حذرت مجلة "إيكونوميست" في عددها الجديد من إلغاء
الاتفاقية النووية، قائلة إنه سيؤدي إلى تقوية المعسكر المتشدد في
إيران.
ويحذر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، من أن "القوات الأمريكية عملت لمدة ثلاث سنوات بالترادف مع
الحرس الثوري الإيراني لهزيمة تنظيم الدولة في العراق، وكان تحالفا غير محتمل، ولا يتخيله أحد، خاصة أن الحرس نفسه قام قبل عقد من الزمان بالتخطيط لعمليات قتل فيها الجنود الأمريكيون في العراق".
وتستدرك المجلة بأنه "رغم استمرار التظاهرات في طهران، التي تهتف بـ(الموت لأمريكا)، إلا أن الطائرات الأمريكية التي ضربت تنظيم الدولة من السماء سمحت للحرس الثوري بالتقدم على الأرض، إلا أن هذا الأمر سيتغير".
ويشير التقرير إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وعدم التمديد للاتفاقية النووية التي وقعت عام 2015، حيث كان الاتفاق قد رفع عددا من العقوبات التي فرضت على إيران مقابل وقفها برنامج التخصيب.
وتلفت المجلة إلى أن تحذيرات ترامب، الذي وعد بعاصفة، جاءت وسط تهديدات من الحرس الثوري بالانتقام، حيث وعد قادته بقتل الجنود الأمريكيين.
ويعلق التقرير قائلا إن "هذه صورة عن المرحلة الأولى من حكم جورج دبليو بوش، التي اتسمت بالتوتر بين البلدين، فبعد أن صنف بوش إيران دولة ضمن (محور الشر)، شجع الحرس الثوري الجماعات المرتبطة به في العراق على استهداف الجنود الأمريكيين، وقال رجل أعمال إيراني يتعامل مع أمريكا: (لا فكرة لدى ترامب عن تعقيدات المنطقة)".
وتنوه المجلة إلى أن "رفض ترامب تمديد أو المصادقة على الاتفاقية النووية لن يدمرها، فأمام الكونغرس مدة 60 يوما لتقرير فيما إن كان سيعيد فرض العقوبات من جديد على إيران، وقد لا يجد المشرعون، حتى من عارضوها، شهية للعودة من جديد لنظام العقوبات، ومع ذلك فإن عدم المصادقة عليها سيبعث برسالة للمتشددين الإيرانيين ويقويهم".
وبحسب التقرير، فإن الرئيس حسن روحاني انتقد في حملته الانتخابية الأخيرة الحرس الثوري، واتهمهم بحرمان إيران من المنافع الاقتصادية للاتفاقية النووية، ورد الحرس عليه بأنه وثق بأمريكا، وكان من الأولى عدم الثقة بها أبدا، و"يبدو أن نبوءة قادته قد تحققت الآن".
وتذكر المجلة أن العملة الإيرانية انخفضت لأدنى مستوياتها أمام الدولار، فيما تتراجع ثقة المستثمرين ورجال الأعمال، وقال أحد المتعاطفين مع الحرس الثوري إن "ترامب جعل روحاني يبدو مثل المهرج"، مضيفا أن المتشددين يقومون بالتعبئة وسيشلون حكومته.
ويقول التقرير: "قد يناقش البعض أن الموقعين الأوروبيين على الاتفاق قد يحافظون على الاتفاقية، وهناك ما يكفي في الاتفاق لدفع إيران للحفاظ على التزاماتها فيه، فتضاعف إنتاج البلاد من النفط، حيث وصل إلى 2.2 مليون برميل في اليوم، وتضاعفت التجارة مع أوروبا في عام 2016، وتضاعفت في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي".
وتبين المجلة أن هناك الكثير من الرهانات التي تدفع الأوروبيين للبقاء في الاتفاقية، حيث وقعت شركتا "توتال" و"إيرباص" اتفاقيات مع إيران منذ رفع العقوبات، وعادت شركتا "رينو" و"فولكسفاغن" إلى السوق الإيرانية، وأعلنت الشركة البريطانية "قوريكوس" عن توقيع عقد بقيمة 500 مليون يورو لبناء محطة توليد للطاقة الشمسية في إيران.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ناشدت ترامب بألا يلغي الاتفاقية، لكنه اعتبرها الأسوأ في التاريخ، قائلة إنه "ربما اتخذ قراره".