم يتعرض لأي شيء على خلفية تهديدات دول الجوار والحكومة العراقية، إذا كانت الظروف مستقرة فستجري الانتخابات بموعدها".
واستبعد المحلل السياسي الكردي أن "تجري انتخابات رئاسية في الإقليم، لأنه لم يرشح أي شخص لهذا المنصب وأن موعد التشريح انتهى، فبذلك ستجري انتخابات برلمانية فقط".
وفي الوقت ذاته، قال عبد الله إن "مؤشرات كثيرة تفيد بأن رئيس الإقليم مسعود البارزاني وابنه مسرور لن يرشحا نفسيهما إلى رئاسة الإقليم، لكن في المقابل الأحزاب الأخرى أو الشخصيات لم ترشح أحدا لخوض انتخابات الرئاسة".
وبخصوص انعكاسات الانتخابات على الأزمة التي خلفها الاستفتاء، رأى المحلل السياسي الكردي أن "ما ينتج عن الانتخابات لن يكون له أي تأثير سلبا أو إيجابا على المفاوضات لحل الأزمة".
وعزا عبد الله ذلك إلى أن البرلمان الحالي لإقليم كردستان قد فوض في جلسته السابقة جميع صلاحيات التفاوض والتعاطي مع موضوع الاستفتاء سواء مع بغداد أو دول الجوار إلى المجلس السياسي الكردستاني.
وكانت زوجة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني، قد انتقدت قرار تشكيل مجلس للقيادة السياسية في كردستان، واصفة إياه بأنه يشبه "مجلس قيادة ثورة العراق".
وشددت هيرو إبراهيم أحمد على أن "قرار تشكيل المجلس جرى دون الاستشارة مع قيادات الأحزاب السياسية الكردستانية، كما جرى في تحديد يوم الاستفتاء"، واصفة تشكيل المجلس بأنه "خطأ كبير، ولست مع تلك القيادة بأي شكل من الأشكال".