نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا تضمّن ثلاث وثائق تؤكد بيع البطريركية الأرثوذكسية اليونانية بالقدس تحت زعامة البطريرك ثيوفيلوس الثالث ستة دونمات في منطقة ميدان الساعة في يافا، التي تضمّ عشرات المحلات التجارية مقابل 1.5 مليون دولار فقط إضافة لـ 400 دونم في قيسارية، بما في ذلك الحديقة الوطنية ومدرج المسرح، مقابل مليون دولار فقط.
وفي التقرير الذي ترجمته "
عربي21" فإن الجهات التي اشترت العقارات شركات أجنبية خاصة مسجلة، لكن ليس بالإمكان الحصول على معلومات عن مالكي الأسهم، أو معرفة لمن تعود اليد الموقعة على الشيكات، إلى جانب أن الأسعار ضعيفة جدا وتثير الاستغراب.
وقالت الصحيفة إن الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية تعتبر ثاني أكبر مالك للعقارات، لكن معظمها تم تأجيره لجهات إسرائيلية، لفترات طويلة تصل لمدة 99 سنة.
اقرأ أيضا: القصة الكاملة لتسريب أملاك الأرثوذكس في القدس لإسرائيل
ومن الوثائق الثلاث يتبين أيضا أن البطريركية باعت 27 دونما مبنيا عليها حوالي 240 شقة، ومركزا تجاريا كبيرا في حي "غفعات أورانيم" في القدس، لشركة مسجلة جزر العذراء، المعروفة بأنها ملجأ للشركات المتهربة من الضرائب، وذلك مقابل 3.3 مليون دولار.
يشار إلى أن ثمن شقة صغيرة -بحسب الصحيفة- في هذا الحي يفوق المليوني شيكل، وستنتهي مدة هذه الصفقة بعد 52 عاما، ومن أجل الإمعان في التضليل والتمويه، بيعت هذه الأرض، في شهر آذار/ مارس الماضي، إلى شركة أخرى، اسمها "أورانيم ليميتد" المسجلة في جزر الكايمن، التي تتهرب الشركات المسجلة فيها من الضرائب.
وأضافت هآرتس أن ثيوفيلوس، وقّع على الصفقة الأولى في العام 2011، عندما "أجّرت" البطريركية مئات الدونمات في أحياء طالبية، ورحافيا، ونيوت في القدس لرجال أعمال إسرائيليين ااتحدوا تحت اسم "نيوت – كوميميوت". وقبل سنة، تم التوقيع على اتفاق لبيع كامل لهذه الأراضي لمجموعة المتمولين نفسها، التي اتحدت تحت اسم مختلف قليلا، هو "نيوت – كوميميوت استثمارات".
وتشير الصحيفة إلى أنه ليس معروفا مبلغ هذه الصفقات، والشريك الوحيد في الشركة المعروف هو رجل أعمال اسمه نوعام بن دافيد.
اقرأ أيضا: مسيحيو القدس يصارعون لمنع تحول أراضي الكنيسة للمستوطنين
وبحسب الصحيفة، فإن الصفقتين أثارتا عاصفة من الجدل داخل أوساط أبناء الطائفة الأرثوذكسية العربية، وكذلك في السلطة الفلسطينية والأردن، وصدرت دعوات بمقاطعة ثيوفيلوس وإقالته من منصبه، في أعقاب الكشف عن صفقات العقارات الفاسدة والمشبوهة، التي ألحقت ضررا كبيرا بمكانة الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية وبقدرتها على العمل لمصلحة أبناء الطائفة في البلاد.
فيكتور زكاك، رئيس جمعية الصدقات الأرثوذكسية في يافا، قال إن عملية البيع تعني تدمير الوجود المسيحي الأرثوذكسي في البلاد، مضيفا: "عمليات البيع تمت لشركات وهمية ولا توجد فيها شفافية ولا حسن نية".